تأملات_قرآنية من الآية السابعة و العشرون من #سورة_فاطر

وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25)

التأمل الأول :
إن تكذيب الدعوات المنسوبة الى السماء ليس في ذاته مرفوض ، لأن هناك من الدجالين الذين يعتاشون على مثل هذه الدعوات فيستغلون الجانب الغيبي منها لتمريرها على السُذّج والجهلة ، أما تكذيب هذه الدعوات رغم استنادها الى بينات وأسس وثوابت متفق عليها كالعقل والفطرة ووما شابه وما نتج عنها من أصول كالقرآن الكريم وما أثمر عنه من روايات شريفة معتبرة فهذا مرفوض بلا نقاش ، لأن تكذيب هذه الدعوات في الحقيقة هي تكذيب للبينات والأدلة والبراهين الثابتة ، فإن سمحنا لذلك فقد خرقنا أهم أسس الاتفاق بين بني البشر ، وبالتالي فهو قضاء على أي منهج علمي يمكن أن تنتفع منه البشرية .
وإن كانت هناك إحتمالية لكذب هذه الدعوات بسبب الأخطاء التي يمكن أن ترافق الاستناد الى البينات والثوابت المسلَّم بها فيكون التكذيب مُحتَمَلاً وبمقدار الاحتمالية ولا يكون التكذيب قطعياً ولكل الدعوة .

 

التأمل الثاني:
يبدو أن التكذيب مستمر في كل زمان ما دامت هناك رسالات سماوية ومرسلين من قبل الله عز وجل ودعوات مستندة الى بينات وحجج وبراهين ، وهذا التكذيب غير منحصر بالكافرين والمشركين ، بل يشمل المنافقين والفاسقين ممن ينتمون الى الديانات السماوية ، وليس بالضرورة أن يكون تكذيبهم لِرُسُلِهم باعتبار أن ذلك يخرجهم عن دينهم وهم يعلنون تمسكهم به ، فالتذكيب داخل الدين الواحد – ومع الأسف حتى داخل الدين الإسلامي – يكون لكل من يحمل همّ الرسالة السماوية وهمّ نشرها وهداية الناس بها ، أمثال الأوصياء وباقي الأولياء من الفقهاء والصالحين ، رغم أن المكذَّبين (بالفتح) لا يخطون خطوة واحدة في دعوتهم الإصلاحية إلا بدليل بَيِّن وحجة قاطعة ، ومع هذا نرى قوافل المكذِّبين (بالكسر) لا تتوقف ، ومن أبرز مظاهر هذا التكذيب الابتعاد الواضح عن الشريعة الإسلامية وبكافة المستويات ، وهذا يتطلب تكثيف دعوات الهداية كمّاً ونوعاً لتعويض المكذِّبين (بالكسر) ودعم المكذَّبين (بالفتح) .

التأمل الثالث:
من يميز المؤمن الرسالي التأسي برسول الله صلى الله عليه وآله وباقي المرسلين ، فيأتي بالبينات وما جاء في القرآن الكريم ليلقيها على الناس فيهديهم ، لأن الناس ليسوا في مستوى إيماني واحد ، ومستوياتهم الإيمانية غير مقبولة ، وفي أحسن الأحوال أنها ليست بمستوى الطموح ، وهذه المستويات الضعيفة من الإيمان تجعل أصحابها يكذّبون دعوات الهداية التي يقودها المؤمنون الرساليون .
لذا فعلى المؤمنين الرساليين أن يدركوا أن هذا الأمر متوقع وطبيعي فلا تخيب آمالهم ، بل إن عدم التكذيب أمر ربما غير طبيعي وبالتالي فهو غير متوقع ، ومن جانب آخر فقد يكون سبب التكذيب هو ضعف البيّنة التي جاءوا بها ، وهذا يعني عليهم أن يراجعوا قوة بيّنَتِهم باستمرار ويدّعمونها بالحجج المقنعة للآخرين .

التأمل الرابع:
إذا قسّمنا التكذيب الى تكذيب نظري وتكذيب عملي فسنصل الى نتيجة وهي أن المكذِّبين على المستوى النظري هم الكفار والمشركون ، فهؤلاء يكذبون الرسل وعلى رأسهم الخاتم صلى الله عليه وآله وبشكل علني ، ولا يؤمنون بالبينات التي جاء بها الرسل ولا يعتبرون كُتُبَهم منيرة . أما على المستوى العملي فإن المكذِّبين هم المنافقون بالدرجة الأساس ومن ثم الفاسقون ، فهؤلاء يؤمنون بشيء ولا يطبقونه بكل حذافيره ، ويعلنون شيئاً ويعملون شيئاً آخراً ، يقولون بالإيمان بما جاء به الرسل ولا يطبقون تعاليمهم ، فالبيّنات التي جاء بها الرسل لم تتوغل الى أعماق قلوبهم ، ولم يستنيروا بالكتب السماوية ، وإن أردنا أن نكون واقعيين فأغلبنا من المكذبين عملياً إلا من عصم الله ، وإلا ماذا نسمي من يؤمن بأن الغش حرام ويغش ، أو الغيبة حرام ويغتاب ، أو الغناء حرام ويستمع إليه ؟

التأمل الخامس:
هناك تناسب عكسي بين قوة البينات ونور الكتب السماوية التي جاء بها الرسل من جهة وبين عظم ذنب التكذيب بهذه البينات من جهة أخرى ، فلا يمكن أن نساوي بين التكذيب بالحجج والبينات التي تكون ضعيفة والتكذيب بالحجج والبينات القوية الدامغة ، فضلاً عن المساواة بين التكذيب بالحجج الواهية بين الحجج ذات الأسس العلمية والمنطقية ، لذا كلما كانت حججنا ضعيفة كلما أعطينا مساحة أكبر للتكذيب ، وبالتالي لا يمكننا تحميلهم مسؤولية التكذيب .
وفي الطرف المقابل فإن هناك تناسباً طردياً بين قوة البينات ونور الكتب السماوية التي جاء بها الرسل من جهة وبين الإيمان بهذه البينات والحجج ، لأن الإيمان يعتمد على قوة الحجة ، أما الإيمان المعتمد على حجة وبيّنة ضعيفة فيكون ضعيفاً ، وإن كان قوياً فسوف لن يوصلَ صاحبَه الى ما يريده الله تعالى .

التأمل السادس:
ربما يُقال : أن ابتعاد الناس عن القرآن هو تكذيب له ، تكذيب المسلمين العملي وتكذيب غير المسلمين النظري ، وسينالون جزاءهم بسبب ذلك باعتباره كتاب منير وأحد أهم مصاديق البينات التي نزلت من السماء على قلب أعظم مخلوق وهو الرسول محمد صلى الله عليه وآله . ولكن في الحقيقة قد لا يكون هذا الابتعاد عن القرآن الكريم هو تكذيباً له ، وإنما عدم الاستنارة بنوره ، بعبارة أخرى ، أن نور القرآن لم ينطلق الى الميدان حتى يستشعر الناس بنوره ، سواء كان سبب عدم انطلاق هذا النور المبارك بسبب قصور أو تقصير حَمَلَة هذا الكتاب العظيم ، فالاهتمام بالقرآن ما زال ضيقاً ومنحصراً بالتلاوة والترتيل ، وربما يتسع قليلاً ليشمل التفسير والتدبر ، ولكن لم تُطبَّق تشريعاته ورؤاه عملياً ليعيش الناس في ظلها ويستنيرون بنورها ، فلو وصلنا الى هذا المستوى وابتعد الناس عن القرآن عندها يمكن القول أنهم كذّبوا بالقرآن ، عملياً أو حتى نظرياً .

التأمل السابع:
إن البينات التي جاءها بها الرسل – عليهم وعلى رسولنا وآله آلاف التحية والسلام – هي حجج الله على المرسَلِ إليهم ، وهذه الحجج يمكن أن تكون معاجز أو إثباتات أو براهين أو حقائق ، ويمكن أن تكون متجسدة في أشخاص ، فمثلاً عندما نرى طفلاً بعمر دون العشر سنوات يحفظ القرآن الكريم فبلا تردد نقول أن هذا الطفل معجزة تدل على الرعاية الغيبية له وأن حفظه للقرآن حجة على البشر ، وهذا يعني أن مِن البشر مَن يمكن أن يكونوا حجة الله على البشر ، كأولياء الله في الأرض – أنبياء وأوصياء وصلحاء – الذين يمتلكون من القدرات الإعجازية ما يفوق ما يمتلكه ذلك الطفل الحافظ للقرآن ، ومن يكون مجسداً للقرآن يكون حجة كالقرآن ومنيراً كالقرآن ، لذا نرى أعداء الله المكذّبين بالبينات يكذّبون بِحُجيّة حجج الله في الأرض فيسعون لقتلهم وتشريدهم وسجنهم وتعذيبهم ومحوِ كل شيء مرتبط بهم حتى قبورهم وأتباعهم .

التأمل الثامن:
لو دققنا في الأمور التي كذّبها المكذِّبون ( وهي البينات والزبر والكتاب المنير ) لوجدنا أحدها أصلاً والآخرين فرعين ، فالبينات هي الأصل ويتفرع منها الزبر والكتاب المنير ، لأن الزبر والكتاب المنير هما مصداقان من مصاديق البينات وليسا أمرين منفصلين ، فالمرسلَون جاءوا ببينات متعددة قبل أن يأتوا بِكُتُبِهُم السماوية ، فكانت كُتُبُهُم بيناتٍ تفصيلية للبينات الأصلية ، فحاولوا أن يثبتوا وجود الخالق ثم وحدانيته من خلال الأدلة العقلية والوجدانية ، فعندما بيّنوا ذلك جاءوا بالكتب المنزَلَةِ عليهم التي تشرح وتفصّل وتجسّد تلك البينات العقلية ، وإلا فإن التوحيد لوحده لا يعتبر توحيداً إلا بعد النبوة وباقي أصول الدين ، فإبليس مَثَلاً مِثالٌ بَيّنٌ للتوحيد الشكلي ، مع أن عدم سجوده لآدم عليه السلام – باعتباره نبي الله وخليفته – هو تكذيب بالبينات، ولكي لا يكون هناك مثال آخر كإبليس جاءت الزبر والكتاب المنير لتُبيّن لوازم ذلك .

التأمل التاسع:
بما أن الزبر والكتاب المنير هي من مصاديق البينات وتطبيقاتها فهذا يعني أنهما – أي الزبر والكتاب المنير – بيناتٌ أيضاً ، وعليه فالبينات أصل ومن فروعها الزبر والكتاب المنير ، ولكن يا ترى لماذا أُضيفَ الفرعان الى الأصل وكأنهما أصلان ؟
إن الزبر والكتاب المنير هما بتماس أكثر مع الناس وإحتياجاتهم الفكرية والعقائدية من البينات العامة ، والناس يتيهون في العموميات عادة فيحتاجون الى تفصيل أدق ، ولكثرة الحاجة الى هذه التفاصيل أصبح من الضروري إبرازها الى جانب العموميات ، وهذا لا ينحصر بالبينات من جهة والزبر والكتاب المنير من جهة أخرى ، وإنما تشمل كثيراً من العموميات والتفاصيل ، وسنتطرق الى بعض منها في التأمل القادم إن شاء الله تعالى .

التأمل العاشر:
قد لا يفهم البعض الآيات التي يُذكَر فيها ( الله ورسوله ) سوية أو معية الرسول صلى الله عليه وآله مع الله جل جلاله ، وكيف يميزها عن الشرك ، باعتبار أن القرآن لا يدعو ولا يثقّف للشرك . والحل هو أن هذه المعية تشبه معية ( الزبر والكتاب المنير ) مع (البينات) وكما بينّا ذلك في التأمل السابق ، فَلِكَون الناس بتماس وحاجة الى التفاصيل وأنهم لا يستوعبون العلوم العليا فإنهم يحتاجون الى من يفسّرها ويترجمها ويجسّدها ، فجاء هنا دور الرسول صلى الله عليه وآله ، ولِكَون حاجة الناس الى هذا الدور كبيرة فتأتي المعية لتحافظ على الأصل ( وهو الله سبحانه أو التوحيد ) من جهة وعلى الفرع ( وهي النبوة ) باعتبارها تخوض في التفاصيل التي تعتبر حلقة الوصل بين السماء والأرض ويبحث عنها الناس لأمور دنياهم وأُخراهم ، ولا علاقة للشرك بهذه المعية .

التأمل الحادي عشر:
ربما من الملاحَظ أن المؤمن الواعي يكون تماسه بالفقهاء بشكل كبير ، وربما تبدو هذه العلاقة – في الظاهر – بمستوى علاقته بالأوصياء ، وعلاقته بالأوصياء بمستوى علاقته بالأنبياء ، ولكن في الحقيقة أن الأمر مختلف ، فهذا المؤمن وبسبب وَعيِه يعتبر الأنبياء هم الأساس وهم الأصل وحلقة الوصل بين السماء والأرض ، أما الأوصياء فهُم فرع من الأنبياء كما أن الزبر والكتاب المنير فرع من البينات ، وكذلك الحال بالنسبة الى الفقهاء وارتباطهم بالأوصياء والأنبياء ، فالرجوع الى الفقهاء هو رجوع الى الأوصياء والأنبياء، وتمتين العلاقة بالأوصياء هو تمتين للعلاقة بالأنبياء ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ، وقطع العلاقة بالفقهاء هو قطع للعلاقة بالأوصياء وبالتالي بالأنبياء كما في الرواية ( الراد عليهم – أي الفقهاء -كالراد علينا – أي الأوصياء -) كما أن تكذيب الزبر والكتاب المنير هو تكذيب البينات .

التأمل الثاني عشر:
إن الكتب السماوية حتى تكون بَيِّنَة لا بد أن تكون مُنيرةً ، وحتى تكون مُنيرةً لا بد أن يكون هناك من ينقلها من حيز النظرية الى حيز التطبيق بل ويجسّدها على أرض الواقع ، فالقرآن الكريم كأحد تلك الكتب السماوية تميّزَ بأنه قد تجسّد في أشخاص هم عدل القرآن ، فالرسول صلى الله عليه وآله كان خُلُقه القرآن ، ووصيه أمير المؤمنين عليه السلام كان قرآناً ناطقاً ، وهكذا باقي أوصياؤه عليهم السلام الى قيام الساعة ، لذا فإن تكذيِبَه – سواء كان المكذبون على المستوى النظري كالمشركين والكافرين أم العملي كالمؤمنين العاصين – أخطر من تكذيب باقي الكتب السماوية التي حُرِّفَت وخرجت عن سماويتها مما جعل تكذيبها في عصرنا الحالي مُبرَّراً . أما إذا لم تكن هذه الكتب مُنيرةً فسوف لن تكون بَيِّنَة ، وعندها فلا تكون هناك حجة على من يُكذِّبُها من المستويين النظري والعملي .

التأمل الثالث عشر:
هناك نوعان ممن لم يتفاعلوا إيجابياً مع ما جاء به الرسل ومن يمثلهم بشكل مباشر – الأوصياء – أو غير مباشر – الفقهاء وعموم الرساليين – من بينات وزبر وكتاب منير :
1) الأول : وهُم الذين ثبتت عندهم تلك البينات وشعروا بالنور الذي جاءت به الكتب السماوية بحيث بيّنت لهم طريق الحق وطريق الباطل ومع هذا كذّبوا بها ومالوا الى الباطل على حساب الحق وربما عادوا الحق ونصروا الباطل .
2) الثاني : وهُم الذين لم تثبت عندهم تلك البينات ولم يشعروا بنور الكتب السماوية التي جاء به المرسَلون فلم يتميّز لهم الحق من الباطل ، لذا فإنهم إن لم يتبعوا الحق فليس لِعنادٍ وعداء للحق وإنما لعدم ثبوته عندهم على أنه حق ، وإن مالوا الى الباطل فليس لقصد وإنما لأنه لم يثبت عندهم أنه باطل وهذا لا يُعدُّ تكذيباً .
وبالتالي علينا التمييز بين النوعين ، فالأول مرفوض ، والثاني وإن سُلِبَ منه التوفيق لمعرفة الحق والباطل إلا أنه لا يحق لنا مساواته بالأول .

التأمل الرابع عشر:
يمكن تقسيم الناس بحسب استجابتهم للبينات التي جاء بها الرسل عليهم السلام الى :
1) من اقتنع بالبينات وصدّق بها ، فإن كان التصديق نظرياً وعملياً فهو خير الخير ، وكان نظرياً فقط فهو أدنى من ذلك .
2) من اقتنع بالبينات ولكن كذّبها ، فإن كان التكذيب نظرياً فهؤلاء من الكافرين ، وإن كان التكذيب عملياً فقط فهؤلاء من المؤمنين العاصين .
3) من يعتبر هذه البينات بينات في الظاهر وحقيقتها أنها ليست بينات ، لذا فإنه لم يقتنع بها ولم يقبلها ، وهذا الحال الطبيعي لعموم البشر .
4) وهو فرع من الصنف الثالث ، إلا أنه كذّب بهذه (البينات)، وتكذيبه يدل على أنه ممن لم يفهم كيفية التعامل مع البينات .

التأمل الخامس عشر:
هناك فهمٌ مشوش عند البعض للمبدأ القرآني ( لا إكراه في الدين ) ، فالبعض يفهمه فهماً يؤدي الى فوضى الاعتقاد وأن الدعوات الى دين الله أمرٌ معارض لذلك المبدأ ، والبعض الآخر يرفض هذا الفهم الى درجة التجاوز على هذا المبدأ بحيث يُجبِر المخالفين له في الدين على أن يعتنقوا دينه ، والشواهد كثيرة حتى في زمننا الحاضر .
ولكن لو فهمنا الدين على أنه البينات التي تكون حجة على معتنق ذلك الدين ، وأن البينات التي تكون حجة على شخص ما ليس بالضرورة أن تكون حجة على شخص آخر، عندها يمكن الدعوة الى بينات ديننا من دون أن نجبر الآخرين على اعتناقه ، فإن كان كتابنا منيراً لهم فسيعتنقوه وإلا فلا .

التأمل السادس عشر:
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ لأن الإسلامَ ومن خلال كتابه المنير (القرآن الكريم) وسنّة نبيه الكريم صلى الله عليه وآله يركّز على البينات ويعتبرها الأساس الذي يُبنى عليه الإيمان بالله تعالى وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وأن التكذيب بهذه البينات مؤشر على الكفر أو على الأقل الابتعاد عن الله سبحانه .
وقد حاول أعداء الإسلام أن يشوهوا دين الله بتشويههم للإسلام كي لا تكون بَيّناتُه حجة وتكون حججه غير بَيّنة من خلال زج بعض العناصر التي تظهر وكأنها تمثل الإسلام فَشوَّهته بتصرفات منحرفة ، ليكون تكذيب البينات الإسلامية مبرراً بل لازماً ، بل وصل الأمر الى تكذيب المسلمين أنفسهم الى كثير من تلك البينات التي جاء بها دينهم الذي يُفتَرض أنهم يؤمنون بكل تفاصيله .

التأمل السابع عشر:
من الأسباب التي يمكن استخلاصها من سورة الفاتحة وتؤدي الى التكذيب :
1) رفض الربوبية لله عز وجل ( رب العالمين ) لأن هذه الربوبية تمنعهم من التفكير في السيطرة على الآخرين .
2) رفض الرحمة (الرحمن الرحيم) التي تضر بالمصالح الشخصية والفئوية والحزبية .
3) رفض القبول بوجود محكمة تحاسب الظالمين لأن ذلك يقلّص من تحقيق مطامعهم .
4) رفض العبودية لله تعالى والاستعانة به لأن ذلك يحُط من تَكُبُرِهم .
5) رفض الهداية التي تحد من نواياهم الخبيثة .

للمزيد من التأملات القرآنية انضموا الى قناة ( تأملات قرآنية ) على التلغرام :
https://t.me/quraan_views

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M