بدأ الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” حملته الانتخابية الأولى منذ إعلانه الترشح للرئاسة للمرة الثالثة في نوفمبر الماضي، في رسالة واضحة تعكس رغبته الشديدة في استعادة البيت الأبيض أكثر من أي وقت مضى. وانطلقت أولى محطات الحملة الانتخابية في “نيو هامبشير” قبل المحطة الثانية في “ساوث كارولينا”، وهما ولايتان رئيستان للتصويت المبكر ستلعبان دورًا كبيرًا في عملية الترشيح لصالح الجمهوريين. وقد ألقى خطابًا كرر خلاله بشكل أخف من المرات السابقة المزاعم حول انتخابات 2020 التي يرى أنه ظُلم فيها، وأنها سُرقت منه، فضلًا عن انتقادات لغريمه الرئيس الحالي جو بايدن، والتوعد للمرشحين الرئاسيين القادمين.
حملة انتخابية “صامتة” بدون زخم
بعد أكثر من شهرين على إعلان ترامب نيته للترشح للمرة الثالثة لخوض سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عقد الرئيس السابق البالغ من العمر 76 عامًا أول حدثين عامين يوم السبت الموافق 28 يناير من عام 2023، كأول مرشح رئاسي جمهوري يخوض حملته الانتخابية في ولايتي الانتخابات التمهيدية المبكرة، فكان الحدث الأول في “نيو هامبشير” في مدينة سالم، وهي أول مكان بدأ به ترامب حملته الانتخابية الأولى عام 2016 مجتذبًا حينها الآلاف إلى المسيرات.
وألقى خطابًا يحمل طابعًا ترامبي نموذجيًا تحت شعار “معًا لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، وذلك بمناسبة الاجتماع السنوي للحزب الجمهوري. مع العلم أن ترامب هو الجمهوري الوحيد الذي أعلن ترشحه حتى الآن، ويبدو أنه يخطو بخطوات جادة ويرد على كل الادعاءات التي تفيد أن خبر ترشحه هو مجرد حيلة لجأ إليها للإفلات من الملاحقة القضائية.
سخر خطاب ترامب من الرئيس بايدن لخسارته الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في نيو هامبشير في فبراير 2020، متجاهلًا أن بايدن هزمه في الانتخابات العامة للولاية بعد تسعة أشهر. ورفض الرئيس السابق المزاعم بأن حملته الانتخابية واسمه قد فقدا الزخم والدعم بين الناخبين، خاصة وأنه -على غير عادته- بدأ حملته متأخرًا، ولم يقم هذا العام بتنظيم مسيرات أو القيام بحملات، فكان الحدثان في ولايتي التصويت المبكر أكثر صمتًا من التجمعات الكبيرة التي أقامها خلال انتخابات 2016 و2020 الرئاسية.
وكان الحدث الثاني في ساوث كارولينا، فقد تحدث الرئيس السابق إلى حشد من حوالي 500 شخص في مبنى الكابيتول بالولاية، حيث ظهر معه الحاكم “هنري ماكماستر” والسيناتور “ليندسي جراهام”، واثنين من أعضاء الكونجرس عن ولاية كارولينا الجنوبية، كمؤيدين مبكرين له. واستخدم الرئيس السابق خطابه كمحاولة للإظهار أمام منافسيه والمتشككين أن “ساوث كارولينا” ستختاره مرة أخرى، مشيرًا إلى فوزه بـ 44 مقاطعة في الانتخابات التمهيدية بولاية ساوث كارولينا لعام 2016، ومتعهدًا بقدرته على الفوز بجميع المقاطعات الـ 46 في عام 2024.
وفي هذا الخطاب، لم يصل ترامب إلى حد الادعاء بأن الانتخابات سرقت منه، ولكنه تعهد باستعادة نزاهة الانتخابات، مشددًا على أهميتها والإيمان بها، وأنها ستكون السبيل لعودته مرة أخرى وتخليص أمريكا من الدمار الذي لحق بها، كل هذا يدًا بيد مع أنصاره الأوفياء الذين يتولون مناصب قيادية في الحزب الجمهوري.
أبرز ما سلط عليه ترامب الضوء
يمكن أن نستنبط من خطاب ترامب الانطلاقي لحملته الانتخابية عدة أسلحة يبدو أن الرئيس السابق سوف يستخدمها لتعزيز سباقه نحو البيت الأبيض وكسب ثقة الناخبين به أيضًا، وربما تكون هذه الأسلحة مستخدمة أيضًا كأسباب “استغلالية” لبدء الحملة مبكرًا قبل أي مرشح رئاسي آخر، فالولايات المتحدة تشهد تململًا شعبيًا من الأوضاع الاقتصادية، وهناك سخط واعتراضات على سياسات بايدن الحالية، وهي ما تمت ترجمته أيضًا في الانتخابات النصفية الأخيرة التي شهدت شدًا وجذبًا بين قطبي السياسة الأمريكية، التي انتهت بتقسيم السلطات بين الجمهوريين والديمقراطيين، ولكنها كشفت أيضًا أن طريق عودة ترامب إلى البيت الأبيض لن يكون ممهدًا على الأرجح. ومن نظرة سريعة على خطاب ترامب نجد ما يلي:
● بدا أن ترامب يدرك أن عامين من غضبه على انتخابات 2020، والتي لا يزال يقول أنها سُرقت منه، ربما تكون قد أبعدت الناخبين في عام 2022 عندما خسر العديد من المرشحين الأشد ولاءً لترامب، والذين رفضوا نتيجة الانتخابات -في إطار ما بات يعرف بتيار إنكار العملية السياسية والتشكيك فيها- بالانتخابات النصفية، وكلف ذلك الحزب الجمهوري خسارة مجلس الشيوخ. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن ترامب قد فشل في إقناع الجمهورين باستراتيجيته الخاسرة، ما يعني أن كلمته لم تعد مسموعة وسط حزبه، وعليه أن يبذل مجهودًا لإقناعهم أن يترشح باسم الجمهوريين.
● أشار ترامب إلى أنه سيستخدم حملته ورئاسته الثانية المحتملة لمحاولة إحباط جهود وزارة العدل لفرض المساءلة على نشاطه في سرقة الانتخابات، مؤكدًا أنه ضحية مؤامرة كبيرة ضده.
● أعلن ترامب أن رئيس الحزب الجمهوري المنتهية ولايته “ستيفن ستيبانيك” سيُضاف إلى حملته كمستشار كبير، وقد شارك في رئاسة أول حملة رئاسية لترامب قبل أن يصبح أكبر مسؤول للحزب الجمهوري في نيو هامبشير، حيث قضى فترتين. ويرى الكثيرون اختيار “ستيبانيك” ما هو إلا اضطرار لترامب بعد تراجع الدعم بين مسؤولي الدولة الذين يبحثون عن وجه جديد يتصدر قائمة الحزب الجمهوري.
● روج ترامب أيضًا لاقتراحه الجديد بإلغاء التمويل الفيدرالي للمدارس التي “تدفع بنظرية العرق الحرجة أو أيديولوجية النوع اليساري” ولجعل الآباء ينتخبون مديري المدارس، وهي خطة أشار إليها على أنها “الشكل النهائي للسيطرة المحلية. “
● انتقد قضايا الهجرة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وقام بضرب الديمقراطيين بسبب ارتفاع أعداد المهاجرين على الحدود الجنوبية التي أدت لارتفاع معدلات الجريمة، بالإضافة إلى انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2021.
● ادعى ترامب أن إدارته كانت تسير على قدم وساق لإلغاء الدين الوطني الذي نما بنحو 7.8 تريليون دولار، ولكنه يبلغ الآن 31 تريليون دولار، بسبب بايدن الذي يرى أنه جعل البلاد تسير على خطى سريع نحو الخراب والدمار.
● صاغ ترامب ترشيحه كدرع للبلاد من الشيوعية والماركسية وتعهد بإبعاد الرياضيين المتحولين جنسيًا عن الرياضات النسائية، والقضاء على المثلية المعاكسة للفطرة التي يدافع عنها بايدن وإدارته.
● تعهد ترامب بتكثيف عمليات الترحيل، والاستثمار في أنظمة مضادة للصواريخ و”شن حرب” على المخدرات، ووعد بخطة اقتصادية تعتمد في الغالب على التخفيضات الضريبية.
● استخدم السياسة الخارجية لتمييز نفسه عن الخصوم المحتملين، حيث روى قصصًا عن مكالمات مع قادة أجانب ادعى خلالها أنه أجبرهم على تقديم تنازلات، مشيرًا على مواقفه المتشددة مع الصين، متعهدًا بتشديد العلاقات أكثر معها، مؤكدًا أيضًا قدرته على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال 24 ساعة.
● لم ينس ترامب الإشارة إلى فضيحة وثائق غريمه جو بايدن، ومقارنتها بتلك التي تم اكتشافها في منزله، وبالطبع تطرق إلى فضيحة الكمبيوتر المحمول الخاص بابن بايدن “هانتر”.
ومن هنا، يمكن أن نرى كيف كشفت خطب ترامب الأخيرة عن مستوى “البرود” والهدوء الذي يتمتع به، وهو أمر نادر لرئيس اعتاد إثارة المشكلات والجدل، وأن محاولة ترامب أن يلف نفسه بزخارف الحملة التقليدية هو اعتراف غير معلن بأنه بدأ السباق في واحدة من أكثر المواقف هشاشة من الناحية السياسية في حياته العامة، فترامب بالرغم من أنه لا يزال المرشح الأوفر حظًا لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، إلا أن صلابة دعمه تبدو موضع شك على نحو متزايد.
من ينافس دونالد ترامب؟
مع اقتراب بدء الحملات الدعائية لانتخابات 2024، يبدأ المرشحون بإعلان نيتهم للترشح وتبدأ خططهم الانتخابية في الظهور علانية، وهو الأمر الذي أشار إليه ترامب في خطابه يوم السبت، فقد سلط الضوء على عدة أسماء قد تنافسه من حزبه الجمهوري، معلنًا موقفه من كل اسم، ومدى ترحيبه بفكرة ترشحهم من عدمها، ولكنه إجمالًا، لم يستطع منع نفسه من التقليل منهم.
فانتقد ترامب خلال خطابه حاكم فلوريدا “رون ديسانتيس” الذي يتشكل بسرعة ليكون أكبر منافس سياسي له من الجمهوريين، بالرغم من عدم إعلانه الترشح بعد؛ وذلك من خلال تسليط الضوء على سجله في التعامل مع COVID-19، وكيف سمح باختراق سياسات الإغلاق من قبل الحكومة الفيدرالية خلال الوباء، مؤكدًا أنها ستكون “خيانة كبيرة” إذا قرر الترشح ضده، خاصة وأنه كان حليفه السياسي منذ فترة طويلة.
يجادل ترامب بأن “ديسانتيس” مدين له؛ لمساعدته في الحصول على ترشيح من الحزب الجمهوري لمنصب الحاكم عن ولاية فلوريدا عام 2018، ومن أجل وظيفته في قصر الحاكم في “تالاهاسي”، لذا فإنه يجب عليه أن يرد له الجميل ويعينه على الفوز بهذه الانتخابات من أجل الجمهوريين، واستعادة البيت الأبيض مرة أخرى.
صحيح أن تأييد ترامب في سباق رئاسته الأول من قبل حاكم فلوريدا قد ساعد في رفع مستوى “ديسانتس” الذي تبنى نواحي كثيرة من سياسات ترامب على غرار النخب السياسية، ولكنه مع الوقت والخبرة السياسية قام بتطوير شخصيته الوطنية الخاصة به، ونفذ سياسات متعددة على غرار ترامب تستهدف ما يسميه “أجندة اليسار المتطرف” في المدارس والشركات التي لم يقترب منها الرئيس السابق على المستوى الوطني خلال فترة ولايته. يضاف إلى ذلك أنه تسابق للتو لتحقيق انتصار يقارب 12 نقطة في سباق إعادة انتخابه، متجاوزًا ترامب، ليصبح الآن شخصية الحزب الجمهوري “المثالية”، ما يعني أنه إذا قام بالترشح فعلًا، فسنكون أمام مسار تصادمي كبير؛ فحينها ستكون الصورة أمام ترامب كالآتي “أسباب صعوده هم خصومه الرئيسيون في 2024”.
وجاءت “نيكي هايلي”، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة وحاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة والتي من المحتمل أن تطلق حملة في الفترة المقبلة في المرتبة الثالثة بنسبة تأييد تبلغ 8%، وقد خصها ترامب بالذكر فصرح بأنها تواصلت معه لإبلاغه بأنها تفكر في إطلاق محاولة رئاسية لعام 2024، بعد أن أعلنت في وقت سابق أنها لن تقف في طريق ترامب ولن تترشح وتتحداه إذا قام هو بالترشح.
وفي المرتبة الرابعة يأتي “كريس سنونو” الذي أعلن يوم 30 يناير عن نيته للترشح في الانتخابات الرئاسية عن الحزب، وقد حظي في استطلاع الرأي بنسبة تأييد بلغت 4% فقط. بالإضافة إلى السيناتور الأمريكي “تيم سكوت” الذي يفكر أيضًا في تقديم عرض بالترشح، لكنه وفق الاستطلاع لم يحظ بأي تأييد على الإطلاق. وبالطبع لا ننسى “مايك بنس”، نائب ترامب، والذي كان اسمًا مرشحًا بقوة، ولكنه الآن في خضم تحقيقات عقب العثور على مستندات بمنزله، لينضم اسمه إلى مثيري الشكوك، وقد يتم استبعاده من المنافسة إثر هذه الفضيحة.
ما العقبات التي تعيق ترامب عن الوصول للبيت الأبيض؟
بالعودة مجددًا إلى خطاب ترامب، نجد أنه شهد عدة “نقاط ضعف” أظهرت العقبات التي يمكن أن يتعثر بها الرئيس السابق خلال طريقه مجددًا للبيت الأبيض، وبتلخيص هذه العقبات نجد ما يلي:
● تجاهل ترامب تمامًا المتاعب التي مر بها الشعب الأمريكي خلال الجائحة، كذلك الأخطاء التي وقع بنفسه فيها خلال تلك الفترة، متغافلًا عن رفض اعترافه بهزيمته في الانتخابات، وهجوم مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 من قبل مجموعة من أنصاره، وهذا أمر إن تغافل هو عنه فلن يتغافل عنه الشعب الأمريكي. حتى وإن حقق خلال رئاسته إنجازات في سجله الرئاسي، كتخفيض الضرائب وإصلاح المنظومة الجنائية، فستبقى الإخفاقات أكبر بكثير، وسيشير المنتقدون إلى كل واحدة منهم فاتحين عليه النار من جميع الجهات.
● زعم الكثيرون أن السبب الحقيقي وراء ترشح ترامب هو أن استخدام الترشح سيسمح له بتصوير مختلف التحقيقات الجنائية والمدنية ضده على أنها جزء من حملة سياسية واسعة عليه، وحتى إن نجحت هذه المحاولة بالفضل إلى شعبيته الواسعة، لن ينفي هذا أن التهم الموجهة إليه واقعية فعلًا، ومن أبرز هذه التهم: التلاعب بنتيجة الانتخابات في ولاية جورجيا، والتزوير والاحتيال الضريبي فيما يخص أعماله بنيويورك، ومزاعم بالاعتداء الجنسي، ودوره في الهجوم على مقر الكونجرس، والتعامل مع وثائق سرية بعد فترة رئاسته ورفض تسليمها. وقد ينتهي أي تحقيق في هذه القضايا بمحاكمة كاملة من شأنها تعطيل –ولو مؤقتًا- أو تشتيت حملة ترامب الانتخابية، وقد تنتهي بسجنه أو تغريمه.
● يبدو أن حكام فلوريدا يشكلون كابوسًا بالنسبة لترامب، ففي 2016، كان “جيب بوش” ينافسه على الترشح باسم الحزب الجمهوري، وبالرغم من موارده المالية الضخمة واسمه الشهير، إلا أنه فقد بريقه أما ترامب، ولكن هذه المرة مختلفة، فحاكم فلوريدا “ديسانتس” يحظى ببريق غير مسبوق، ويكفي أنه لا يخضع لأي استحقاق على المستوى الوطني بعكس ترامب والمشكلات التي يواجهها، ما يعني أنه سيشكل تهديدًا لا محالة له، خاصة وإن حظي بالدعم الكبير من الحزب الجمهوري.
● لا يغفل أحد أن انحياز ترامب لبوتين سيعرضه لانتقادات عديدة، وسينقص من فرص فوزه بكرسي الرئاسة، خاصة بعد تصريحه الأخير الذي أكد خلاله أنه يثق ببوتين أكثر من الاستخبارات الأمريكية التي أكدت تدخل روسيا في انتخابات 2016، وهو الأمر الذي نفاه ترامب. ولكن في ظل التوجه الغربي بقيادة الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا اللا محدود في الحرب الروسية، يبدو أن ترامب سيقع في مأزق شديد، خاصة وأنه أبدى إعجابه بتكتيك بوتين في الاعتراف بالجمهوريتين في شرق أوكرانيا، وتعامله مع العقوبات التي يراها ترامب غير مؤثرة وهزيلة بالنسبة لروسيا. وبالطبع سيرى الجميع أن رئيس أمريكا يقف إلى جانب بوتين ضد سلطات إنفاذ القانون الأميركية ومسؤولي الدفاع الأميركيين ووكالات المخابرات الأمريكية وأوكرانيا والغرب.
وختامًا، تسارع وتيرة الأمور وتحولها مع اقتراب السابق الرئاسي 2024 يظهر أنه ستكون هناك منافسة قوية –لا شك- بين الرئيس الديمقراطي الحالي والرئيس الجمهوري السابق، وقد يفجر حزبا الدولة الأمريكية العميقة اللذان يعملان تحت عقول لا نراها وأيادٍ نافذة لا يشاهدها أحد مفاجأة أخرى بإزاحة كل من بايدن وترامب، وتقديم وجوه جديدة، خاصة وأن هناك بالفعل بدائل جاهزة على الصعيد الجمهوري والديمقراطي من المفترض أن تراعي سأم الشعب الأمريكي من السياسات الراديكالية، وسيتحتم عليها أن تعمل من أجل إصلاح انتكاسات الماضي.
.
رابط المصدر: