خريطة الصراع الدولي والاقليمي على القرن الإفريقي في عالم ما بعد الحرب الباردة

اعداد :  جاد مصطفى البستاني ـ محمد السيد محمد  ـ أحمد عطية الحاوي ( باحثون في العلوم السياسية) 

 

مقدمة :

للقرن الأفريقي أهمية خاصة في خريطة المصالح الدولية والإقليمية وقد شهدت في السنوات الأخيرة نمواً كبيراً لحضور العديد من القوى الدولية والإقليمية فقد انتهى عصر الاستعمار المسلح، وخلصت القارة الافريقية من الاحتلال المسلح، لكن الصراع والتنافس بين القوى على القارة لا يزال حاضر، خاصةً منطقة القرن الافريقي التى تشهد صراعات دولية وإقليمية غير مسبوقة، فى ظل تضارب المصالح بين مختلف الأطراف، وتسعى هذه الدراسة إلى تقديم قراءة تحليلية فى توضيح وإستعراض أهمية القرن الأفريقي وطبيعة خريطة التنافس والصراع الدولي والإقليمي فى منطقة القرن الإفريقي وذلك من خلال تناول المحاور التالية :

  • أولاُ : التعريف بمنطقة القرن الأفريقي
  • ثانياً : الأهمية الاستراتيجية للقرن الأفريقي
  • ثالثاً : الصراع الدولي على القرن الأفريقي
  • رابعاً : الصراع الإقليمي على القرن الأفريقي

 أولاُ : التعريف بمنطقة القرن الأفريقي

هناك إشكالية كبيرة في تحديد تعريف محدد لمنطقة القرن الأفريقي، سواء من الناحية الجغرافية أو من الناحية السياسية، ومن ثم فإن مفهوم القرن الأفريقي قد يبدو مراوغا من حيث اختلاط الجوانب الجغرافية بالجوانب السياسية، مما يجعل التعريفات المقدمة تعتمد على معايير الباحث. ومن هنا سنعرف منطقة القرن الأفريقي من ثلاث زوايا مختلفة، على النحو الآتي :

1- التعريف الجغرافي والأنثروبولوجي: حيث يعرفه علماء الأنثروبولوجيا على أنه أراضي الصوماليين في كل من الصومال، و جيبوتي، وأوغادين بإثيوبيا، وأقصى شمال كينيا، في حين يعرف الجغرافيون القرن الإفريقي على أنه ذلك الامتداد على الساحة الجغرافية والواقع شرق البحر الأحمر وخليج عدن، أي أن المصطلح يتسع ليشمل إريتريا وإثيوبيا وكينيا.

وهو على شكل قرن في شمال القارة الشرقي، هذا القرن عبارة عن مثلث قاعدته تمتد بخط يبدأ من منتصف أراضي جمهورية جيبوتي على باب المندب في الشمال، ويمر داخل أراضي إثيوبيا غربي إقليم الأوجادين،  ويسير إلى داخل كينيا ضد نهر تانا جنوب إقليم الشمال الشرقي من كينيا، ورأسه على المحيط الهندي في أقصى شرقي جمهورية الصومال، أحد ضلعيه على خليج عدن في الشمال والأخر على المحيط الهندي في الشرق.(1)

2- التعريف السياسي: يعتبر التعريف السياسي أن القرن الإفريقي هو تلك الرقعة الإستراتيجية التي تشمل ثلاث وحدات سياسية، هي الصومال وجيبوتي وإثيوبيا، وقد تأسس هذا التعريف انطلاقا من اعتبارات تاريخية، تجلت في صراعات ممتدة تاريخا ومتعددة نوعيا سواء كانت إثنية أو قومية أو ثقافية، واستنادا على هذا التعريف فتقدر مساحة القرن الإفريقي بحوالي ثلاث أرباع مليون ميل مربع، وتمتد من الشمال إلى الجنوب بحوالي 2500 كم، ومن الشرق إلى الغرب بمساحة قدرها 1500 كلم.(2)

3- التعريف الحديث والواسع: هو تعريف يزاوج بين الاعتبارات السياسية والاقتصادية، بحيث يؤكد على أنه طبقا للتغيرات الحاصلة في المنطقة فإن القرن الإفريقي ونظرا للأهمية الاقتصادية والاستراتيجية التي يتمتع بها، فإنه يشمل المنطقة الشرقية من إفريقيا التي يتوغلها نهر النيل ومدخل البحر الأحمر الجنوبي وخليج عدن وباب المندب، ومن خلال ذلك تعتبر المنطقة منفذا بحريا مهما باعتبارها أحد الممرات النفطية المهمة على مستوى العالم، والتي تشمل حسب التعريف 10 دول من إريتريا شمالا إلى تنزانيا جنوبا لتضم جنوب السودان، السودان، بوروندي، رواندا، جيبوتي والصومال وإثيوبيا، وتنزانيا وكينيا وإريتريا.(3)

ثانياً : الأهمية الاستراتيجية للقرن الأفريقي

يكتسب القرن الأفريقي أهمية حيوية جغرافيا، لأن دوله تطل على المحيط الهندي من ناحية، وتتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر حيث مضيق باب المندب من ناحية ثانية، ومن ثم فإن منطقة القرن الأفريقي تتحكم في طريق التجارة العالمي، خاصةً تجارة النفط القادمة من دول الخليج والمتوجهة إلى أوروبا والولايات المتحدة، كما أنها تعد كذلك ممرا مهما لأي تحركات عسكرية قادمة من الغرب في اتجاه منطقة الشرق الأوسط. وتعزى أهمية هذه المنطقة جغرافيا أيضا إلى كونها تقع داخل الإقليم الذي أضحى يعرف باسم “قوس الأزمة”، والذي يضم القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج.(4)

وتزداد الأهمية الاستراتيجية للقرن الإفريقي، من خلال وجود 198 جزيرة داخل البحر الأحمر، وهذه الجزر ما هي إلا قواعد متقدمة لسواحل الدول، مثل إريتريا وجيبوتي داخل المياه للمراقبة عن كثب، والاستطلاع البحري، مما يجعلها مطمعا للدول الكبرى، وذلك لأن احتلالها أو مجرد فرض السيطرة عليها يعمل على تأمين المجرى الملاحي بالكامل، وإحكام السيطرة على المرور من خلاله. وإذا قارنا إجمالي عدد الجزر، ومساحة البحر الأحمر، سنجد أن الكثافة الجزرية للبحر الأحمر تبلغ 2,1 جزيرة في كل ميل مربع من المسطح المائي، وهي كثافة مرتفعة تؤدي بلا شك إلى تعقيد المجرى الملاحي، وتزيد من إحكام سيطرة اليابس على الماء، بحسبان أن هذه البقع الجزرية ما هي إلا قواعد متقدمة للساحل داخل المياه.(5)

ولا تقتصر أهمية منطقة القرن الأفريقي على الاعتبارات الجيوسياسية فحسب، وإنما تتعداها إلى الموارد الطبيعية النفط والغاز الطبيعي ، والثروات المعدنية كالذهب، الماس، الحديد، النيكل، الفوسفات، الكوبالت واليورانيوم ومما زاد من الأهمية الاقتصادية لمنطقة القرن الأفريقي هو تزايد التنافس الشديد بين الدول الكبرى المستهلكة لهذه الموارد، حيث أثر ازدياد الطلب العالمي، وتقلص نسبة الاحتياطات العالمية ومعدلات الانتاج في اماكن ومناطق اخرى من العالم، لا سيما بعد الاكتشافات الهائلة من مصادر الطاقة التي جعلت منطقة القرن الأفريقي تنضم إلى سياق الدول المنتجة والمصدرة للنفط والغاز الطبيعي، وتعد منطقة القرن الأفريقي من المناطق الواعدة بالإنتاج النفطي، إذ يعد النفط أحد ابرز مصادر الطاقة من حيث الأهمية على المستوى العالمي ، فضلا عن أنه الأكثر استهلاكا بين تلك المصادر، ومن ثم يعد امتلاكه من قبل الدول المنتجة له مصدر ثقل ها وداعما لاقتصادها.(6)

ثالثاً : الصراع الدولي على القرن الأفريقي

أـ الإستراتيجية الصينية في القرن الأفريقي

بالرغم من إعتبار التوجه الصيني تجاه منطقة القرن الأفريقي توجه سلمي بالأساس، لكن ذلك لا يمنع من أن يكون هناك أهداف استراتيجية  للصين في تلك المنطقة وتتلخص بالآتي :

1ـ كسب التأييد الدبلوماسي الإفريقي لدى الأمم المتحدة ، إذ يُعد البُعد الدبلوماسي أحد أهم المحددات للسياسة الصينية في العالم ككل وفي إفريقيا بشكل خاص، وذلك لأن بكين مُدركة أن قدراتها الحالية لا تؤهلها لمُواجهة الغرب إستراتيجياً لذلك اتجهت إلى الدول الأفريقية التي تُشكل الحضور الكبير لدى المنظمة الدولية.

2ـ سعي الصين لخلق نظام دولي مُتعدد الأقطاب، وهى تسعى جاهدة إلى كسر الهيمنة الأمريكية على المُخرجات الإستراتيجية للنظام الدولي.

3ـ وضع الصين يدها على أهم المممرات البحرية الحيوية

4ـ تقدِم الصين سِلعاً رخيصا تُلائم مستويات دخول الغالبية العُظمى من سكان تلك الدول على عكس السِلع الغربية  ورفع سقف إستثماراتها في المنطقة.

5ـ إصرار الصين على ضمان الوصول إلى المصادر الطبيعية الوفيرة في القارة الإفريقية.(7)

وقد سعت الصين الى تحقيق هذه لأهداف من خلال إنتهاج عدد من الأساليب والوسائل المختفلة منها :

أولاً: الوسائل الدبلوماسية : ينبع التوجه الصيني في التعامل مع القرن الإفريقي من إدراك صانع السياسة الصيني لوجود حالة من الارتياب الذي تستقبل به الدول الإفريقية أي محاولة للاستثمار؛ ومن هنا سعت الصين إلى غرس فكرة وجود رابط مشترك بين الصين وتلك الدول، ألا وهو التاريخ الطويل من المعاناة مع الاستعمار، وأنها تأتي بأغراض تعاونية مفيدة للطرفين. ومن هذه الفكرة تتم صياغة آليات التعامل مع هذه الدول في مختلف المجالات بشكل يُعزّز مصالح الصين الاستراتيجية، ومن تلك الوسائل :

ـ تقديم الدعم لتلك الدول داخل المنظمات الدولية، وعلى رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومن خلال التصويت باستخدام الفيتو في مشاريع القرارات التي ترفضها دول القرن الإفريقي، وخصوصًا دعم تلك الدول ضد اتهامات الغرب بانتهاكها لحقوق الإنسان.

كما إنتهجت الصين أساليب الدبلوماسية الشعبية؛ فحثّت دبلوماسييها على فتح قنوات تواصل على مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع شعوب المنطقة،  ومن مظاهر القوة الناعمة ترسل الصين المساعدات الإغاثية، فضلاً على تقديم مِنَح إنسانية، بالإضافة إلى افتتاح عددٍ من المعاهد الثقافية لتعليم اللغة والثقافة الصينيةّ. فقد حاولت الصين ترسيخ النموذج القائم بالأساس على التركيز على الاستثمار الكثيف في البنية التحتية والخدمات دون أن يقرن التنمية على عكس النموذج الأمريكي والغربي، بضرورة التحوّل الديمقراطي واعتناق المفاهيم والأُسس اليبرالية في الحكم هذا النموذج الصيني المغاير يبدو الآن أكثر جاذبية لدول القرن الافريقي.(8)

ثانيًا : الوسائل الاقتصادية      

تستمر الحكومة والشركات الصينية في تنفيذ مشروعاتها الاقتصادية في دول القرن الإفريقي ما جعلها تُبرِم العديد من الاتفاقيات تضمن من خلالها تواجدها لمدة أطول في المنطقة  فعلى سبيل المثال لا الحصر عملت الصين في عام 1994 على إقراض إريتريا مبلغ  3 مليون دولار لشراء  الآلات الزراعية الصينية، وفي عام   2001 ألغت الصين ديوناً لنفس الدولة كما مولت الصين عدداً من المشاريع التنموية بما في ذلك مستشفى ب200 سرير في العاصمة أسمرة، وفي عام 2006 منحت الصين إريتريا قرضاً لتحسين البنية التحتية للاتصالات.

وفي جيبوتي  فقد قدمت بكين مُساعدات غذائية بقيمة 1.75 مليون دولار خلال الجفاف الذي ضرب جيبوتي عام 2005 ، فيما أغدقت على بناء مقر جديد لوزارة الخارجية في تلك الدولة بكلفة1.42مليون دولار.

والأمر ذاته مع الصومال، ففي الفترة ما بين عامي(2010:2000)، تم إطلاق قرابة سبعة مشاريع تنموية  في الصومال  وفي عام 2007 وقعت شركة بترول مملوكة للدولة الصينية عقداً للتنقيب عن النفط في إقليم مدق الصومالي.

أما إثيوبيا فتزودها الصين بكميات كبيرة من المساعدات الخارجية المُرتبطة في الأغلب بمشاريع البنية التحتية ، وتعول الصين على إثيوبيا أهمية كبرى، إذ تعدها في المقام الأول كمصدر رئيسي لتصدير منتجاتها، كما شملت المساعدات الصينية إلى إثيوبيا إرسال فرق طبية ومنح  دراسية وفي 2009قدمت الصين قُروض مُيسرة كبيرة إلى إثيوبيا على الرغم من أن هذه القروض غالباً ما تكون مُرتبطة بمشاريع بناء  مثل مشروع )الطريق الدائري أديس أبابا( الذي أُفتتح في 2003 ، وفي عام 2004 بدأت سينو هيدرو الصينية العمل على مشروع تُقدر كُلفته ب 365مليون دولار لتوليد الطاقة الكهرومائية من أحد السدود وبحلول عام 2009 كانت الاستثمارات الصينية المُباشرة في إثيوبيا بلغت 900 مليون دولار.(9)

لم يخفِ الرئيس الفرنسي ماكرون امتعاضه من التمدد الصيني في القرن الإفريقي، محذراً في الوقت ذاته من خطورة استثمارات بيكين وإمكانية أن يتحول هذا الاستثمار الصيني إلى أداة لابتلاعها بعد أن تغرقهم في أوحال الديون الخارجية الصينية. ويبدو أن هذا التخويف يبين قلق الدول الغربية وأمريكا، من استثمارات بكين الضخمة في إفريقيا والتي تزدهر، وبينما يضع الاتحاد الأوروبي جُلّ اهتماماته في الشؤون السياسية بشأن القارة ، يتضاعف حجم التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا في السنوات الأخيرة، حيث تنأى الصين بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية  لدول القارة، مركّزة اهتماماتها على توسيع نفوذها اقتصادياً .

– الدور الذي تلعبه المنطقة في «مبادرة الحزام والطريق» الصينية

أن استراتيجية الصين ترتكز على خطين متوازيين لبسط نفوذها وهما سلسلة اللؤلؤ ” لإنشاء خط من الموانئ البحرية بطول المحيط الهندي لتأمين الممرات البحرية التي عادة ما تمرّ بها السفن التجارية للصين، إلى جانب مبادرة حزام واحد، طريق واحد لإنشاء شبكة طرق برية وبحرية تجارية تربط الصين مع الشرق الأوسط وأوروبا ومن الواضح أن منطقة القرن الإفريقي تُشكِّل جزءًا محوريًّا في نجاح ذلك المخطَّط .

ويحاول الغرب  إلصاق التهم بالصين بسياسة “استرهان” شركائها من خلال الديون المقدمة والاستثمارات الكبيرة التي لا يستطيع الأفارقة تحمل أعبائها، ومثال ذلك خط السكة الحديد الذي أقامته الصين بين جيبوتي وأديس أبابا في العام 2016 ،و في المقابل تحاول الصين دحض هذه النظرية من خلال إلغاء ديون بعض الدول أو تأجيل دفعها أو توفير الدعم في شكل مِنَح.(10)

وتسعى الصين من خلال هذه المبادرة إلى استغلال وتطوير البنية التحتية في دول القرن من موانئ وطرق وسكك حديدية، مما سيسمح لها بزيادة حجم استثماراتها في تلك البلدان، فضلاً عن فتح المزيد من الطرق للتبادل التجاري نحو قلب القارة وجنوبها. وهكذا انتقل تشابك المصالح بين القوتين في العالم إلى منطقة القرن الإفريقي، فأمام النفوذ التقليدي الأمريكي بالمنطقة، تسعى الصين لتعزيز حضورها بالمنطقة، ويرتبط ذلك بالخطة الإستراتيجية الصينية ( نظرية الصعود السلمي للصين)، ورؤيتها لإقامة مبادرة الطريق والحزام، كما يرتبط بتوسيع دائرة نفوذها عبر سياسة القروض والمساعدات، وبالتالي تنامي النفوذ الصيني بالمنطقة، مما عزز من المخاوف الأمريكية من نوايا بكين الحقيقية .(11)

ثالثًا: الوسائل العسكرية والأمنية

تُشكّل الرؤية العسكرية والأمنية جزءًا مهمًّا من استراتيجية الصين تجاه دول القرن؛ فإن سعي الصين الحثيث لتبنِّي موقع القوة الكبرى على الساحة الدولية يجعل من الضروري أن تنتزع لنفسها مكانًا على القرن الإفريقي ومضيق باب المندب وتسعى الصين كذلك لفرض وجودها على القضايا الأمنية ؛ من خلال المشاركة في عدد من عمليات حفظ السلام وإرسالها عدد من السفن الحربية لمكافحة عمليات القرصنة على الساحل الصومالي.(12)

كما تسعى الصين كذلك لتأمين حصتها من أسواق السلاح الناشئة في دول القرن الإفريقي وزعزعة الاحتكار الغربي والروسي على واردات السلاح من خلال تقديم أسعار منافسة وخلال السنوات الخمس الماضية، ازدادت مبيعات الصين من الأسلحة إلى أفريقيا بنسبة 55 % وتضاعفت حصتها في سوق الأسلحة الأفريقية إلى 17 %، متجاوزة بذلك الولايات المتحدة، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.(13)

أخيرًا، في يوليو 2017 أرسلت الصين قوات عسكرية إلى جيبوتي للمساعدة في إنشاء قاعدتها البحرية الأولى خارج الصين والتي سيبلغ عدد أفرادها عشرة آلاف جندي حتى 2026 وذلك لتأمين الملاحة البحرية وتموين وإسناد القطع البحرية الصينية قبالة السواحل اليمنية والصومالية، فالتجارة الصينية والتي تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار يومياً إلى أوروبا تمر في معظمها عن طريق باب المندب كما أن ( حزام واحد طريق واحد ) يرتبط بوجود جيوتي في سلسلة اللؤلؤ حيث يمكنها هذا التواجد العسكري من حماية تجارتها غير أن هناك دافع هام لهذا الوجود الصيني فجيبوتي تحتوي كذلك على قاعدة عسكرية أمريكية، ومِنْ ثم فإن الوجود الصيني قد يأتي كرد يظْهِر قدرة بكين على حماية مصالحها في أيّ مكان من العالم، وعدم ترك المجال مفتوحًا للولايات المتحدة، للسيطرة على طرق الملاحة الدولية الحيوية.(14)

انطلاقًا مما سبق؛ يتضح أن الصين تنطلق في وضعها وتطبيقها لسياساتها تجاه منطقة القرن من   منطلق أهداف استراتيجية محددة تقوم في الأساس على رَفْع مركز الصين إلى مركز القوة الكبرى في سعي نحو كسر الهيمنة الأمريكية على السياسة العالمية، وخَلْق نظام عالميّ متعدّد الأقطاب تلعب فيه الصين دورًا محوريًّا يتناسب مع تصوراتها عن حجمها وإمكاناتها.

ب ـ استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية

يحتل القرن الأفريقي مكانة اقتصادية بارزة لدى الولايات المتحدة الأمريكية بفعل موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي جعله يتحكم في عدة منافذ بحرية مهمة؛ هي البحر الأحمر، وخليج عدن، والمحيط الهندي، ومن ثم أصبح حلقة وصل بين شمال العالم وجنوبه من ناحية، وبين شرقه وغربه من ناحية أخرى. وتتحكم منطقة القرن الأفريقي في طرق التجارة الدولية، وطرق نقل النفط من الجزيرة العربية والخليج العربي إلى دول غرب أوربا والولايات المتحدة، ولذلك سعت الولايات المتحدة، وغيرها من القوى الدولية الأخرى، لإيجاد موطئ قدم لها في المنطقة تستطيع من خلاله حماية مصالحها.(15)

وبجانب هذا البعد الاقتصادي، نجد أن منطقة القرن الأفريقي قد حظيت باهتمام كبير من لدن الولايات المتحدة الأمريكية لعدة اعتبارات، وفي مقدمتها: الاعتبارات الأمنية، حيث تعاني المنطقة أوضاع عدم الاستقرار السياسي؛ بسبب مشكلات الفقر والتخلف وضعف الدولة على نحو قد يجعلها ملاذ الجماعات الإرهابية، وخاصة إنها تضم بعض التنظيمات التي وصفتها الولايات المتحدة الأمريكية بالإرهابية، مثل: (الاتحاد الإسلامي الصومالي، وحركة الجهاد الإسلامي الأرتيري، والجبهة القومية السودانية)، كما شهدت المنطقة وقوع العديد من العمليات الإرهابية، مثل: عمليات اغتيال شخصيات سياسية، وتفجير سفارتي: الولايات المتحدة الأمريكية في نيروبي ودار السلام في السابع من أغسطس من العام 1998م، وأسفرت تلك التفجيرات عن مقتل (224) شخص (12) منهم أمريكي، و(212) من الأفارقة، وجرح المئات من الكينيين والتنزانين.(16)

ومن أجل مواجهة التهديدات الأمنية التي تتعرض لها المصالح الأمريكية في منطقة (القرن الأفريقي) اتجهت الولايات المتحدة، إلى تأسيس القوة المشتركة مع دول القرن الأفريقي، في التاسع عشر من اكتوبر من العام 2002، بأمر من وزارة الدفاع الأمريكية، ومقرها جيبوتي وهدفها منع التهديدات النابعة من الصومال وكينيا واليمن والتعامل معها، وكذلك مبادرة مكافحة الإرهاب في شرق إفريقيا، وتضم جيبوتي وإريتريا، وكينيا وتنزانيا وإثيوبيا وأوغندا.(17)

وفي إطار تعزيز تواجدها العسكري في القرن الأفريقي أنشأت الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في جيبوتي عام 2002، تقع جنوبي مطار “أمبولي” الدولي، وهي قاعدة ليمونييرا، وبها ما يزيد عن 3000 جندي أمريكي، هذه القاعدة، تنطلق عمليات مكافحة الإرهاب” التي تنفذها الجيش الأمريكي في الصومال، ضد “حركة شباب المجاهدين” المسلحة، وفي اليمن، ضد تنظيم القاعدة، إضافة إلى الحفاظ على المصالح الأمريكية في القارة، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو سياسية. وبحسب تقارير إعلامية، فإن أمريكا تمتلك قواعد عسكرية بشكل سري في عدد من بلدان القرن الإفريقي، حيث يتواجد في كينيا قاعدتا ميناء ممبسة البحري ونابلوك، وفي إثيوبيا تمتلك واشنطن قاعدة عسكرية الطائرات بدون طيار في منطقة “أروبا مینش” منذ عام 2011، وتستخدم القاعدة الطائرات للاستطلاع والتجسس.(18)

ومؤخرا تسعى الولايات المتحدة لمحاصرة النفوذ الصيني المتزايد في أفريقيا بشكل عام والقرن الأفريقي بشكل خاص، حيث تسعى لوقف التمدد الصيني على عدة جهات؛ فمن ناحية زادت الولايات المتحدة من وجودها العسكري في شرق ووسط القارة وعلى سواحلها لمكافحة التواجد العسكري الصيني المتزايد هناك، ومن ناحية أخرى بدأت أمريكا في شن حرب دعائية ضد الوجود الصيني في إفريقيا عموما، حيث بدا أن المسؤولين الأمريكيين أكثر استعدادا من أي وقت مضى لانتقاد السياسات الصينية في دول القارة وتوجيه اتهامات مباشرة تتراوح بين أن الصين تعتمد في أساليبها على وسائل غير تنافسية مثل رشوة المسؤولين لكي يقدموا تسهيلات للشركات الصينية، أو أنها تتعمد إغراق الدول الإفريقية الفقيرة بالديون حتى يسهل السيطرة عليها فيما بعد، أو أن النموذج الصيني يساهم في تقويض الديمقراطية وسوء وضع حقوق الإنسان من خلال تقديم الدعم إلى أنظمة ديكتاتورية تعتمد على قمع شعوبها للاستمرار في السلطة. ويبدو من تصريحات المسؤولين الأمريكيين أن هذا التوجه نحو مقاومة وحصار الوجود الصيني المتزايد في القارة سيستمر في المستقبل المنظور، وقد يشهد تصعيدا إذا ما حاولت الصين تحجيم هذه الجهود.(19)

ومن ثم يمكن اختصار الاستراتيجية الأمريكية في القرن الأفريقي بعد نهاية الحرب الباردة

  • ضمان السيطرة على المنافذ البحرية الهامية المتمثلة في مضيق باب المندب وخليج عدن، إضافة إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي
  • السيطرة على مخزونات النفط، وتنويع مصادر الولايات المتحدة من الطاقة
  • العمل على مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية من خلال التواجد العسكري لتأمين مصالحها الحيوية في القرن الأفريقي
  • مواجهة النفوذ الصيني في القرن الأفريقي بشكل خاص وأفريقيا عموما

ج ـ الاستراتيجية الفرنسية في القرن الأفريقي

يحتل القرن الافريقي مكانة هامة في جملة أهداف الأستراتيجية الفرنسية في أفريقيا منذ بداية عصر الإستعمار إلى الوقت الراهن، إذ إن معظم المستعمرات الفرسية تقع في غرب وشمال غرب أفريقيا، وليس لها نفوذ أو موطئ قدم في شرق أفريقيا إلأ في منطقة القرن الأفريقي تحديداً (جيبوتي) التي تمثل جوهر القرن الأفريقي من حيث الأهيمة الأستراتيجية، وكانت من أهم الشعارات التي يتمسك بها الفرنسيون هي: (كل ما يقع شمال خط الإستواء في أفريقيا يعتبر ملك لفرنسا)، لذا جاءت حركة إستعمار القارة من قبل فرنسا من غربها ووسطها إلى شرقها، أما بخصوص مكانة شرق أفريقيا فقد انتقلت فرنسا إلى القرن الأفريقي عام 1885 بحثاً عن محطة لتزويد سفنها التجارية التي تأتي من الشرق الأقصى بواسطة قناة السويس بالفحم، ثم تطورت الأستراتيجية الفرنسية في القارة الأفريقية وبعض المناطق الأخرى مما كان لها أكبر الأثر في رفع مكانة القارة الأفريقية عموماً والقرن الأفريقي على وجه الخصوص.(20)

ومن ثم زادت أهمية القرن الأفريقي بالنسبة لفرنسا بسبب أهميته الاستراتيجية، وكونه مصدرا للحصول على المواد الأولية اللازمة للصناعة والإنتاج، بالإضافة إلى ضمان حركة إنتقال سفنها التجارية التي تعبر منطقة القرن الأفريقي إلى قناة السويس، وهو ما جعله منطقة نفوذ تقليدية لها. وقد بدأ الدور الفرنسي يظهر مؤخراً في القرن الإفريقي ، بعد غياب قرابة عشر سنوات من آخر زيارة لمسؤول رفيع المستوى(زيارة ساركوزي لجيبوتي يناير2010) وهذه العودة بهدف خلق توازن دولي جديد في المنطقة، وتثبيت أركانها في المنطقة التي كان بعضها يخضع لحكم باريس وجيبوتي على وجه التخصيص والتي أصبحت بعد الاستقلال محمية عسكرية عالمية.

مثلت زيارة الرئيس الفرنسي “ماكرون” إلى دول القرن الإفريقي (جيبوتي وإثيوبيا وكينيا) منعطفاً جديداً، وأبرزت توجهاً مغايراً للسياسة الخارجية الفرنسية  التي تخلت – طوعاً أو قسراً- عن القرن الإفريقي .

و إذا ما ألقينا نظرة على تاريخ السياسة الفرنسية تجاه أفريقيا سنجد أن فرنسا كانت إحدى الفاعلين النافذين في أفريقيا -لاسيما الشرق الإفريقي؛ بحكم أنها كانت من ذوات المستعمرات في القارة.

وحملت هذه الزيارة أبعاداً سياسية وجيوسياسية واقتصادية، وجاءت استجابة لرغبة فرنسية جامحة في إعادة التموضع في هذه المنطقة ذات الموقع الاستراتيجي الحيوي والتي تشهد تنافساً دولياً محموماً، خاصة بعد دخول “بكين” المنطقة لتعبيد طريق الحرير التجاري حماية مصالحها الاقتصادية والأمنية من خلال الانضمام لنادي أصحاب القواعد عسكرية في جيبوتي .(21)

يمكننا تلخيص أهم أهداف و محددات السياسة الخارجية الفرنسية تجاه القرن الإفريقي على عدة مستويات:

1-المستوى الجيوسياسي والأمني : بعد أن كانت فرنسا تتعامل مع أفريقيا من منطلق إرثها الاستعماري، إلا أنها مؤخرا وجدت نفسها مضطرة لأن تدخل سباق نفوذ قوى دولية-خاصة الصين- على مناطق كانت تعتبرها الإمبراطورية الفرنسية امتداداً طبيعياً لها .وظهر هذا المستوى الجديد من السياسة الخارجية الفرنسية في ابتدأ “ماكرون” جولته الإفريقية من “جيبوتي” التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية فرنسية خارج أراضيها، وفي هذا أيضاً تأكيدعلى الأهمية التاريخية لجيبوتي. كما أن المباحثات المشتركة مع “أبي أحمد”- رئيس وزراء اثيوبيا- في باريس نهاية 2018 ، وما تراها من توقيع اتفاقية عسكرية لمساعدة إثيوبيا في بناء سلامها البحري .

من الواضح أن توقيع فرنسا معاهدات دفاعية مع كل من (إثيوبيا ، جيبوتي) يعكس رغبتها في التغلغل أكثر في القرن الإفريقي نظراً لعلاقاتها التاريخية مع كل الدول في شرق إفريقيا، فقد تطرق “ماكرون” لتوضيح أنه ليس لفرنسا ماضٍ استعماري في المنطقة، وبالتالي يمكن النظر إليها كشريك أفضل.

٢-المستوى الاقتصادي والثقافي : رغم ضآلة المخصص من الميزانية الفرنسية لفتح شراكات اقتصادية مع أفريقيا، إلا أن ثمة بوادر شراكات اقتصادية جديدة وربما تكون فريدة من نوعها بين فرنسا وإثيوبيا، كذلك فإن زيارة “ماكرون” لكينينا يمكن اعتبارها زيارة اقتصادية خالصة.

و نشير أنه على المستوى الثقافي فإن أول محطة لماكرون في إثيوبيا كانت “لايبيلا” -المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث، وفي سبيل دعم التراث الكرسي في شرق إفريقيا خصصت حوالي ١٠٠مليون دولار من موازنتها العامة.(22)

رابعاً : الصراع الإقليمي على القرن الأفريقي

أ ـ الاستراتيجية الإسرائيلية في القرن الأفريقي

تسعي نظرية الأمن الإسرائيلي ألا يكون البحر الأحمر بحيرة عربية ولذا سعت إسرائيل إلى تحقيق توازن في علاقاتها مع كلاً من أثيوبيا وإرتيريا وأوغندا وجيبوتي وتركز إسرائيل في شراكتها الإقتصادية والسياسية والعسكرية لدعم نفوذها في المنطقة على محاصرة الدول العربية وحركة النفط ومراقبة مضيق باب المندب الذي يعد منفذاً حيوية لتحركات إسرائيل تجاه آسيا وأفريقيا وبالتالي تأمين تجاراتها كما أن لإسرائيل أهداف أمنية وإستخباراتية من خلال التواجد في جيوش المنطقة عن طريق التسليح فضلاً عن الدفاع عن مصالح حلفائها الغربيين.

كم أن أيضاً من بين أهدافها الحصول على أقصى تأييد ممكن في المحافل الدولية من الدول الأفريقية وإضعاف التأييد الأفريقي للقضايا العربية، وتوفير حاجاتها من المواد الأولية بأسعار رخيصة فضلاً عن إستغلالها كأسواق لها. وتستغل إسرائيل وجود الجاليات اليهودية في القارة لاسيما يهود الفلاشا في إثيوبيا من أجل زيادة كثافتها السكانية فضلاً استغلال هذه الجاليات في التأثير على النظم الأفريقية لصالحها.(23)

كما تستهدف إسرائيل الحصول على نصيب من مياه النيل والضغط على صانع القرار المصري لذلك تدرك إسرائيل أهمية إثيوييا سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى الصراع العربي الإسرائيلي، وقامت بالدعم المالي والسياسي والفني لبناء السدود وتوليد الكهرباء لتهديد حصة مصر والسودان كما أنها تلعب دوراً كبير وراء فشل المفاوضات لتسوية أزمة سد النهضة.

وقد حاولت إسرئايل الإستفادة من دروس الماضي بما يرسخ أقدامها في منطقة القرن الأفريقي وذلك من خلال اشكال وطرق متعددة ومنها :

ـ أولاً : الإعتراف الدبلوماسي  طبقا للبيانات الإسرائيلية  فإن عدد الدول الأفريقية التي أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد للسلام في 1991 قد بلغ ثلاثين دولة وفي عام 1997 بلغت 48 دولة. (24)

ـ ثانياً : المساعدات الاستخبارية والتدريبات العسكرية

حيث قدم الكيان الصهيوني الدعم العسكري من أسلحة وخبراء  للأثيوبيين طوال فترة الثورة الأرترية المسلحة ضد إثيوبيا وبمجرد خروج القوات الأثيوبية من أريتريا عام 1991 م سارع الكيان إلي عقد الإتفاقيات العسكرية مع أفورقي كي تتمكن من بناء جيش نظامي .

وهكذا يمكن أن نلخص أوجه الدعم العسكري والأمني الذي يقدمه الكيان الإسرائيلي لدول المنطقة في الآتي:

  • تقديم الخبراء والبعثات العسكرية، والمعاونة في تطوير أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية وإقامة محطات الإنذار والمراقبة، فضلاً عن التعاون لتنفيذ برامج إنتاج الأسلحة وتزويد بعض الدول الافريقية بأنواع مختلفة من الأسلحة وتدريبهم على إستعمالها، وتمويل المليشيات الأفريقية بالسلاح.(25)

واستغلت إسرائيل علاقاتها المتميزة مع دول كينيا وأوغندا وإثيوبيا لحصار الدول العربية )السودان ومصر(، فقد استطاعت عقد اتفاقيات عسكرية أبرزها التعاون العسكري مع إريتريا وتوج بحصولها على قاعدة عسكرية لمراقبة الملاحة بباب المندب ومراقبة الأنشطة الإيرانية والخليجية وحماية المصالح الإسرائيلية على حساب الأمن القومي العربي .(26)

ـ ثالثاً : المدخل الإقتصادي

وقد تطورت العلاقات الإقتصادية الاسرائيلية مع دول القرن الأفريقي إذ أنشأت إسرائيل شركات في المنطقة مثل شركة النقل البحري في كينيا وشركة الطيران “مطار أديس أبابا الدولي” ومستشفى مصوع في إريتريا فضلاً عن الشركات المختلطة برأس مال إسرائيلي أفريقي مثل شركة تاجي في إريتريا والشركة الأوغندية الوطنية للملاحة وبهذا تعد إثيوبيا وكينيا الشريك التجاري الأول لإسرائيل في القرن الأفريقي فضلاً عن دور الشركات الإسرائيلية في التنقيب عن المعادن والثروات مثل الماس والمعادن في جيوتي وكينيا ومناجم الحديد في أوغندا.

ـ رابعاً : توظيف الحركات العرقية

فاسرائيل دعمت الحركة الانفصالية في جنوب السودان منذ انطلاقها وقدمت للجنوبيين الدعم وعمقت صراعهم مع الشمال وقدمت الخطط  والدعم العسكري حتى إنفصل الجنوب عن السودان .(27)

ثم دربت الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا عندما لاحت بوادر انتصارها، وفي الصومال تلاقت المصالح الأمريكية والإسرائيلية والأثيوبية حول تفكيك الصومال وعدم استقراره فالولايات المتحدة الأمريكية  واسرائيل في سبيل تحقيق نفوذهم فأنهم لا يريدوا لمصر والسودان ولا الصومال أي نوع من الإستقرارومن هنا دعمت إسرائيل صومالي لاند .(28)

ب – الاستراتيجية التركية في القرن الافريقي   

فى خضم تنافس الأدوار فى منطقة القرن الأفريقي، يبرز الدور التركي المتنامي، على الصعيد الإقتصادي والدبلوماسي وكذلك العسكري، فالسياسة الثقافية (بالأساس) للدولة التركية لعبت دوراً كبيراً فى التغلغل داخل مجتمعات تلك المنطقة، مما أنتج اتفاقيات ضخمة بين أنقرة وحكومات إثيوبيا وإريتريا فضلا عن السودان،وأشار تقرير لرويترز فى مايو 2018 أن تركيا بدأت استثمارات ضخمة فى الصومال، كما ادارت شركة تركية ميناء مقديشيو منذ عام 2014. يضاف لذلك سعى أنقرة الى تعظيم نفوذها في منطقة القرن الافريقي من خلال بوابة جيبوتي، فلا تزال المفاوضات مستمرة بين الطرفين لإقامة قاعدة عسكرية تركية في جيبوتي، يضاف لذلك قيام تركيا بإنشاء منطقة تجارية حرة في جيبوتي، كما أن أنقرة تغلغلت في الداخل الجيبوتي من خلال المساعدات التي تقدمها في مجال البنية التحتية، كالمشاركة في بناء سد حنبولي.(29)

وتوجت تركيا تحركاتها في القرن الأفريقي من خلال إنشاء قاعدة عسكرية لها في الصومال في سبتمبر 2017، واستهدفت الصومال على وجه التحديد، بحسبانها بوابة القرن الأفريقي، حيث إنها نقطة جيوسياسية وعسكرية وتجارية كبرى في القارة لبناء أكبر قاعدة خارجية لها، بعد قاعدتها في قطر بتكلفة قدرها 50 مليون دولار، لإعادة هيكلة وتجهيز وتدريب القوات المسلحة الصومالية، وتتولى تدريب 10500 جندي على دفعات متتالية، كل دفعة تتكون من 1500 جندي، وتتولى تدريبهم قوة مكونة من 200 جندي تركي، وتمتاز القاعدة التركية بأهمية كبيرة، نظرا للموقع حيث إنها تطل على خليج عدن الاستراتيجي، وبالتالي تتحكم في مضبق باب المندب، وتعد هذه القاعدة أكبر معسكر تركي للتدريب العسكري خارج تركيا، حيث تبلغ مساحتها 400 هكتار، وتضم ثلاث مدارس عسكرية، إلى جانب منشات أخرى. وقد قامت بلدية مقديشيو بتسليم قطعة أرض أخرى بمديرية وذجر جنوب العاصمة للحكومة التركية لإنشاء مركز أخر للتدريب العسكري، وتهدف هذه الخطوة لتعميق التعاون السكري، ورفع كفاءة الجيش الصومالي.(30)

إلى جانب استعراض مظاهر القوة الخشنة، وإقامة القواعد العسكرية، حرصت تركيا على توظيف ما تمتلكه من أدوات القوة الناعمة ضمن سياستها الخارجية الرامية إلى التوسع الإقليمي القرن الأفريقي، ولعب دور في هذه المنطقة. ويتضح التركيز على بعد القوة الناعمة التركية، من خلال استخدام أدوات مثل المساعدات الإنسانية والمنح الدراسية وبناء المستشفيات والمساجد والطرق ومواصلة نشر الدراما التركية التي تمجد الحكم العثماني. حيث زادت أنقرة من أموال المساعدات، وأطلقت مشاريع تنموية، وبدأت بلعب دور بارز في تشكيل أجندة بناء الدولة، بما في ذلك فتح منشأة عسكرية كبيرة لتدريب جنود الحكومة الصومالية. وتدير شركات تركية اليوم مطار وميناء مقديشو، كما تعج أسواق العاصمة بالبضائع التركية، إضافة إلى قيام شركة الطيران التركية بتشغيل رحلات مباشرة إلى مقديشو، وهي أول شركة طيران عالمية رئيسة تقوم بذلك، ومؤخراً تمّ تشييد مسجد عبد الحميد الثاني في جيبوتي، وهو أكبر مسجد في جيبوتي من قبل وقف الديانة التركي الذي يتبع رئاسة الشؤون الدينية، والمسجد مُصمم على طراز العمارة الكلاسيكية العثمانية.(31)

وبالتالي يمكن اختصار أهداف تركيا من التغلغل داخل القرن الأفريقي بالوسائل المختلفة كالآتي:

  • حماية مصالحها الاقتصادية في افريقيا، إذ بلغ حجم التجارة التركية الافريقية نحو 20 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2023، كما بلغ حجم استثماراتها المباشرة في افريقيا 6 مليارات دولار.
  • توسيع نفوذها العسكري في القرن الأفريقي، من خلال تعزيز تعاونهما العسكري والأمني مع دول المنطقة، إذ وقعت تركيا على العديد من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية مع كل من (الصومال، جيبوتي، كينيا، اثيوبيا، تنزانيا، أوغندا)، شملت تدريب قوات الأمن في تلك الدول على مكافحة الإرهاب وتزويدها معدات عسكرية متطورة.
  • مواجهة تنامي نفوذ بعض القوى الإقليمية والدولية، منها (ایران، اسرائیل، الصين)، ومحاولة تطويق ومحاصرة تحركات بعض القوى الأخرى منها (مصر، والامارات في إطار التنافس الإقليمي والدولي على النفوذ في المنطقة، فضلا عن السعي نحو تقديم نفسها كبديل إقليمي جاهز لتحقيق وحماية مصالح و أهداف القوى الغربية والولايات المتحدة الأمريكية في إطار استراتيجيتها الرامية إلى بناء قوة ونفود يخلق منها قوة عظمی سياسية واقتصاديا وعسكريا.
  • يأتي تعزيز الحضور التركي في منطقة القرن الأفريقي، نظرا لأهمية المنطقة الاستراتيجية، ولكونها تقع في قلب مسرح الأحداث الإقليمية، مما يجعلها بمنزلة العمق الاستراتيجي للأمن القومي العربي، كما تسعى تركيا لإثبات وجودها ونفوذها في هذه الممرات المائية.(32)

ج – الاستراتيجية الايرانية في القرن الافريقي

راهنت إيران على محاولات الانفتاح على منطقة شرق إفريقيا في إطار استراتيجيتها لتجاوز الحصار المفروض عليها إقليميا، فسجلت الانطلاقة الواعدة لعلاقاتها الإفريقية تسعينيات القرن الماضي، بعد وصول هاشمي رفسنجاني للرئاسة، انسجاما مع إعادتها النظر في سياستها الخارجية وبحثا عن موطئ قدم بإفريقيا، حيث دشن أولى زيارات الرئاسة الإيرانية للدول الإفريقية بزيارته للسودان في العام 1991، وأعقبتها زيارة لست دول هي (كينيا، أوغندا، السودان، تنزانيا، زيمبابوي وجنوب إفريقيا) في العام 1996، وشكلت هذه الجولة ذروة التعامل الإيراني الإفريقي، وستتجدد هذه المقاربة مع خلفائه، فكانت منطقة القرن الأفريقي متنفسا لطهران بعيدا عن أزمات الشرق الأوسط، وترتكز استراتيجية التوجه الإفريقي للسياسية الخارجية الإيرانية على الاهتمام بالمنطقة باعتبارها المعبر الرئيسي لتأمين انفتاحها على العالم الخارجي خارج محيطها الإقليمي، مع رؤية استراتيجية بتوسيع حجم هذه التفاعلات على ضوء مساعيها لتفعيل التعاون الاقتصادي وتعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية.(33)

تزايدت الأهمية الاستراتيجية لمنطقة القرن الأفريقي في السياسية الخارجية الإيرانية بعد “حرب صعدة الأولى ميليشيات حركة “أنصار الله” المعروفة بجماعة الحوثي ضد الجيش اليمني، وتعد جماعة الحوثي الذراع الإيرانية الأولي في منطقة القرن الأفريقي وجنوب البحر الأحمر، حيث عمدت طهران إلى استغلال السواحل الشرقية في القرن الأفريقي في تهريب الأسلحة والمعدات الحربية إلى جماعة الحوثي، كما تلعب جماعة الحوثي حاليا دورا مؤثرا في زعزعة استقرار حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر من خلال استهداف الحاويات والناقلات النفطية المارة في مضيق باب المندب.(34)

وقد تميزت أبعاد السياسة الإيرانية تجاه منطقة القرن الأفريقي بالتنوع وعدم الاقتصار على بعد معين، فحرصت على التمثيل الدبلوماسي، واعتبرته البوابة الرئيسية لتمرير أنشتطها السياسية والثقافية والدينية، كما شكلت المساعدات الاقتصادية والإنسانية إحدى أهم أدوات السياسة الخارجية الإيرانية، واستخدمت اثنين من مؤسساتها الخيرية كواجهة لنشاطاتها في في القرن الأفريقي، وهي الهلال الأحمر الإيراني، ولجنة الإمام الخميني للإغاثة، لتوفير الخدمات الصحية المجانية في العديد من دول المنطقة، وقد لعبا دورا هاما في مساعدة الآلاف من النازحين الصومالين المتضررين من الجفاف في القرن الأفريقي.(35)

وبصدد البعد العسكري، حرصت إيران على توطيد علاقاتها العسكرية والأمنية مع دول القرن الأفريقي، ومن ثم يكون لها وجود عسكري في هذه المنطقة الحيوية من العالم، فقد استغلت إيران الصراع بين إثيوبيا وإريتريا والدعم الغربي لإثيوبيا ضد اريتريا، الأمر الذي جعل الأخيرة توثق علاقاتها مع إيران، وهو ما استغلته إيران في تعزيز التقارب العسكري مع اريتريا، ووقعت اتفاقية مع اريتريا عام 2008 لإنشاء قاعدة بحرية في مدينة عصب الساحلية، تستخدمها إيران في العديد من عملياتها في المنطقة. كما عملت طهران على تعزيز التعاون العسكري مع جيبوتي، وكانت المحطة الأبرز في تعزيز هذا التعاون عام 2011 عندما قام وفد عسكري إيراني بزيارة جيبوتي ولقاء مسئولين كبار هناك عقدت بموجبها اتفاقات تعاون في مجال تقديم الدعم العسكري الإيراني البحري إلى دولة جيبوتي.(36)

ومن هنا يمكن القول أن أهداف الأستراتيجية الإيرانية في القرن الأفريقي تتمثل في الآتي :

  • كسر حالة العزلة التي فرضها عليها الغرب اقتصاديا وعسكريا.
  • السعي إلى كسب اصوات الدول الأفريقية في المنظمات الدولية، لمواجهة الضغوط التي تمارسها القوى المعادية لإيران في هذه المنظمات، خصوصا فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
  • منافسة ومجابهة بعض الدول العالمية كالولايات المتحدة وفرنسا والصين. (37)
  • إيجاد موطئ قدم في هذه المنطقة وتحديدا في إريتريا وجيبوتي، من أجل التأثير على الدور السعودي والإسرائيلي هناك، هذا إلى جانب دول أخرى مثل جزر القمر وتنزانيا، التي بدأت تشهد نشاطا إيرانيا متصاعدا.
  • وجدت البحرية الإيرانية في منطقة البحر الأحمر منطقة مهمة لابد من إستغلالها، من أجل تقديم الدعم اللوجستي للحوثيين في الحرب الدائرة باليمن من جهة، ومن جهة أخرى ضرب وتهديد المصالح الدولية في المنطقة من جهة أخرى.(38)

د ـ الاستراتيجية الخليجية في القرن الافريقي

ثمة دور خليجي متنامٍ في القرن الإفريقي ؛ لدرجة حدت بسفير اثيوبي سابق أن يقول في مؤتمر مؤخراً :

“لقد أصبحت دول الخليج جزءاً من القرن الإفريقي”(39( حيث يعود تاريخ ارتباط دول الخليج العربية مع دول القرن الأفريقي إلى حقبة ما بعد الاستعمار في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي(40(

وقد تزايدت الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للمنطقة بالنسبة للدول الخليجية الباحثة عن دور أكثر عمقاً في المنطقة؛ فمنذ العام 2014 بعد تدخل التحالف الخليجي في اليمن أدت الحسابات الاقتصادية والاستراتيجية إلى بروز مستويات غير معهودة من النشاط للدول الخليجية في القرن الإفريقي وكان التجليّ الواضح لهذا الاهتمام الجديد السباقُ المحموم على العقارات على الساحل الإفريقي حيث استقطبت عمليات الاستحواذ على موانئ تجارية وقواعد عسكرية اهتماماً أجنبياً ملحوظاً و تعتبر مجموعة “موانئ دبي العالمية” من أوائل المستحوذين على موانئ القرن الإفريقي.(41(

و من الناحية الجيوسياسية : لا شك أن منطقة القرن الإفريقي هي آخر خط الدفاع لجنوب الجزيرة العربية، وبوابة البحر الأحمر؛ خصوصاً وأن المنطقة تشهد نشاطاً مستمراً للقرصنة بما يهدد الملاحة البحرية وتصدير النفط وخطوط التجارة بين دول المنطقة وأوروبا.

و لتوضيح أكبر للدور الخليجي في القرن الإفريقي نوضح نقطتين هامتين : (42(

1ـ يعد عدم الاستقرار الإقليمي إلى جانب الفراغ النسبي في القوى والتنافس بين دول شرق أوسطية صاعدة، هو الدافع الرئيسي لسعي دول الخليج إلى استعمال قوتها خارجياً في الجوار وهي تنظر إلى القرن الأفريقي لتعزيز التحالفات والنفوذ.

2ـ العديد من العلاقات الجديدة في القرن الأفريقي غير متناظرة بدرجة كبيرة وهي مدفوعة بشكل أكبر بالمصالح الخليجية وليس الأفريقية .وقد استثمرت دول الخليج وخصوصاً الإمارات والسعودية، كثيراً في تعزيز تواجدها الإقليمي في منطقة القرن الإفريقي .

أولاً : الدور الإماراتي :

يمكن أن نوجز محددات و دوافع السياسة الخارجية الإماراتية تجاه القرن الإفريقي في : (43)

1ـ قرب المنطقة من مصادر النفط في الخليج العربي :

أدى الموقع الجغرافي لمنطقة القرن الأفريقي من حيث اقترابها من مصادر النفط الخليجي، إلى اتجاه الدول الخليجية على رأسها الإمارات لإعادة هيكلة سياساتها الخارجية نحو مزيد من تكثيف العلاقات وأواصر التعاون مع دول القرن الأفريقي، لتأمين الممرات البحرية من أجل نقل صادرات النفط الخاصة بها، وهو ما دفعها لتأجير والإشراف على العديد من الموانئ البحرية، لعل أبرزها مينائي عصب في اريتريا في الصومال اريتريا وبربرة في الصومال .

2ـ تنويع شبكة الحلفاء الإقليميين:

في ظل الانفتاح متعدد المستويات الذي شهدته السياسة الخارجية الإماراتية، أصبحت مساعيها الآن منصبة نحو تنويع شبكة حلفاءها، ونظرًا لأن القارة الأفريقية عموما تمثل الكتلة التصويتية الثانية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الوقت الذي تشكل فيه دول القرن الأفريقي ثقلًا إقليميًا حقيقيًا، أصبح التوجه الإماراتي أكثر بروزًا في دول شرق أفريقيا .

3ـ التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة :

تعتبر ظاهرة الإرهاب أبرز محركات التوجه الخليجي -خاصة الإمارات- تجاه المنطقة، لاسيما في ظل تنامي ظهور الجماعات الراديكالية شرق القارة “كجماعة شباب المجاهدين في الصومال”، إلى جانب تصاعد أعمال القرصنة البحرية ما من شأنه تهديد حركة الملاحة البحرية، والتأثير على استقرار الاستثمارات الإماراتية بالقرن الأفريقي وهو ما يفسر جزءاً من توجه الإمارات لتكثيف تعاونها الأمني مع القرن الإفريقي.

4ـ تطويق الأذرع الإقليمية (إيران ـ إسرائيل):

في إطار الصراع بين “طهران” و “تل أبيب” للتمدد استراتيجياً في القرن الإفريقي ومحاولة تقليص الدور الخليجي والعربي عموما في المنطقة  ورغم أن التحركات الخليجية بالمنطقة ترتبط بمبررالتنافس على الموقع الاستراتيجي والموارد ولتحصين مصالحها غير أنها تؤطر في ظل حرب الاستقطاب الخليجية الإيرانية بالمنطقة وقد تأكدت معالمها بعد الحرب على اليمن مع تصاعد العلميات الحربية لـ”قوات التحالف العربي” وتزايد المخاوف الخليجية من سيطرة الحوثيين على باب المندب.(44)

أما عن أدوات و أنماط الدور الإماراتي في المنطقة نجد أن مستويات التواجد الإماراتي تتعدد بمنطقة القرن الأفريقي، سواء سياسيًا، اقتصاديًا، أو أمنيًا .

سياسياً : تظل المساهمات الإماراتية الأبرز هي تلك المرتبطة بملفات التهدئة، وتسوية قضايا السلم، لاسيما جهودها في الملف الخاص بالمصالحة الاريترية ـ الإثيوبية ، فقد لعبت الإمارات دورًا حيوياً في ملف المصالحة الإثيوبية الإريترية ، فمن المرجح أن الإمارات العربية المتحدة كانت تقود جهود الوساطة، وأصبح دورها أكثر وضوحًا في المراحل النهائية من التقارب بين إثيوبيا وإريتريا.(45)

اقتصادياً : تتعدد الاستثمارات الإماراتية في المنطقة، و قد أخذنا شركة “مجموعة موانئ دبي العالمية” كمثال نجد أن دولة الإمارات حصلت على حق الانتفاع بمعظم موانئ القرن الإفريقي في الصومال وجيبوتي وإريتريا عن طريقها ومن هذه الموانئ : (46)

ـ ميناء “بربرة” في الصومال وفي 2015 منحت حكومة صومالي لاند عقد انتفاع لمدة ثلاثين عامًا لهيئة موانئ دبي .

ـ ميناء بوصاصو الصومالي : تحصلت هيئة موانئ دبي على عقد مع بونت لاند لتوسيع وتأهيل الميناء، في عام 2013 .

ـ ميناء جيبوتي : في عام 2000 منحت الحكومة الجيبوتية عقد تشغيل وإدارة الميناء لمجموعة موانئ دبي العالمية، ويمتد لعشرين عامًا و نذكر أن العلاقات بين البلدين -مؤخراً- ليست بأفضل حال، وهذا بالضرورة يؤثر على الاستثمارات الاقتصادية .

ـ ميناء عصب الإريتري : استأجرت “مجموعة موانئ دبي” ميناء “عصب” ومطار عصب المجاور له في عام 2015 لثلاثين عامًا مقابل أن تحصل إريتريا على 30% من عائدات الميناء الذي يبدأ تشغيله في 2018 .

عسكرياً : وبخصوص الوجود العسكري تؤكد الإمارات أن هذه التعزيزات العسكرية في المنطقة تعد جزءاً من العمليات المطلوبة لدعم عمليات الحصار البحري في البحر الأحمر ضد الحوثيين، وهو الحصار المفروض منذ عام 2015 : (47)

ـ قاعدة إماراتية في ميناء عصب الإريتري : فقد وقَّعت أبوظبى عقد إيجار مدته 30 عاماً، لغرض إقامة قاعدةٍ عسكرية للإمارات في ميناء عصب بإريتريا عام 2015، بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى .كذلك هناك قاعدة إماراتية في “أرض الصومال” فقد وافق برلمان “جمهورية أرض الصومال” التي أعلنت انفصالها عن الصومال ولم تحظَ باعتراف دولي، في فبراير 2018على إنشاء قاعدة عسكرية إماراتية بمدينة بربرة على ساحل خليج عدن .

ثانياً : الدور السعودي

لدى السياسة الخارجية السعودية ذات المحددات والدوافع عند نظيرتها الإماراتية من أهمية الموقع الجغرافي للقرن الإفريقي بالنسبة لنقل و تأمين مصادر النفط الخليجي، وتنويع شبكة الحلفاء الإقليميين في تحركات عدة أهمها مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى محاولة احتواء وتطويق المد الإيراني ورغم وجود ذات المحددات تقريباً، إلا أننا نلاحظ أن الدور السعودي لم ينضج بعد كما نظيره الإماراتي .

أما عن أنماط و أدوات الدور السعودي في القرن الإفريقي نعرضه  :

سياسياً : رعت السعودية اتفاق السلام بين إثيوبيا وإرتيريا ووقعت الدولتان الجارتان اتفاق السلام في مدينة جدة في سبتمبر 2018، برعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود .

اقتصادياً : نلاحظ أن هذه الأداة شبه مغيبة من خطة العمل السعودية؛ فالاستثمارات السعودية في القرن الإفريقي لا تتجاوز 2% من استثماراتها حول العالم . (48)

عسكرياً : عقب بدء عملية “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين، بحثت المملكة عن موطئ قدم لها في القرن الإفريقي، فقد بحثت إقامة قاعدة لها في جيبوتي بعدما أجلت إريتريا الجنود الخليجيين على إثر الخلاف مع الإمارات عام  2015. وشهد عام 2016 مشاورات وزيارات بين القيادتين العسكريتين في كل من جيبوتي والسعودية، تمخضت عن وضع مشروع مسودة اتفاق أمني وعسكري واستراتيجي، يتضمن استضافة جيبوتي قاعدة عسكرية سعودية، وجرى تحديد بعض المواقع على الساحل الجيبوتي لهذا الغرض، وأعلنت جيبوتي نهاية 2016، أنها “وافقت مبدئياً” على إقامة قاعدة عسكرية سعودية، إلا أنه لم يتم الإعلان رسمياً عن توقيع الاتفاق بين الجانبين .(49)

نهاية نجد أنّ منطقة القرن الأفريقي طوّرت بشكل منفرد أو جماعيّ علاقات متعددة مع الوطن العربي، والسودان وجيبوتي والصومال أعضاء في جامعة الدول العربية، إلا أنّ المنطقة العربية لا تولي اهتماما كبيرا لهذه المنطقة إلا فيما يتصل بمصالحها وأمنها المباشرين.(50)

خاتمة :

لقد احتلت منطقة القرن الإفريقي مكانة بارزة في استراتيجيات القوى المتنافسة، نظرا لما تمثله من أهمية كبيرة لمصالحها، مستغلة بذلك وبشكل حصري منافعها الجيو ستراتيجية، بذريعة التدخل من أجل محاربة الإرهاب والتطرف والقرصنة وإحقاق الديمقراطية عن طريق الحكامة الرشيدة وكذلك تحقيق النمو الاقتصادي للمنطقة، هذا الأمر الذي شكل عاملًا من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة عن طريق تكالب مصالح قوى دولية وأخرى إقليمية ، وبالتالي فإن الدعم العسكري واللوجستي والمادي التي قدمته هذه القوى، كانت سببا رئيسيا في حالة اللإستقرار التي تعيشه دول المنطقة، وحافزا وراء تأجيج الصراعات والنزاعات والحروب، مساهمة بذلك في تدهورالبيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة القرن الأفريقي ومن هنا نجد أنه لا سبيل أمام حكومات القرن الأفريقي سوى أن تسعى جاهدة للاستفادة من هذا الصراع الدولي والاقليمي على دولها لتحسين أوضاعها السياسية والاقتصادية ومحاولة التخفيف من الآثار السلبية لهذه الصراعات .

ـ المراجع:

1- صورية مهديد/ غنيمة فارز،شكل التنافس الأمريكي الصيني على منطقة القرن الأفريقي 2001 – 2018، رسالة ماجستير، جامعة مولود معمري، كلية الحقوق والعلوم السياسية، 2018، ص 32.

2- دحماني محمد، تحديات دول القرن الأفريقي في ظل تنافس القوى العظمى بالمنطقة، مجلة قضايا معرفية، المجلد 2، العدد 5، سبتمبر 2020، ص 7.

3- نورة الحفيان/ أحمد مصلحي، القرن الأفريقي في ظل التنافس الدولي والإقليمي، المعهد المصري للدراسات، ص 4.

4- أحمد عاطف، دوافع الاهتمام الخليجي بمنطقة القرن الأفريقي، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة.

https://futureuae.com/ar/Mainpage/Item/883/%D8%B9%D9%85%D9%82-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%87%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A-%D8%A8%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A

5- محمد عبد الجواد، السياسة الإسرائيلية نحو القرن الأفريقي وتأثيرها على الأمن القومي العربي وأمن منطقة البحر الأحمر، جامعة قناة السويس، كلية التجارة بالاسماعيلية، المجلد 10، العدد 4، 2019، ص 337.

6- – اسراء أحمد جياد/ حسناء رياض عباس، التنافس الإقليمي على منطقة القرن الأفريقي، مجلة دراسات دولية، العدد 30، ص 231.

7ـ زياد يوسف حمد، التوجه الصيني نحو منطقة القرن الأفريقي بعد الحرب الباردة ، مجلة الدراسات الإفريقية وحوض النيل، المركز الديمقراطي العربي ، م 3 ، ع7،2020

8 ـ محمد عزام الزبير، صعود الدور الصيني في منطقة القرن الإفريقي : الدوافع والتداعيات، قراءات أفريقية

http://www.qiraatafrican.com/home/new/%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA#sthash.6f6g3yiW.w07OzTzG.dpbs

9ـ مرجع سبق ذكره، زياد يوسف حمد، التوجه الصيني نحو منطقة القرن الأفريقي بعد الحرب الباردة

10 ـ الشافعي أبتديون، فرنسا والقرن الإفريقي إعادة التموضع والتحالفات ورهانات المستقبل، مركز الجزيرة للدراسات

11ـ مرجع سبق ذكره، نورة الحفيان و أحمد مصلحي، القرن الإفريقي في ظل التنافس الدولي والإقليمي

12ـ مرجع سبق ذكره، محمد عزام الزبير، صعود الدور الصيني في منطقة القرن الإفريقي: الدوافع والتداعيات

13ـ عدنان موسى، خريطة التنافس الدولي والتغلغل الإقليمي فى منطقة القرن الأفريقي، مركز التقدم العربي للسياسات

https://www.arabprogress.org/3949

14ـ عصام عاشور، حول إنعكاس الأوضاع في البحر الأحمر والقرن الأفريقي على الأمن القومي العربي، مجلة شئون عربية، ع176، 2018.

15ـ سامي السيد احمد، السياسة الأمريكية تجاه صراعات القرن الأفريقي ما بعد الحرب الباردة الدور والاستجابة، الإمارات العربية المتحدة، الطبعة الأولى، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2010، ص 133.

16ـ  قاسم محمد عبيد/ اسراء رشيد عبد الله، المتغيرات الداخلية المؤثرة في الاستراتيجية الأمريكية تجاه “منطقة القرن الأفريقي بعد 2001، مجلة دراسات أفريقية، مركز الدراسات الأفريقية، العدد الثاني، ابريل2017، ص 47.

17ـ  راوية توفيق،السياسات الأمريكية والصينية في إفريقيا..طبيعة الأدوار وواقع التنافس، مجلة السياسة الدولية، العدد 218، أكتوبر 2019، ص 12

18ـ  محمود جمال، القرن الأفريقي والملعب مفتوح..من يحكم؟، المعهد المصري للدراسات الاستراتيجية، مايو 2017، ص 3.

19ـ مرجع سبق ذكره، محمد عزام الزبير، صعود الدور الصيني في منطقة القرن الإفريقي: الدوافع والتداعيات

20 ـ عمر يحيى أحمد، استراتيجيات الصراع الدولي في منطقة القرن الافريقي، الحوار المتمدن، تاريخ الاطلاع 1/6/2021.

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=496974

21ـ  الشافعي أبتديون، فرنسا والقرن الأفريقي: إعادة التموضع والتحالفات ورهانات المستقبل، مركز الجزيرة للدرسات.

22 ـ  المرجع السابق

23ـ  محمد عبد الجواد، السياسة الإسرائيلية نحو القرن الأفريقي وتأثيرها على الأمن القومي العربي وأمن منطقة البحر الأحمر، المجلة العلمية للدرسات، جامعة قناة السويس، عدد4،2019

24ـ فاطمة علي محمد، العلاقات الآفرواسرائيلية أهداف استراتيجية وعقائدية وأطماع تاريخية إثيوبيا نموذجاً، مجلة الدراسات الافريقية وحوض النيل، المجلد الأول، العدد الثالث، سبتمبر 2018.

25ـ  وفاء عباس حسن أحمد، السياسة الإسرائيلية تجاه القرن الأفريقي فترة ما بعد الحرب البارد،كلية الدراسات العليا جامعة الخرطوم

26ـ مرجع سبق ذكره، نورة الحفيان و أحمد مصلحي، القرن الإفريقي في ظل التنافس الدولي والإقليمي

27ـ  سند وليد سعيد، سياسة التغلغل الإسرائيلي في منطقة القرن الإفريقي، مجلة السياسة الدولية

28ـ  مرجع سبق ذكره، وفاء عباس، السياسة الإسرائيلية تجاه القرن الأفريقي فترة ما بعد الحرب البارد.

29ـ مرجع سبق ذكره، عدنان موسى، خريطة التنافس الدولي والتغلغل الإقليمي فى منطقة القرن الأفريقي.

30ـ نورا فخري أنور، السياسة الخارجية التركية تجاه إفريقيا، مجلة السياسة الدولية، العدد 219، يناير 2020، ص 192.

31ـ الحضور التركي في البحر الأحمر: مظاهره وأهدافه وآفاقه المستقبلية، مركز الامارات للسياسات

https://epc.ae/ar/topic/turkeys-presence-in-the-red-sea-forms-objectives-and-prospects

32ـ اسراء أحمد جياد/ حسناء رياض عباس، التنافس الإقليمي على منطقة القرن الأفريقي، مجلة دراسات دولية، العدد 30، ص 252.

33ـ مرجع سبق ذكره، نورة الحيفان/ أحمد مصيلحي، القرن الإفريقي في ظل التنافس الدولي والإقليمي.

34ـ محمد الدابولي، حدود الدور الإيراني في شرق أفريقيا، مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية

https://pharostudies.com/?p=3222

35ـ الحضور الإيراني في شرق أفريقيا: الأهداف والأدوات والآفاق، مركز الامارات للسياسات

https://epc.ae/ar/topic/iranian-presence-in-east-africa-goals-tools-and-prospects-1

36ـ علي عاطف حسان، النفوذ الإيراني العسكري والمذهبي في أفريقيا، المركز العربي للبحوث والدراسات

http://www.acrseg.org/40722

37ـ فريدة بنداري، سياسة إيران تجاه إفريقيا من منظور الجيواستراتيجية المذهبية، مجلة السياسة الدولية، العدد 219، يناير 2020، ص 39.

38ـ رحاب سيد كامل، الأبعاد السياسية والقانونية لموقف إيران تجاه قضايا الأمن الإقليمي في القرن الإفريقي، المركز العربي للبحوث والدراسات

http://www.acrseg.org/41522

39ـ الخليج العربي والقرن الإفريقي

https://www.albayan.ae/opinions/articles/2020-12-31-1.4053639

40ـ تيمور خان، المصالح الاستراتيجية الخليجية تعيد تشكيل القرن الأفريقي، معهد دول الخليج العربية في واشنطن.

https://agsiw.org/ar/gulf-strategic-interests-reshaping-the-horn-of-africa-arabic

41ـ موانئ دبي العالمية

https://dpworld.ae/ar/

42ـ التنافس بين دول الخليج في القرن الأفريقي: تخفيف الأثر

https://www.crisisgroup.org/ar/middle-east-north-africa/gulf-and-arabian-peninsula/206-intra-gulf-competition-africas-horn-lessening-impact

43ـ نهال أحمد، دبلوماسية السلام: الدور الإماراتي في القرن الإفريقي، المركز العربي للبحوث والدراسات

http://www.acrseg.org/40826

44ـ القرن الافريقي في ظل التنافس الدولي والاقليمي

https://eipss-eg.org/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A/

45ـ تيمور خان، المصالحة الإثيوبية-الإريترية تعطي لمحةً عن تنامي النفوذ الإقليمي للإمارات العربية المتحدة، معهد دول الخليج العربية في واشنطن.

https://agsiw.org/ar/ethiopia-eritrea-reconciliation-offers-glimpse-into-growing-uae-regional-influence-ar/

46ـ موانئ القرن الإفريقي: ساحة جديدة للتنافس الدولي، مركز الجزيرة للدراسات

https://studies.aljazeera.net/en/node/4115

47ـ التنافس الخليجي يصل إلى القرن الإفريقي.. قواعد عسكرية إماراتية وسعودية في القارة السمراء، عربي بوست، تاريخ الاطلاع 2/6/2021 https://arabicpost.net/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/2018/03/30/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A-%D9%8A%D8%B5%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82-2/

48ـ ماجد العتيبي، تصور استراتيجي للسياسة الخارجية السعودية تجاه القرن الإفريقي، أطروحة (ماجستير)-جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، كلية العلوم الاستراتيجية، قسم الدراسات الاقليمية والدولية، 2015. https://repository.nauss.edu.sa/handle/123456789/63136;jsessionid=32F1362B28A7B71F8CD2EF3A7D4464F3

49ـ التنافس الخليجي يصل إلى القرن الإفريقي.. قواعد عسكرية إماراتية وسعودية في القارة السمراء، مرجع سبق ذكره. https://arabicpost.net/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/2018/03/30/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A-%D9%8A%D8%B5%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82-2/

50ـ ندوة علمية بعنوان ” العرب والقرن الأفريقي جدلية الجوار والانتماء”، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

https://www.dohainstitute.org/ar/Events/The_Arabs_and_the_World_Conference/Arabs_and_the_Horn_of_Africa_the_Dialectic_of_Regional_Proximity_and_Affiliation/Pages/index.aspx

.
رابط المصدر:

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M