درس سياسي من صلاة الجماعة

بهاء النجار

لكون صلاة الجماعة تضم إماماً ومأمومين فيمكن أن نستفيد منها الكثير من الدروس السياسية التي يمكن أن تنفعنا ، فالإمام يمثل الحاكم والمأمومون يمثلون الشعب وصلاة الجماعة تمثل الوطن ، ومن هذه الدروس :
1) إمام الجماعة لا يكون إماماً إلا بموافقة المأمومين ، بمعنى أن صلاة الجماعة لا تقام إلا بعد قبول المأمومين بإمام الجماعة وتوفر الصفات اللازمة فيه ، وهذا أساس النظام الديمقراطي .
2) إذا أخطأ إمام الجماعة بالقراءة او ارتكب معصية فإن المأمومين يقومون بتصحيح خطئه وتنبيهه على معصيته ، ويحاول الإمام أن يلتزم بما نبّهوه عليه وإلا سوف لن يصلوا خلفه ، وهذه هي الرقابة الشعبية للحاكم وما ينبغي القيام به من قبل الحاكم .
3) عندما يرى أحدنا صلاة جماعة قائمة فيعرف أن المأمومين قابلون بإمامة إمامهم ، فإن كان المأمومون ممن لا دين لهم فليس بالضرورة أن يكون إمامهم كذلك وإن كان محتملاً ، وإن كانوا فضلاء كان إمامهم فاضلاً أكيداً ، وإن كان إمامهم فاسقاً او منحرفاً نعلم أن المأمومين إما متهاونون في تشخيص الإمام المناسب أو أنهم قابلون به .
وهذا ينطبق على الشعب إن كان منحرفاً او نزيهاً ، وكذلك على رئيس الدولة .
4) والنقطة الأهم : إذا أخطأ الإمام في صلاته وجب على المأمومين أن ينبهوه وإن لم يفعلوا تبطل صلاتهم جميعاً ، وهذا ما يقع على الشعب من مسؤوليات ، فإذا أخطأ الحاكم تكون مسؤولية الشعب تنبيهه وإن لم يفعلوا انهارت دولتهم جميعاً فيجب أن يكونوا يقظين ، وأن لا يتكلوا على المسؤولين ويلقون اللوم على السياسيين ، فللشعب دور رقابي تصحيحي يؤديه متى ما أخفق الحالكم ، ولا ينفع التبرير بأن الحاكم فاسد ، فإصلاحه يقع على عاتق الشعب وإلا فسد الوطن بأجمعه والشعب أحد أكبر الخاسرين .

 

رابط المصدر:

https://www.facebook.com/BahaaaAlnajjar/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M