تتناول هذه الآية الكريمة زاوية غريبة تغيب عن اذهان الكثيرين، حيث تبين لنا احتمالية رغبة الذين كفروا بأن يكونوا مسلمين، فكيف يكون ذلك؟!
سنناقش هذا الموضوع بعدة احتمالات :
– يكون ذلك يوم القيامة، لما سيكون مصير الكافرين مقارنة بمصير المسلمين.
– يكون ذلك في الدنيا، لأنهم يألمون كما يألم المسلمون، ولكنهم لا يرجون من الله ما يرجونه المسلمون.
– ان الآية تتحدث عن احتمالية الرغبة بالانضمام الى الدين الاسلامي، وهذه الاحتمالية ممكن ان ينظر لها من جهتين، فقد يكون الاحتمال هذا واردا عن الكافرين بصورة عامة، والجهة الاخرى ان الاحتمالية جاءت لان هناك من الكافرين من يود بالفعل ان يكون مسلما، وبالتالي فإن عرض الاسلام على الكافرين محتمل القبول من البعض وغير مقبول لدى اخرين.
– ممكن ان يكون المقصود من (الذين كفروا) ليس الكفر المطلق او الالحادي وإنما المقصود به درجات الكفر الاخرى التي تخالط الإيمان، مثل الكفر بالنعمة والكفر بعدم الحكم بما انزل الله وغيرها.
والمقصود من (المسلمين) ليس كل من تشهد الشهادتين، وانما الاسلام الحقيقي الذي يريده الله سبحانه وتعالى وهو اعلى من التقوى والايمان وفق الآية (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون).