بهاء النجار
إن العلم النافع من الأسلحة التي سيعتمد عليها الإمام المهدي عليه السلام عند ظهوره ، أما الجهل والعلم الفاسد فسيكونا معرقلين لظهوره المبارك ، وهنا لا بد من التطرق الى معنى العلم النافع الذي ينبغي أن يسعى إلى تهيئته المؤمنون ليكونوا من الممهدين .
فالعلم النافع هو الذي ينفع إذا تعلمناه ويضر إذا جهلناه ، أما العلم الذي لا ينفع إذا جهلناه فليس بنافع ، وكذلك علينا أن نأخذ بنظر الاعتبار الانتفاع النسبي من العلم ، فقد تكون بعض العلوم نافعة لكن هناك علوم أنفع منها فيجب تقديمها ، إضافة الى ضرورة الاهتمام بالوقت ، فالوقت غير مفتوح لدى الممهدين ، وبالتالي قضاء الوقت في العلوم الأقل نفعاً – فضلاً عن العلوم غير النافعة – لا تليق بهم وتقلل من فرصة تمهيدهم للدولة المهدوية العادلة .
ولا يفوتنا أن نشير الى سعة نفع هذا العلم ، فبعض العلوم يكون نفعها آنياً ، وبعضها يستمر نفعه لأشهر وبعضها لسنوات ، وهناك علوم يكون نفعها في الدينا والآخرة ، فينبغي أن نهتم بكل تلك العلوم مع مراعاة سعة النفع لكل منها .
كما أن هناك علوم نافعة مادية طبيعية كالفيزياء والكيمياء والطب والهندسة وغير ذلك ، وهناك علون نافعة معنوية او روحية التي تختص بالأخلاق وتربية النفس وتهذيبها ومعرفة الأحكام الشرعية والقضايا العقائدية ومنها القضية المهدوية ، فالاهتمام بكلا النوعين ضروري مع الاحتفاظ بالأولويات وتقديم الأهم على المهم والأعجل على العاجل بحيث تكون الدنيا مزرعة الآخرة .
ولا يكفي تحصيل العلم النافع من قبل الممهدين وإنما ينبغي أن ينشروا هذا العلم – بمقدار جهدهم وطاقتهم – الى عموم المؤمنين بقيام دولة العدل الإلهي ، كي يتسلحوا به ويكونوا ممهدين – ولو بدرجات بسيطة – للدولة الموعودة .
ابط المصدر: