سُبُل الممهدين _ السبيل التاسع والخمسون

بهاء النجار

المؤمن الواعي يستثمر الوسائل بأنواعها للتمهيد للدولة التي ستُعلي كلمة الله تعالى ، فيستثمر الوسيلة المعنوية كما يستثمر الوسيلة المادية ، وقد ذكرنا مجموعة من السبل المادية والمعنوية للتمهيد ، وأيام محرم الحرام مليئة بالسبل المعنوية ومن أبرزها الدعاء ، فالدعاء سلاح المؤمن ، والمهدوي الممهد بالتأكيد من المؤمنين ، ويمكنه استثمار هذا السلاح في هذه الأجواء المليئة بأسباب الاستجابة ، وأن لا يتأثر بالتضليلات التي يسوقها البعض وتأثر بها أنصاف المتدينين بأن يكون التحرك للإصلاح على المستوى المادي وترك الجانب الغيبي ، متغافلين عن حقيقة لا يمكن إزاحتها وهي أن الله تعالى هو مسبب الأسباب وهو ولي التوفيق .
فالدعاء يكون بالتوازي مع العمل الميداني وداعماً له ، لأن العمل الميداني يمر بعدة مصاعب ويحتاج الى ما يسهّله ويزيح هذه المصاعب ويوفّق صاحبه لأدائها على أتم وجه ، والدعاء هو أبرز وسائل الدعم الغيبي للعمل الميداني ، كما أن استخدام الدعاء في التمهيد للدولة الإلهية الموعودة يحافظ على روحانية حركة التمهيد ، ويبعدها عن التعلق بالأسباب ونسيان مسبب الأسباب جل شأنه .
كما أن الدعاء للإمام المهدي عليه السلام هو في الحقيقة دعاء للداعي نفسه ، أليس الروايات تقول ما معناه أن من يدعو لأخيه المؤمن يسخّر الله مَلَكَاً يقول للداعي : ( ولك مثله ) ، والإمام المهدي عليه السلام هو أوضح مصداق للمؤمن بل هو سيد المؤمنين ، والدعاء له عليه السلام له آثار إيجابية وثمار أكبر وأعظم من الآثار المترتبة على دعاء أحدنا لأي مؤمن آخر ، لأن الدعاء له عليه السلام يقوي العلاقة بين المؤمن وإمام زمانه عليه السلام خاصة بعد غيبته الطويلة التي امتدت لإثنا عشر قرناً وغفلة الناس عن قضيته رغم أنها الأهم في عصرنا الحالي .
ولكي يُستجاب الدعاء الممهد للظهور المبارك او لتعجيله لا بد من توفير ظروف وشروط استجابته ، ومنها أن يكون الداعي عاملاً غير مُتكّلٍ على الدعاء فقط ، ومنها أن يقدّم شفعاء لتتحقق الاستجابة ، ومنها اختيار أزمنة كدُبر الصلاة والمجالس الحسينية وأمكنة كأضرحة المعصومين عليهم السلام والمساجد والحسينيات ، وأن يُطهّر الداعي نفسه من الذنوب عموماً والمانعة والحابسة للدعاء بالاستغفار والتوبة ، ويطهّر بطنه من الأموال المحرمة وحقوق الآخرين ، وغيرها من شروط الاستجابة التي لا مجال لذكرها جميعاً .

 

رابط المصدر:

https://t.me/Al_Mahdi_State

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M