سُبُل الممهدين _ السبيل الثالث والثلاثون

بهاء النجار

( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) حديث نبوي شريف يعرفه الكثيرون ، ومن المعروف أن النبي صلى الله عليه وآله لم يتممّ هذه المكارم بسبب التحديات المحيطة به وقصر الفترة الزمنية التي عاشها مقارنة بالوقت اللازم لإتمام هذه المكارم ، وربما كان يقصد صلى الله عليه وآله – والله العالم – أنه يضع اللبنة الأساسية لإتمامها وسيكمل بناءها من خلّفهم من بعده وهم أئمة أهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين كما أكملوا (بحسب ما مكّنهم الله منه ) من باقي فروع الشريعة ، وبما أن عصر الأئمة لم ينتهِ بعد باعتبار غيبة الإمام الخاتم عليه السلام فإن مكارم الأخلاق لم تتم إلا بعد ظهوره كما ستتم كل تفاصيل الشريعة .
وتعتبر الأخلاق سلاح فعّال لنشر معالم الرسالة الإسلامية والتمهيد لإقامة دولة العدلة الإلهية ، فالأخلاق وسيلة وقوة ناعمة تأثيرها سحري في الآخرين ، يمكن من خلالها نشر أي توجه فكري حتى لو كان منحرفاً ، ولكي لا يسبقنا غيرنا في هذا المجال علينا أن نستثمر سلاح الأخلاق في نشر مبادئ النهضة المهدوية والتمهيد لها ، خاصة وأننا أبناء مدرسة ( كونوا دعاة لنا صامتين ) ، وأبرز الأدوات الصامتة لهذه الدعوة هي الأخلاق الحسنة ، فلا يمكننا إقناع غيرنا بفكرتنا وأخلاقنا منبوذة ، بينما من الممكن العكس بدرجة كبيرة ، وقد يلمس ذلك عملياً الكثير منا .
ولا يكفي أن يكون الممهدون أصحاب أخلاق سامية ، فهذا من البديهيات والأساسيات التي لا نقاش فيها ، بل على الممهدين أن يحملوا الأخلاق الحسنة وأن يؤثروا بغيرهم من المهدويين ليحملوها ، وكلما تأثّر المهدويون بأخلاق الممهدين كلما سيجعلهم ممهدين أيضاً ، وهكذا ستتسع قاعدة الممهدين وسيتمكنوا من التمهيد للدولة المهدوية بشكل هادئ ومؤثر ومن دون إثارة وصدامات مع الآخرين .
كما على الممهدين الذين يرغبون بسلوك هذا السبيل أن يبيّنوا أسس الأخلاق المحمدية المهدوية ، وإلا فالبعض اختلطت عليه المفاهيم الى درجة أنهم يرون الأخلاق الحسنة سيئة والأخلاق السيئة حسنة ، كمن يعتبر نصح الآخرين في القضايا الشرعية تدخلاً في شؤون الآخرين أو اعتبار مواجهة أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة في بعض الحالات غير لائق بالمؤمنين ! وغيرها من النظرات الخاطئة للأخلاق الحسنة .

رابط المصدر:

https://t.me/Al_Mahdi_State

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M