بهاء النجار
تزويج الشباب من أهم مصاديق قضاء حوائج المؤمنين ، ولا يقل أهمية عن إطعام المساكين ، وبذلك يمكن أن يكون مشروع تزويج الشباب من السبل المهمة الممهدة لدولة العدل الإلهية ، لأن هذا التزويج سيسمح للشباب – خصوصاً أصحاب الثقافة المهدوية وبشكل أخص أصحاب الثقافة التمهيدية – بأن يفرّغوا بعض وقتهم وذهنهم للسير نحو الدولة المهدوية العادلة ، وإن لم يتمكنوا من ذلك فسيقومون بمشاريع تمهيدية من حيث لا يشعرون ، ما عليهم إلا استحضار النية كي يكتمل العمل .
فصلاة المتزوج تعادل – بحسب بعض المرويات – تفوق صلاة الأعزب بسبعين مرة ، وهذا يدل على أنه بدأ يقترب من إمام زمانه عليه السلام ، وسيضطر الى الكد على عياله (والكاد على عياله كالمتشحط بدمه في سبيل الله) ، وهذا العمل بحد ذاته هو تمهيد لدولة قائمنا المهدي عليه السلام لأنه سيكون قائداً في ركب مهديه المنتظر عليه السلام بتسنمه مسؤولية مجموعة من المؤمنين مسؤولية مأكلهم وملبسهم ومشربهم وتعليمهم بالعلوم المهدوية الواعية ، وسيسعى المتزوج الى الإنجاب وتكثير أمة نبيه محمد صلى الله عليه وآله ، وهذا لوحده مشروع مهدوي عملاق ، إذ أن كل طفل إذا أحسن تربيته سيكون خطاً إنتاجياً لآلاف – وربما ملايين – المؤمنين المهدويين وربما الممهدين .
وفي الوقت نفسه فإن إصلاح المشاكل الأسرية التي تحدث في بعض العوائل هو محافظة على الجهود التي بذلها أولئك الذين مهدّوا لهذا الزواج وبذروا بذرة هذه الأسرة ، وهذا الإصلاح يمكن اعتباره عملاً ممهداً للدولة العالمية العادلة ، لأنه منع أحد أسباب عرقلة سُبُل التمهيد ، إضافة الى نشر الثقافة الأسرية الصحيحة وكيفية إنشاء أسرة سعيدة وترتيب أولويات الحياة بين الزوجين .
وعلينا أن لا ننسى ضرورة منع انتشار ثقافة العلاقات العاطفية خارج إطار الشريعة فضلاً عن العلاقات غير الشرعية بين الجنسين التي يعتبرها البعض بديلاً عن الزواج الشرعي ، فكل ذلك يعدُّ سبيلاً مهماً من سُبُل التمهيد .
.
رابط المصدر: