سُبُل الممهدين _ السبيل الحادي والعشرون

بهاء النجار

في الوقت الذي يعتبر فيه الاستثمار – كما وضحناه في السبيل السابق – سبيلاً من سُبُل التمهيد للدولة المهدوية العادلة فإن التبذير يكون معرقلاً ومعوقاً فاعلاً للتمهيد للظهور المبارك ، لأن التبذير يعتبر تضييع للقدرات والطاقات التي نحن بأمسّ الحاجة لها للتمهيد لدولة صاحب الزمان عليه السلام ، هذا إضافة الى ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ) كما صرح بذلك القرآن الكريم ، وبالتالي فمن كان أخاً للشيطان سيكون معرقلاً للدولة الإلهية الموعودة ، ولا نتوقع منه أن يكون ممهداً وناصراً لها لأنه سيجد مشروع التمهيد مشروعاً صعب الوصول إليه .
لذا تكون من مهام الممهدين لدولة العدل الإلهية أن ينشروا ثقافة رفض التبذير ، بحيث يكون التبذير مرفوضاً رفضاً اجتماعياً وعرفياً لكي ننتقل للخطوة الأخرى وهي التحلي بالاستثمار – الذي شرحناه في السبيل السابق – ، وأن يبدأ الممهدون بأنفسهم ليتركوا هذه الصفة (صفة التبذير) ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، وأن يتعلموا الوسائل التي تحبب ثقافة ترك التبذير وتسهّل فهمها .
وكما أن الاستثمار شمل عدة مجالات ، كذلك يشمل التبذير عدة مجالات ، فيجب أن نحذّر من التبذير بالوقت بحيث لا يضيع منا باللهو ، وأن لا نبذّر بالطاقات التي نمتلكها إما بإهمالها او استغلالها في غير محلها خاصة إذا أستغلت في طريق يتعارض مع مبادئ التمهيد للدولة العادلة ، إضافة الى تجنب تبذير طاقات الآخرين كالأبناء – بالنسبة للآباء – والأتباع – بالنسبة للقادة – ، هذا فضلاً عن التبذير المعروف والمتداول وهو التبذير بالمال ، لأن المال عامل أساسي في أي مشروع سواء كان إصلاحياً ام إفسادياً ، فاستثمار المال سيصب في المشاريع الإصلاحية وتبذير المال سيصب في المشاريع الإفسادية .

 

رابط المصدر:

https://www.facebook.com/BahaaaAlnajjar

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M