سُبُل الممهدين _ السبيل الرابع عشر

بهاء النجار

من السُبُل المهمة للتمهيد لدولة العدل الإلهي والمرتبطة بزيارة الحسين عليه السلام هو الدعم الإعلامي لهذه الزيارة ، فلولا الدور السجادي الزينبي الذي تكفل الإمام السجاد عليه السلام وعمته العقيلة زينب عليها السلام لما وصلت لنا النهضة الحسينية بهذا الشكل الذي نراه ، فكما كان السجاد وزينب عليهما السلام خطيبين بارِعَين ألهبا عواطف الناس تجاه النهضة الحسينية فإنهما كانا أيضاً إعلاميين أوصلا بإعلامهما الواعي ما أراد الإمام الحسين عليه السلام إيصاله ، وبدون إعلام واعٍ لهذه الزيارة المباركة سوف تتأخر ثمارها المتعلقة بالتمهيد للعدل المهدوي .
ولو درسنا الإعلام الذي قام به الإمام السجاد عليه السلام وعمته زينب عليها السلام لوجدناه مختلفاً عن الإعلام الذي نفهمه ، فهو إعلام تثقيفي توعوي نابع من قلب صادق مخلص محب للخير يراد منه رضا الله تعالى وهدى الناس وإصلاحهم ، لا إعلام سياسي او نفعي او ركوب للموجة كما يعبرون ، فالإعلام السجادي الزينبي أوضح حقائق لم يكن يعرفها الناس ، ولو سمع الناس محاسن كلام المعصومين عليهم السلام لاتبعوهم .
ومن خصائص الإعلام السجادي الزينبي أنه اعتمد على الجنسين لأن لكل جنسٍ دوراً لا يحسنه الجنس الآخر من دون الخروج عن الضوابط الأخلاقية فضلاً عن الشرعية ، فليست الغاية من إشراك الجنسين في الإعلام هو جذب الجنس المخالف وإنما احتراماً لوجوده ولدوره في المجتمع وإصلاحه .
ومن مميزات هذا الإعلام المبارك أنه لم يركّز فقط على العاطفة وتأجيج المشاعر ويلغِ الجانب الفكري ، بل أعطى لِكُلٍّ حجمه ، فقد استثمر العاطفة لزج الغذاء الروحي والقلبي والعقلي للمتلقي ، كما أنه لم يبتدع عاطفة بحجة جذب الناس لقضيته الحقة ، لأن الغاية في المنهج الإسلامي مهما كانت مقدسة فإنها لا تبرر الوسيلة غير المسنونة ، بل إن بعض الممارسات الصحيحة التي أقرها المعصومون عليهم السلام من الناحية الإعلامية تكون غير صحيحة ، لأنها غير مخصصة للنشر الإعلامي ، فليس كل شيء يصح نشره والترويج له ، فيجب أن نخاطب الآخرين على حسب عقولهم التي لم تبلغ مستوى تتقبل كل ما تقبلناه .
لذا لا بد من أن يكون إعلامنا الحسيني كالإعلام السجادي الزينبي كي نمهّد للظهور المهدوي ، وأن نتعلم هذا الفن وفق أصوله التي أرساها المختصون من غير الخروج عن الأطر التي وضعها المعصومون عليهم السلام ، وفق الله الجميع لنشر الوعي الحسيني .

 

رابط المصدر:

https://www.facebook.com/BahaaaAlnajjar

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M