بهاء النجار
كل اختصاص في هذا العالم يمكن تسخيره ليكون سبيلاً من سُبل التمهيد للدولة المهدوية المنتظرة ، بشرط أن لا يتقاطع هذا الاختصاص مع الشريعة الإسلامية ، فليس من المنطقي أن نمهّد للدولة المهدوية العادلة بوسيلة مخالفة للنظرية التي تُبنى على أساسها هذه الدولة .
كما يجب أن تكون نية العمل ضمن هذا الاختصاص هو التمهيد للظهور المهدوي المبارك ، بمعنى أن لا يكون التكسب هو الأصل بحيث إذا تعارض التكسب مع التمهيد فيجب أن يُقدَّم التمهيد على التكسب ، وأن تكون الغاية من الإبداع في هذا العمل هو التهيئة والتمهيد لدولة العدل الإلهي ، فلا يختار العامل المهدوي في اختصاصه إبداعاً لا قيمة له في مسار التمهيد للدولة الموعودة ، وإلا فسوف لن يستفيد من تخصصه لتسخيره لخدمة القضية المهدوية .
إضافة الى ما تقدّم فإن وجود المهدويين في تخصصات مُستغَلَّة من قبل منحرفين وفاسدين أمر ضروي للتقليل من مستوى تأثير هؤلاء على المجتمع ، على أن يكون هذا التواجد إيجابياً تجاه التمهيد للدولة المهدوية العالمية ، وإلا مجرد التواجد من دون استثماره في التمهيد ولو بشكل يسير لا ينفع وقد يضر ، فقد ينجر العامل المهدوي في مجال تخصصه ويتأثر سلبياً نتيجة الأجواء العامة المخالفة للنهج المهدوي والضغط المتولد بسببها ، أما إذا كان ممهداً فستكون المبادرة له وسيكون مُحصّناً وفق قاعدة ( أفضل وسيلة للدفاع هو الهجوم ) .
وهنا يأتي دور الذكاء والفطنة والكياسة التي يجب أن يتمتع بها المهدوي في كيفية استثمار اختصاصه ليكون أحد أدوات ووسائل وسُبُل التمهيد من دون تجاوز باقي الثوابت كالإخلال بالنظام العام او التقصير في العمل الواجب المناط به ، ونحاول في هذه السلسلة التطرق الى بعض هذه الاختصاصات وكيفية الاستفادة منها في دعم عملية التمهيد الى الدولة العادلة المنتظَرَة ، ولو أحصينا عدد التخصصات التي يتمتع بها المهدويون والمجالات التي تتضمنها لعرفنا مستوى التمهيد الذي يمكن يقدمه المهدويون تجاه دولة إمام زمانهم عليه السلام وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم .
رابط المصدر: