سُبُل الممهدين_ السبيل العشرون

بهاء النجار

لكون حجم مهمة التمهيد كبيرة فلا بد من استثمار كل شيء وكل فراغ وكل فجوة وتسخيرها لهذه المهمة العظيمة، ويكون الاستثمار على عدة مستويات :
– استثمار الوقت : فأهم استثمار ينبغي البدء به هو الوقت لأنه رأس مال كل مشروع، ومن لا ينظم وقته لا يمكن الاعتماد عليه في مشروع عظيم كمشروع التمهيد، وكلما كان الشخص أكثر تنظيماً للوقت كلما كان أكثر تأهيلاً ليكون ممهداً لدولة العدل الإلهي ، بحيث يرتب أولوياته في وسائل التمهيد فيقدّم الأهم على المهم .
– استثمار الطاقات : سواء كانت هذه الطاقات بشرية أم طبيعية أم مالية، فهناك مبدعون في مجالات مفيدة مختلفة يجب استثمارهم واستخراج طاقاتهم وابداعاتهم للمساهمة في قضية التمهيد التي تتطلب تكاتف كل الطاقات البشرية النافعة، وهذا ينطبق على الطاقات الطبيعية المفيدة لاستثمار الطاقات البشرية ، باعتبار الطاقات البشرية هي العمود الفقري للتمهيد .
أما استثمار الطاقات المالية فيجب أن تشمل كل المؤسسات الداعمة لفكرة التمهيد، فلا بد أن تخرج هذه المؤسسات من الطرق التقليدية للتمويل، لأنها لا تناسب المهمة الملقاة على عاتقها ولا حجم التمويل الموفر إليها ، بل يجب أن يكون الاستثمار المالي ثقافة عامة تسود الفرد والمجتمع، فالواقع يدل على عكس ذلك تماماً، فعموم الناس لا يحمل هذه الثقافة وبالتالي فمهمة الساعين للتمهيد للدولة الإلهية العادلة نشر هذه الثقافة لأنها ستعظّم من مصادر الدعم المالي لأنصار هذه الدولة العادلة.
– استثمار المدد الإلهي : وهو نوع منسي مغفول عنه ، فبِهِ يتغلب الممهدون على المصاعب والمعوقات التي تواجههم في مهمتهم التمهيدية، خاصة وأن الطريق الى المهدي عليه السلام هو طريق إلهي ، وبالتالي فعدم استثمار المدد الإلهي سيتعارض مع أبجديات ومبادئ هذا الطريق المبارك ، بل سيكون هذا الطريق خاوياً ، فعلى الممهد أن يعلم أن غايته شريفة ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الاستعانة بالله جل وعلا .

 

رابط المصدر:

https://www.facebook.com/BahaaaAlnajjar

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M