فقد سهم شركة “تشاينا تيانروي جروب سيمنت- Tianrui Group Cement” الصينية لمواد البناء، قيمته كليًا تقريبًا خلال دقائق من تداولات الأسبوع الماضي في هونغ كونغ.

ورغم مرور أكثر من أسبوع منذ هذه الواقعة، لم تعلق الشركة على الأمر فيما ظل المستثمرون حائرين بحثًا عن إجابة منطقية لهذا الانهيار الضخم والسريع.
ماذا حدث بالضبط؟
– خلال آخر 15 دقيقة من تعاملات جلسة الثلاثاء التاسع من أبريل الماضي، انخفض سهم الشركة بأكثر من 99%، قبل أن تغلق البورصة وتعلق التداول على السهم في الجلسات التالية.
– هبطت قيمة السهم من 5 دولارات هونغ كونغ (64 سنتًا أمريكيًا) إلى أقل من 5 سنتات هونغ كونغ، ودفع ذلك القيمة السوقية للشركة للانخفاض مما يعادل 1.9 مليار دولار أمريكي إلى 18 مليون دولار أمريكي.

– خلال الموجة البيعية المفاجئة، جرى تداول 281 مليون سهم أو ثلث الأسهم حرة التداول للشركة، كما جرى تداول أكثر من 80 مليون سهم خلال الدقائق القليلة الأخيرة من الجلسة المعروفة باسم مزاد الإغلاق.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
– في بيان لبورصة “هونغ كونغ” الخميس، قالت الشركة إن الانخفاض المفاجئ والحاد للغاية لسعر السهم كان نتيجة ممارسة “نداء الهامش” والتي تعرف أيضًا بطلب “تغطية الهامش”، من قبل أداة استثمارية تابعة لعضوة مجلس الإدارة “لي فنغلوان” وزوجها “لي ليوفا”.
– أوضحت الشركة أن ممارسة الأداة لـ “نداء الهامش” تسبب في تخليها عن نحو 133 مليون سهم من أسهم الشركة في السوق، فيما لا تزال “تيانروي” تنظر فيالقلب لاهما إذا جرى بيع 10 ملايين سهم أخرى.
ما هي تيانروي؟
– شركة “تيانروي” ليست من قادة السوق في الصين، لكنها أيضًا ليست صغيرة من حيث حجم الأعمال، حيث خسرت 634 مليون يوان (88 مليون دولار أمريكي) من مبيعات بلغت 7.89 مليار يوان العام الماضي، متأثرة بانكماش سوق العقارات في البلاد.
– وقع اختيار شركة الأسهم الخاصة الأمريكية “كيه كيه آر” على “تيانروي” لتكون أول استثمار لها في الصين عام 2007، قبل أن تساعد في طرحها للاكتتاب العام بعد أربع سنوات.

– وردت الشركة الأسمنت لمشاريع البنية التحتية الكبرى، وكثيرًا ما تصف وسائل الإعلام الصينية رئيس مجلس الإدارة “لي ليوفا” الذي يمتلك هو وزوجته نحو 69% من الشركة، بأنه “أغنى رجل في مقاطعة هينان”.
هل حدث ذلك من قبل؟
– في المقابل، يقول المستثمرون إنهم يطلبون المشورة القانونية بشأن ما إذا كانت عمليات البيع جرت بشكل “قسري وغير قانوني”، في حين لم يكن هناك تفسير لسبب إطلاق “نداء الهامش”.
– نتيجة الخسائر في عام 2023 تعهد “لي” بتخصيص أجزاء من حصته في الشركة بالفعل للحصول على قروض لدعم العمليات، وأثار ذلك تكهنات بين الممولين بأن ما حدث للسهم كان سببه طلبات تغطية الهامش بسبب هذه القروض المحتملة.
– المشكلة هي أن كبار المساهمين لا يحتاجون إلى الكشف عما إذا كانوا قد اقترضوا الأموال بضمان أسهمهم إلا إذا كان الأمر يتعلق بتمويل جهة الإصدار.

– في الوقت نفسه، قالت “تيانروي” إن عملياتها التجارية لا تزال طبيعية، لكنها لا تزال تعلق تداول السهم في الوقت الذي تحاول فيه تلقى المزيد من المعلومات.
– وفقًا لبيانات “فاكت سيت”، فإن أسهم الشركة كانت مملوكة بأغلبية ساحقة (93%) لموظفين ومسؤولين داخل “تيانروي”، مما يجعلها عرضة للحركات المفاجئة.
– حدث ذلك من قبل مع شركة “جيانيوان إنترناشونال- Jianyuan International” لبناء المنازل، والتي هبط سهمها بنحو 89% في جلسة واحدة خلال يناير 2019 بسبب ما تبين أنه “نداء الهامش” على الأسهم التي تعهد بها رئيس الشركة كضمان لقرض.
المصدر: أرقام- ماركت ووتش- رويترز- بلومبرج