طبول الحرب تدق في أوكرانيا.. حدود تأثير الغزو الروسي على الداخل الأوكراني

مروة عبد الحليم

 

تحققت اليوم توقعات الاستخبارات الأمريكية التي أشارت إلى وجود أوامر تم إرسالها بالفعل إلى قادة عسكريين روس، للمضي قدمًا في شن هجوم على أوكرانيا، وهو ما نفاه الرئيس فلاديمير بوتين مؤكدًا عدم اعتزامه غزو أوكرانيا. وفي ليلة مؤلمة، قبل فجر يوم 24 فبراير تم تأبين الديمقراطية وانتهت سنوات السلام بانفجارات مدوية في العديد من المدن الأوكرانية، مما ينذر بأزمة جديدة خطيرة لعالم تعصف به الاضطرابات بالفعل. 

ضربت القوات العسكرية الروسية أوكرانيا، بوابل من صواريخ كروز والمدفعية وأسلحة أخرى. وأظهرت لقطات البث المباشر رتلًا من المركبات العسكرية يتدفق إلى أوكرانيا من بيلاروسيا، حيث كانت القوات الروسية محتشدة. وسرعان ما اندلعت انفجارات مدوية فوق العاصمة كييف، حيث أُطلقت صافرات الإنذار من الغارات الجوية. وأفادت وزارة الداخلية الأوكرانية أن العدو أطلق صواريخ على مركز السيطرة العسكرية والمطارات والمستودعات العسكرية في كييف وخاركيف ودنيبر.

ودعا الرئيس الأوكراني مواطنيه إلى عدم الهلع من الهجوم الروسي الذي يضرب بلادهم وأعلن حالة الأحكام العرفية. وقال فولوديمير زيلينسكي في رسالة بالفيديو على فيسبوك “لا داعي للهلع نحن مستعدون لأي شيء وسننتصر”. وأضاف أن روسيا نفذت ضربات ضد البنية التحتية العسكرية وحرس الحدود. وردًا على الهجوم الروسي المباغت على بلاده، أعلن الرئيس الأوكراني قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا، في خطوة وُصفت بالهزلية. ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الشرطة الأوكرانية أن البلاد قد تعرضت إلى نحو 203 هجنات روسية منذ بداية اليوم، وأن القتال مستعر في كل الأراضي الأوكرانية تقريبًا، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات الجوية دمرت 74 هدفًا للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية.

حدود تأثير الهجوم العسكري الروسي على الداخل الأوكراني

تداولت وسائل الإعلام الأوكرانية منذ بداية الغزو الروسي على أوكرانيا حالة الخوف التي طغت على المواطنين والمقيمين في أوكرانيا، وخاصة في العاصمة كييف، تمثلت ملامحها في:

تزايد الطلب على الوقود: امتدت طوابير السيارات أمام محطات الوقود وكذلك طوابير السكان أمام مراكز التسوق الغذائية في شتى المدن والبلدات الأوكرانية، في مشهد يختصر ما تحمله الحروب عادة من دمار وخراب وغلاء يطال بالدرجة الأولى المدنيين. ويخشى السكان من تدهور الأوضاع وحدوث نقص حاد في السلع والأدوية والمواد الغذائية والطبية، وتعطل توريداتها. وأعلن سيرغي كويون المدير التنفيذي للمجموعة الاستشارية A-95 أن بيلاروسيا أغلقت أمدادات الغاز أمام أوكرانيا.

وقال مستشار رئاسي في الحكومة الأوكرانية إن محطات الوقود تواجه طلبًا متزايدًا، وأن مسألة كيفية تلبيتها وتجنب العجز يجري حلها الآن. وفي الوقت نفسه، تواصل مصفاتا كريمنشوغ وشيبيلينسكي العمل بشكل طبيعي.

هجوم سيبراني: تعطلت مواقع رئيسة للحكومة الأوكرانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس بعد يوم تعاملت فيه الوكالات الأوكرانية مع هجمات إلكترونية. المواقع الإلكترونية لمجلس الوزراء الأوكراني، ومواقع وزارات الخارجية والبنية التحتية والتعليم وغيرها، واجهت أعطالا. وفي عملية قرصنة منفصلة وربما أكثر خطورة قبل ساعات، تم العثور على أداة لمسح البيانات على مئات أجهزة الكمبيوتر في أوكرانيا، مما أثار مخاوف من أن هجومًا إلكترونيًا مدمرًا كان يتكشف وسط التصعيد العسكري الروسي. وقالت الخدمة الحكومية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في أوكرانيا إن الهجمات الإلكترونية على المواقع التي تم الإبلاغ عنها في وقت سابق كانت استمرارًا للهجمات الإلكترونية التي ضربت مواقع الحكومة الأوكرانية في 15 فبراير.

تقييد المجال الجوي: أصدرت سلطات الطيران الأوكرانية، الخميس، إشعارًا بتقييد المجال الجوي اعتبارًا من وقت مبكر من صباح اليوم ويستمر حتى منتصف الليل بتوقيت جرينتش. وحذر الإشعار من أن الطيران المدني مقيد في المناطق المحيطة بكييف ودنيبرو ولفيف وأوديسا وسيمفيروبول. وأظهر موقع FlightRadar24  المتخصص في متابعة رحلات الطيران أن رحلة جوية من وارسو إلى كييف استدارت قبل دخول المجال الجوي الأوكراني وعادت إلى العاصمة البولندية، ولا يظهر الموقع أي طائرات مدنية في المجال الجوي الأوكراني.

فرض الأحكام العرفية: وقع الرئيس فولوديمير زيلينسكي المرسوم رقم 64/2022 “بشأن فرض الأحكام العرفية في أوكرانيا”. ووافق نواب الشعب على الوثيقة بأغلبية 300 صوت. ووفقا للمرسوم، تفرض الأحكام العرفية من الساعة 5:30 صباحًا 24 فبراير 2022 لمدة 30 يومًا. ويتعين على القيادة العسكرية، إلى جانب وزارة الشؤون الداخلية الأوكرانية، والهيئات التنفيذية الأخرى، وهيئات الحكم الذاتي المحلية، ضمان التدابير والسلطات المنصوص عليها في قانون أوكرانيا “بشأن النظام القانوني للأحكام العرفية” اللازمة لضمان الدفاع عن أوكرانيا وسلامتها العامة ومصالح الدولة، ويطالب قانون “الأحكام العرفية” المواطنين بالبقاء في منازلهم والتزام الهدوء.

نزوح جماعي من أوكرانيا: بدأ سكان العاصمة الأوكرانية كييف نزوحًا جماعيًا من العاصمة بعد دوي صفارات الإنذار والتي تزامنت مع إعلان الهجوم الروسي. وواجه الأوكرانيون سباقًا على الحدود حيث توغلت دبابات فلاديمير بوتين عبر الحدود إلى بلدهم المحاصر. وكذا، اكتظت الطرق السريعة خارج كييف ومدن أوكرانية أخرى بحركة المرور يوم الخميس، وفرّ آلاف الأوكرانيين من منازلهم في الساعات الأولى بعد بدء الغزو الروسي لبلادهم. وشوهدت طوابير ضخمة من الناس في محطة مترو كييف بينما كان السكان يتنازعون على ركوب القطارات للفرار من المدينة.

Russia invades Ukraine | The Economist

استدعاء جنود الاحتياط: أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، بدأ تجنيد جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما بناء على قرار الرئيس بشأن تجنيد جنود الاحتياط للخدمة العسكرية. وجاء في بيان الهيئة: “سيخضع جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا للتجنيد الإجباري. وسيكونون مثل الضباط وضباط الصف الخاصين وفقًا لمرسوم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي باستدعاء عناصر الاحتياط للجيش”. ونوه البيان بأن مدة الخدمة القصوى هي سنة واحدة. كما قرر البنك الوطني الأوكراني فتح حساب خاص لجمع التبرعات لدعم القوات المسلحة لأوكرانيا. وتم فتح الحساب لتحويل الأموال من الشركاء الدوليين والمانحين سواء بالعملة الأجنبية (الدولار الأمريكي أو اليورو أو الجنيه الإسترليني) أو بالعملة الوطنية.

 

.

رابط المصدر:

https://marsad.ecss.com.eg/67640/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M