غزة وخذلان المجتمع الدولي

ان الهدف من انشاء الامم المتحدة ومعها مجلس الامن الدولي هو لإيقاف انتهاكات حقوق الانسان وتدمير المنشآت المدنية التي تتنافي مع كل القيم والمواثيق الدولية وكما يجري الان في غزة الشهيدة وسط صمت جميع المنظمات الدولية من قتل الاف المدنيين الابرياء (نصفهم من الاطفال والنساء وكبار السن) واستهداف الشواخص المعمارية كالمساجد والكنائس والمدارس والمشافي وكل التجمعات الآهلة بالناس ناهيك عن حظر مستلزمات الحياة الضرورية من ماء وغذاء ودواء واتصالات.

وبعد ان شهد العالم كوارث انسانية كبرى تمثلت في الحربين العالميتين العظميين الاولى والثانية اللتين خلفتا اكثر من 70 مليون قتيل وأكثر من مائة مليون جريح مع تدمير شامل لكثير من الدول منها اليابان، فضلا عن الحروب والنزاعات الحدودية والحروب المستعرة بالأصالة او بالوكالة في جميع انحاء العالم، فقد فشلت المنظمات الدولية (الامم المتحدة ومجلس الامن) في احتواء حدة الصراعات التي تنتهك حقوق الانسان وتؤثر سلبا على الامن والسلم الدوليين.

كما ادى ذلك الى استفراد اسرائيل في انتهاكات حقوق الانسان وتلاعبها بالقرارات الاممية المساندة لفلسطين وبمشاركة القوى العظمى وحلف الناتو والغرب، فضلا عن استهتارها بكل قيم ومبادئ المجتمع الدولي، هيأة الأمم المتحدة التي تأسست عام 1945م بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية فقد كانت الحاجة ماسة إلى تدارك الوضع المأساوي الذي صحا عليه العالم المنكوب، حيث ساد الخراب والدمار والموت والمآسي كل بقاع الأرض مما دعا دول العالم المجتمعة في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إبرام ميثاق لهيأة الأمم المتحدة والذي نص في ديباجته على: تحريم اللجوء إلى القوة لتسوية المنازعات الدولية وعدم شرعنة الحروب التي لا تخلّف سوى المآسي.

وبغية تحقيق أهداف هذه المنظمة، ومقاصدها أنشأت (الجمعية العامة للأمم المتحدة) للإشراف على جميع ما يتصل بنشاط المنظمة، وهيئاتها، وأنشأت (مجلس الأمن الدولي) الذي أنيطت به مسؤولية الإشراف على الأمن العالمي، وحماية السلم الدولي، ومنع الاعتداء، ويحتكم هذا المجلس إلى:

أولا: اتفاقيات جنيف الأربع عام 1949 والبرتوكولان الإضافيان الملحقان بها لعام 1977م، فقد وفرت هذه الاتفاقيات الحماية الملزمة للمدنيين الخاصة وللجرحى والمرضى والعجزة والحوامل والنساء والأطفال وكبار السن وحماية المنشآت المدنية والمشافي المدنية التي تقوم برعاية المرضى والجرحى والعجزة والمسنين (كما يُفترض)، وألزمت الدول المتصارعة بما يلي:

1 – ضرورة التفرقة بين السكان المدنيين وبين المقاتلين 2- حماية السكان المدنيين ضد الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية3 – حظر الهجمات العشوائية ضد المنشآت المدنية تماما.

ولكن!!

بالنظر الى مايحدث الان في غزة فان الأهداف والغايات والمصالح التي تأسست من أجلها (الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي) هو هدف استراتيجي واحد وذلك لحفظ الأمن والسلم الدوليين فلم يتحقق هذا المطلب العالمي بل حدث العكس، فمازالت اسرائيل تخالف جميع ماورد من بنود في مواثيق الامم المتحدة الخاصة بقواعد الاشتباك لاسيما ماورد في اتفاقية جنيف وتتعامل مع المدنيين العزل اضافة الى المنشآت الحيوية والبنى التحتية كـأهداف مستباحة عسكريا والتعامل معها بكل وحشية وبربرية وبضوء اخضر امريكي ـ غربي لتفريغ غزة من اهلها وتحقيق الحلم الصهيوني الذي عجزت اسرائيل عن تحقيقه منذ 1948 بارتكاب افعال تصنف وفق القانون الدولي انها جرائم حرب.

وماعدا الاستنكار والاستهجان الشعبي العالمي العارم حتى في امريكا نفسها ضد تصرفات وانتهاكات اسرائيل وجرائمها فقد بقيت جميع الهيئات الدولية والاقليمية عاجزة عن اتخاذ موقف يلزم اسرائيل بوقف جرائمها او وقف اطلاق النار في الاقل.

المصدر :https://annabaa.org/arabic/authorsarticles/37214

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M