أصدر معهد الاقتصاد والسلام الدولي النسخة التاسعة من مؤشر الإرهاب العالمي الذي يقدم ملخصًا شاملًا للاتجاهات والأنماط العالمية الرئيسة للإرهاب خلال عام 2021. وقد تناولنا خلال الجزء الأول من هذه السلسلة نظرة شاملة على حصيلة العمليات الإرهابية خلال العام المنصرم، وتداعيات جائحة فيروس كورونا على النشاط الإرهابي، والجماعات الإرهابية الأكثر فتكًا. فيما يناقش هذا الجزء قائمة الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا وفقًا لما ورد بالمؤشر.
- أفغانستان:
جاءت أفغانستان للعام الثالث على التوالي في المركز الأول على قائمة الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا خلال عام 2021، بواقع 1426 حالة وفاة، وهو أكبر عدد من الوفيات المرتبطة بالإرهاب في العالم، حيث زادت الحوادث الإرهابية في البلاد بنسبة 33%، مع زيادة الوفيات بنسبة 14%. وبشكل عام، كانت أفغانستان مسؤولة عن 20% من الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم في عام 2021، وشكل المدنيون أكثر من نصف هذه الوفيات.
• تمدد النشاط الإرهابي في المقاطعات الأفغانية: أشار التقرير إلى أنه خلال عام 2021، انتشر الإرهاب على نطاق واسع في أفغانستان، حيث سُجلت حوادث إرهابية في 32 مقاطعة من أصل 34 مقاطعة. وسُجل أكبر عدد من القتلى جراء الإرهاب في العاصمة كابول، وكان معظمهم نتيجة لهجمات فرع خراسان التابع لتنظيم الدولة الإسلامية. كما تضاعف عدد الوفيات في ولاية قندهار ثلاث مرات تقريبًا في العام الماضي، مع تسجيل 282 حالة وفاة في عام 2021.
• نشاط حركة طالبان: بينما كانت طالبان هي المجموعة الإرهابية الأكثر نشاطًا في أفغانستان، انخفضت الوفيات المنسوبة للجماعة بنسبة 32 % في عام 2021 بعد سيطرتها على الحكم في كابول في أغسطس الماضي. وقد انخفض عدد التفجيرات الانتحارية المنسوبة للحركة، حيث وقع تفجير انتحاري واحد فقط من قبل طالبان عام 2021، ولم يسفر عن سقوط قتلى، مقارنة بعام 2020 عندما تم تسجيل عشر هجمات أسفرت عن 55 ضحية. وفي المقابل كانت الهجمات المسلحة أكثر أشكال هجوم طالبان دموية في عام 2021، حيث قُتل 206 شخصًا في مثل هذه الهجمات.
• نشاط داعش خراسان: بينما كانت حركة طالبان مسؤولة عن معظم الهجمات، كان فرع خراسان التابع لتنظيم داعش مسؤولًا عن معظم الوفيات في أفغانستان في عام 2021، بواقع 518 ضحية، بما في ذلك الهجوم الأكثر دموية الذي وقع العام الماضي، عندما فجر انتحاري عبوات ناسفة في مطار كابول الدولي، أعقبه تفجير انتحاري آخر في مكان قريب، حيث وقع الهجوم أثناء انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان، مما أسفر عن مقتل 170 شخصًا وإصابة أكثر من 200، ويعد هذا الهجوم الأكثر دموية في أفغانستان منذ عام 2007.
وانطلاقًا من العداء التاريخي والأيديولوجي بينه وبين حركة طالبان، نفذّ تنظيم داعش منذ سيطرة الأولى على الحكم في أفغانستان في منتصف أغسطس 2021، نحو 32 هجومًا مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 54 شخصًا. ويُرجح التقرير أن تستغل ولاية داعش خراسان إظهار طالبان لحرصها على نيل الثقة والاعتراف الدولي في جذب المزيد من العناصر المتشددة إلى صفوفها، بما في ذلك المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق، مما قد يؤدي إلى زيادة الهجمات الإرهابية وانتشارها على نطاق أوسع.
- العراق:
احتلت العراق المرتبة الثانية في قائمة الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا، بواقع 833 هجومًا إرهابيًا في عام 2021، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 33 % مقارنة بعام 2020. وقد اسفرت هذه الهجمات عن سقوط نحو 524 قتيلًا. وأرجع التقرير هذا الارتفاع في عدد الهجمات الإرهابية إلى تصاعد الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار، الذي تستغله الجماعات الإرهابية، ولا سيما داعش، لصالحها. وبشكل عام، انخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب في العراق بنسبة 91% عن ذروتها منذ عام 2007.
وسُجلت هجمات في 18 محافظة من أصل 19 محافظة في عام 2021، وكانت المحافظات الشمالية الشرقية هي الأكثر تضررًا، حيث شكلت محافظات ديالى وصلاح الدين والتأمين 48% من إجمالي الهجمات الإرهابية في البلاد.
• استهداف قوات الجيش: كانت قوات الجيش، للعام الثاني على التوالي، هدفًا لمعظم الهجمات الإرهابية التي وقعت في العراق خلال عام 2021، بواقع 43% من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب في البلاد. ولكن على الرغم من زيادة عدد الهجمات ضد الجيش بنسبة 60 %، انخفض عدد الوفيات بين هذه المجموعة بنسبة 6%، وفى المقابل، ارتفع عدد القتلى المدنيين بنسبة 28 % من 127 في عام 2020 إلى 163 في عام 2021.
• تنامي نشاط تنظيم داعش: لا يزال تنظيم داعش يهيمن على النشاط الإرهابي في العراق، حيث شكل التنظيم 71 %من مجموع القتلى في عام 2021. وبينما انخفضت هجمات داعش في العراق بنسبة 7 % في العام الماضي، ارتفع عدد الضحايا إلى أعلى مستوى. منذ عام 2018، بواقع 327 حالة وفاة. وقد كان التنظيم مسؤولًا عن الهجوم الأكثر دموية في العراق في عام 2021، عندما انفجرت قنبلة في سوق في حي ذي أغلبية شيعية في بغداد، قُتل 35 مدنيًا وأصيب 60 آخرون على الأقل.
وذكر التقرير أنه رغم تراجع أنشطة داعش بشكل كبير منذ هزيمته عسكريًا على يد الحكومة العراقية عام 2017، إلا أنه من الواضح أن تهديد التنظيم لأمن المنطقة لم يختف، وعلى الرغم من أن الجماعة لا تزال غير قادرة على الاحتفاظ بأراضي في المنطقة، إلا أن داعش لا يزال لدية القدرة على تنفيذ هجماته بانتظام، والتي تتسبب في سقوط قتلي وجرحى في المناطق الجبلية والصحراوية النائية في العراق.
• نشاط حزب العمال الكردستاني: كان الحزب مسؤولًا عن 22 هجومًا في عام 2021، مما أدى إلى مقتل 21 شخصًا، ويمثل هذا زيادة في النشاط، حيث تم تسجيل 8 هجمات و4 وفيات فقط في عام 2020. وفي حين لم يُنسب 484 هجومًا و127 حالة وفاة إلى أي جماعة.
- الصومال:
جاءت الصومال في المرتبة الثالثة بعد أفغانستان والعراق في قائمة الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا. وقد شهد عام 2021 انخفاضًا في الهجمات الإرهابية والوفيات الناجمة عنها بنسبة 10% في الصومال عن عام 2020.
• نشاط حركة الشباب المجاهدين الصومالية: لا تزال حركة الشباب أكثر الجماعات الإرهابية دموية في الصومال، حيث تسببت في مقتل 534 شخصًا، وهو ما يمثل 89 % من جميع الوفيات المرتبطة بالإرهاب في البلاد في عام 2021. ويمثل هذا انخفاضًا بنسبة 18% مقارنة بعام 2020. وقد وجهت حركة الشباب اهتمامها إلى استهداف العسكريين بالإضافة إلى المدنيين والمسؤولين الحكوميين، وشكلت الوفيات العسكرية أكثر من نصف الوفيات الناجمة عن الإرهاب المنسوبة إلى الجماعة، يليها المدنيون بنسبة 13%والمسؤولون الحكوميون بنسبة 13%أيضًا.
ووفقًا للتقرير، وقع نحو 40% من هجمات حركة الشباب خلال عام 2021 في المحافظات الجنوبية في الصومال ومنها، محافظتي شبيلاها هوز وبنادر التي تضم مدينة مقديشيو عاصمة البلاد. وعلى الرغم من انخفاض عدد الهجمات التي ارتكبتها الحركة في مقديشو بنسبة 37% إلا أنها كانت أشد فتكًا، فقد زادت الوفيات في العاصمة بنسبة 14 %، حيث أسفرت 6 هجمات في منطقة مقديشو عن مقتل 10 أفراد أو أكثر، وتولت حركة الشباب المسؤولية عن 5 من هذه الحوادث. وقد وقع الهجوم الإرهابي الأكثر تدميرًا في الصومال عام 2021 في العاصمة مقديشو عندما انفجرت سيارة مفخخة خارج مطعم يقال إنه يحظى بشعبية بين المسؤولين الحكوميين وأفراد قوات الأمن، وأسفر الهجوم عن مقتل 20 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 40 آخرين، وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم.
وأشار التقرير إلى احتمالية شعور الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها حركة الشباب، بالتمكين في الصومال في الفترات المقبلة، وذلك في ظل الاضطرابات السياسية وانخفاض جهود مكافحة الإرهاب، جراء اندلاع أعمال العنف في البلاد بعد أن مدد البرلمان الصومالي فترة ولاية الحكومة دون تحديد موعد إجراء الانتخابات التالية. كما أن انسحاب القوات الأمريكية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي من الصومال في عام 2021، قد يوفر فرصة إضافية للإرهابيين لشن هجماتهم الدامية وتقويض الاستقرار الصومالي.
- بوركينا فاسو:
احتلت بوركينا فاسو المركز الرابع بعد أفغانستان والعراق والصومال في قائمة الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا خلال العام الفائت، حيث زادت حوادث الإرهاب في البلاد بين عامي 2020 و2021، من 191 إلى 216 حادثة. وهذا هو أكبر عدد من الهجمات منذ ذروتها في عام 2019 بعد إعلان حالة الطوارئ نتيجة لتزايد النشاط الإرهابي وما تلاه من استقالة رئيس الوزراء بول تيبا. وعكست الوفيات المرتبطة بالإرهاب هذا الاتجاه، حيث زادت بنسبة 11 % مقارنة بعام 2020، حيث كان أكثر من نصف الوفيات البالغ عددها 732 في عام 2021 من المدنيين، وقد سجلت بوركينا فاسو ثاني أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام 2021. وكان المدنيون هم الفئة الأكثر استهدافًا للعام الثالث على التوالي، حيث كان أكثر من 65 %من الوفيات الناجمة عن الإهاب في بوركينا فاسو من المدنيين، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 32% مقارنة بعام 2020.
• امتداد النشاط الإرهابي على طول “المثلث الحدودي”: شهدت المناطق القريبة من حدود بوركينا فاسو مع النيجر ومالي أكبر عدد من الهجمات الإرهابية، حيث مثلت 72 % من إجمالي الهجمات في عام 2021. ومن بين 732 حالة وفاة في البلاد في عام 2021، وقعت 491 حالة في منطقة الساحل، بما في ذلك هجوم بوركينا فاسو الأكثر دموية في يونيو العام الماضي، حيث قتل ما لا يقل عن 160 شخصًا، من بينهم 20 طفلًا، وأصيب 40 شخصًا بجروح عندما اقتحم مسلحون قرية على طول الحدود الشمالية مع النيجر. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.
• نشاط جماعة نصرة الإسلام والمسلمين: لا تزال الجماعة تستحوذ على النشاط الإرهابي في بوركينا فاسو. وعلى الرغم من تحملها المسؤولية عن 13 هجومًا إرهابيًا فقط في عام 2021، فقد ارتفع عدد القتلى في الهجمات التي تنفذها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى 207 قتلى في عام 2021، أي ما يقرب من خمسة أضعاف العدد المسجل لعام 2020. حيث يبلغ معدل الوفيات الآن ما يقرب من 16 حالة وفاة لكل هجوم مقارنة بـ 4 وفيات لكل هجوم في عام 2020. ولا يزال التكتيك المفضل هو الهجمات المسلحة حيث استهدفت 54 % من هجماتها الأفراد العسكريين.
وبينما تواصل بوركينا فاسو التعاون مع دول الساحل الأخرى في جهود مكافحة الإرهاب، إلا أنها فشلت في الحد من تهديد الجماعات الجهادية مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. وعلى الرغم من الاتجاه التنازلي في الهجمات الإرهابية والوفيات، سجلت البلاد أكبر تدهور في السلم على مؤشر السلام العالمي لعام 2021، حيث هبطت 13 مرتبة. وقد أدى عدم الاستقرار السياسي في بوركينا فاسو والتوترات الشديدة بسبب غضب المدنيين من عجز الحكومة عن وقف الهجمات الإرهابية والعنف إلى زيادة أعمال الشغب والاحتجاجات العنيفة، وأدت هذه الزيادة في الصراع الداخلي إلى تحويل انتباه قوات الأمن نحو محاربة التمرد الإسلامي، وإضعاف الجهود المبذولة للحفاظ على القانون والنظام.
- سوريا:
حلّت سوريا في المرتبة الخامسة بعد أفغانستان والعراق والصومال وبوركينا في قائمة الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب خلال عام 2021، حيث سُجلت 488 حالة وفاة مرتبطة بالإرهاب في سوريا، بانخفاض قدره 33 % عن عام 2020. وعكس عدد الحوادث الإرهابية هذا الاتجاه، حيث انخفضت بنسبة 23% بين عامي 2020 و2021. وظل الجيش هو الهدف الأكثر شيوعًا للهجمات والمجموعة التي لديها أكبر عدد من الضحايا، يليها المدنيون. وقد وقع الهجوم الإرهابي الأكثر دموية في سوريا عام 2021 عندما قتل مسلحون 13 جنديًا في هجوم على مركبة عسكرية في محافظة حمص شمال شرق دمشق، لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن وسائل الإعلام المحلية أفادت بمسؤولية تنظيم داعش.
وكانت المحافظات الشمالية الأكثر تضررًا من الإرهاب في عام 2021، حيث وقعت 45% من الهجمات في محافظتي دير الزور وحلب. ويمثل هذا انخفاضًا بنسبة 32% عن أرقام عام 2020 في نفس المقاطعات. وقد احتفظت هذه المحافظات بمواقعها باعتبارها المحافظات التي شهدت أعلى عدد من الهجمات الإرهابية في عام 2021 بواقع 77 و75 هجومًا على التوالي. وسجلت حلب نفس عدد الهجمات في العام السابق، بينما تراجعت الهجمات في دير الزور بنسبة 48 % مقارنة بالعام السابق.
• نشاط تنظيم داعش: ظل تنظيم داعش هو الجماعة الإرهابية الأكثر دموية في سوريا للعام الثامن على التوالي، حيث كان مسؤولًا عن 49 % من إجمالي الوفيات و32 % من الحوادث الإرهابية. وعلى الرغم من ذلك، انخفضت الهجمات الإرهابية والوفيات التي ارتكبها التنظيم خلال عام 2021بنسبة 34٪ و26٪ على التوالي، مقارنة بعام 2020. في حين، لم تُنسب 54%من الهجمات إلى أي جماعة. ويتوقع التقرير زيادة نشاط داعش في سوريا في الفترات المقبلة، بالتزامن مع استمرار الولايات المتحدة في سحب قواتها من الأدوار القتالية في المنطقة.
وأشار التقرير إلى انخفاض معدل فتك هجمات داعش ضد المدنيين بشكل كبير من متوسط 30 حالة وفاة لكل هجوم في عام 2016 إلى ما يزيد قليلًا عن حالتي وفاة لكل هجوم في عام2021، بانخفاض قدره 9%. ويواصل التنظيم تحويل تركيزه من استهداف المدنيين إلى استهداف الأفراد العسكريين، الذين شكلوا 79%من ضحايا داعش في عام 2021.
ويستمر اعتماد داعش على المتفجرات في الانخفاض لصالح الهجمات المسلحة. ففي عام 2021، كانت نسبة 72 % من هجمات تنظيم داعش في الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب من أشكال الهجمات المسلحة، في حين، تراجعت الهجمات المتفجرة بشكل كبير، من أكثر من ثلث هجمات التنظيم في عام 2020 إلى 16%فقط في عام 2021. ولم تكن هناك تفجيرات انتحارية من قبل داعش في سوريا العام الماضي.
- نيجيريا:
جاءت نيجيريا في المرتبة السادسة في قائمة الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا خلال عام 2021، حيث ارتفع عدد الهجمات الإرهابية بنسبة 49% عن عام 2020. في حين، انخفض إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب إلى 448، وهو أدنى مستوى منذ عام 2011. وانخفضت الخسائر المرتبطة بالإرهاب بمقدار النصف تقريبًا مقارنة بعام 2020. وقد أعلنت ولاية داعش في غرب إفريقيا مسؤوليتها عن 36% من الهجمات، وكانت بوكو حرام مسؤولة عن 8% وفى حين، لم تنسب 44% من إجمالي الهجمات إلى أي جماعة.
ووفقًا للتقرير، تفوقت أجهزة إنفاذ القانون، بما في ذلك ضباط الشرطة والسجون، على العسكريين والمدنيين على حد سواء باعتبارها المجموعة الأكثر استهدافًا في عام 2021. حيث ازدادت الهجمات ضد الشرطة والسجون بشكل كبير من هجوم واحد مسجل في عام 2020 إلى 75 هجومًا، وهو ما يمثل أكثر من ثلث جميع الهجمات في نيجيريا في 2021. وكان الدافع وراء ذلك إلى حد كبير زيادة الاشتباكات بين سلطات إنفاذ القانون والجماعات الانفصالية، مثل السكان الأصليين في بيافرا. وقد انخفض عدد الوفيات بين المدنيين بنسبة 62%اعتبارًا من عام 2020. وعكست الوفيات العسكرية هذا الاتجاه، حيث سجل العام الماضي ما يقرب من نصف عدد الوفيات بسبب الإرهاب مقارنة بعام 2020.
• نشاط ولاية داعش غرب إفريقيا: سجل تنظيم داعش في غرب إفريقيا خلال عام 2021 أعلى عدد من الحوادث وثالث أعلى حصيلة للقتلى منذ عام 2017. وبشكل عام، كان التنظيم مسؤولًا عن 39 %من جميع الهجمات في نيجيريا في العام الماضي. وعلى الرغم من ذلك، استمرت الهجمات الفتاكة للتنظيم في الانخفاض من 10 وفيات لكل هجوم في عام 2018 إلى ما يقرب من ثلاث وفيات لكل هجوم في عام 2021.
وأشار التقرير إلى أن ولاية داعش في غرب إفريقيا كانت مسؤولة عن هجوم نيجيريا الأكثر دموية في عام 2021، حيث قتل مسلحون أكثر من 30 جنديًا في قاعدة عسكرية في منطقة بورنو. ولا يزال الهدف الرئيسي للتنظيم هو الأفراد العسكريون، إذ كان الجيش هدفًا لأكثر من نصف إجمالي الهجمات في البلاد.
• تراجع نشاط بوكو حرام: استمر تراجع بوكو حرام حتى عام 2021، حيث تسببت الجماعة في 69 حالة وفاة فقط، بانخفاض قدره 77 % عن عام 2020. وقد أدى هذا التراجع إلى تحسن كبير في الإرهاب في ولاية بورنو، التي شهدت انخفاضًا بنسبة 71 % في وفيات الإرهاب خلال العام الماضي مقارنة بعام 2020. كما انخفضت الهجمات في الولاية من 121 إلى 86 على التوالي، بانخفاض قدره 30%. ومع ذلك، لا تزال الولاية هي المنطقة الأكثر تضررًا في نيجيريا من الإرهاب، حيث شهدت نحو نصف جميع الوفيات المرتبطة بالإرهاب في عام 2021.
وأوعز التقرير تراجع بوكو حرام إلى جملة من العوامل، أبرزها وفاة زعيم الجماعة، أبو بكر شيكاو، الذي انتحر بتفجير سترة ناسفة خلال مواجهة مع داعش غرب إفريقيا في مايو الماضي. وبعد وفاة زعيمهم، واجه أتباع شيكاو قرارًا إما بمواصلة أيديولوجيته أو الانضمام إلى داعش، حيث أفادت التقارير بانضمام بعض القادة السابقين في بوكو حرام الى صفوف داعش. وقد أدت الهجمات التي شنتها الأخيرة وكذلك جهود مكافحة الإرهاب من قبل الحكومة النيجيرية والقوات العسكرية الأجنبية إلى إضعاف تأثير بوكو حرام في نيجيريا بشكل كبير، كما أدت هذه الضغوط إلى زيادة هجمات بوكو حرام في البلدان المجاورة، ولا سيما الكاميرون التي سجلت 37 هجومًا و58 حالة وفاة في عام 2021، وسجلت للعام الثاني على التوالي هجمات لبوكو حرام أكثر من نيجيريا.
- مالي:
احتلت مالي المرتبة السابعة في قائمة الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا خلال عام 2021. حيثُ زادت الهجمات بنسبة 56%، وكذا الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 46% مقارنةً بعام 2020. وكانت معظم الهجمات موجهة للجهود العسكرية وجهود مكافحة الإرهاب، لكن أكبر عدد من القتلى كان في صفوف المدنيين. وكان الهجوم الأكثر دموية هو كمين لدورية عسكرية في منطقة جاو عندما قتل حوالي 100 مهاجم 33 جنديًا وجرح 14 آخرين، وردت قوات الأمن بقتل 20 مهاجمًا.
• نشاط جماعة نصرة الإسلام والمسلمين: كانت الجماعة مسؤولة عن 72 هجومًا إرهابيًا في عام 2021، بزيادة قدرها 80% عن عام 2020. وتستهدف هجمات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى حد كبير الجيش المالي وعمليات حفظ السلام، ومع ذلك، فإن غالبية الوفيات المنسوبة إلى الجماعة كانت من المدنيين.
ولا تزال الهجمات المسلحة باستخدام الأسلحة النارية هي التكتيك المفضل لدى الجماعة، وكانت المتفجرات هي التكتيك التالي الأكثر شيوعًا، حيث استخدمت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين القنابل لإلحاق الضرر وتعطيل عمليات مكافحة الإرهاب الفرنسية في برخان وجهود مينوسما ومع ذلك، استمرت القوة الفتاكة لهجمات الجماعة في الانخفاض، من 1.9 حالة وفاة لكل هجوم في عام 2021 مقارنة بـ 3.9 حالة وفاة لكل هجوم في عام 2020.
- النيجر:
للمرة الأولى تأتي النيجر ضمن قائمة الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا، لتحل في المرتبة الثامنة في عام 2021. حيث سجلت نحو 588 حالة وفاة نتيجة الإرهاب. وشكل المدنيون 78% من هؤلاء الضحايا. ووقع الهجوم الأكثر دموية في منطقة تيلابيري عندما قتل مسلحون على دراجات نارية 70 مدنيا وجرحوا 17 آخرين. ووفقًا للمؤشر، سجلت هذه المنطقة أكبر عدد من الهجمات والوفيات في النيجر خلال العام الماضي، نظرًا لكونها أقرب منطقة إلى منطقة الحدود الثلاثية غير المستقرة مع مالي وبوركينا فاسو.
• نشاط ولاية داعش غرب إفريقيا: كان تنظيم داعش في غرب إفريقيا هو الأكثر نشاطًا في النيجر في عام 2021، بواقع 23 هجومًا، منتشرة إلى حد كبير في جميع أنحاء منطقتي ديفا وتيلابيري. وشكلت الوفيات الناجمة عن الهجمات التي شنها التنظيم نحو 60%من إجمالي الضحايا في البلاد، وقد استهدفت هذه الهجمات إلى حد كبير المدنيين النيجيريين. وقد بلغت خطورة هجمات ولاية داعش غرب إفريقيا في النيجر ذروتها الآن، ففي عام 2021، نفذت المجموعة 23 هجومًا بمتوسط 15.2 حالة وفاة لكل هجوم، يُقارن هذا بـ 13 هجومًا في عام 2020 بمتوسط 9.4 حالة وفاة لكل هجوم في عام 2020.
وتواجه النيجر تهديدًا كبيرًا للأمن القومي بسبب تنامي الجماعات الإسلامية المتطرفة، والصراع السياسي الداخلي، بما في ذلك الانقلاب الفاشل في عام 2021، مما أدى إلى ضغوط شديدة ونقص الموارد في قوات الأمن التي تحاول تحقيق التوازن بين مكافحة الإرهاب وحفظ السلام الداخلي. ورجّح المؤشر أن تستفيد جماعات التمرد من حالة عدم الاستقرار هذه وسيستمر الإرهاب في منطقة الساحل في الارتفاع.
- ميانمار:
للمرة الأولى تأتي ميانمار ضمن قائمة الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا، لتحل في المرتبة التاسعة، بعد زيادة الهجمات من 25 هجومًا في عام 2020 إلى 750 هجومًا في عام 2021. وهذا هو أعلى مستوى شهدته ميانمار في العقدين الماضيين. وقد ارتفعت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بشكل كبير في العام الماضي، حيث ارتفعت من 24 في عام 2020 إلى 521 في عام 2021، بزيادة قدرها 2.071%.
ووقع الهجوم الأكثر تدميرًا في عام 2021 عندما قتل مسلحون مناهضون للمجلس العسكري 40 جنديًا في منطقة ساغاينج. وكانت الجماعات المسلحة المناهضة للمجلس العسكري مسؤولة عن ما يقرب من نصف الهجمات الإرهابية والوفيات في ميانمار في العام الماضي. ونتيجة لذلك، فإن 76 % من إجمالي الوفيات المرتبطة بالإرهاب في البلاد كانت من أفراد الحكومة وإنفاذ القانون والعسكريين.
• الجماعات المناهضة للمجلس العسكري: تتكون هذه الجماعات غالبًا من المنظمات الشعبية التي تعارض استيلاء الجيش على السلطة في فبراير 2021. ويبدو أنها تعمل بشكل مستقل على المستوى المحلي وتتنوع في مواردها وتدريبها، وتستهدف البنية التحتية الحيوية بشكل متزايد، حيث تمثل 9%من الهجمات في عام 2021. وتحظى أبراج الاتصالات بأهمية خاصة لهذه الجماعات حيث قصفت العديد من الأبراج وأضرمت النيران فيها في عام 2021. وكان هناك 28 حادثة في جميع أنحاء ميانمار. وتشير التقارير إلى أن غالبية أبراج الاتصالات التي تم تدميرها مملوكة لشركة Mytel، وهي شركة مملوكة جزئيًا للمجلس العسكري.
ومع وقف إطلاق النار غير المحتمل واستمرار عدم الاستقرار السياسي، يتوقع المؤشر أن يظل الإرهاب عنصرًا أساسيًا في ميانمار في المستقبل القريب، ومن المرجح أن يؤدي الحكم على الزعيمين السابقين أونغ سان سو كي ووين مينت إلى تفاقم التوترات بين الحكومة العسكرية والجماعات المناهضة للمجلس العسكري.
- باكستان:
جاءت باكستان في المرتبة العاشرة في قائمة الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا، حيث سجلت البلاد زيادة بنسبة 5% في عدد الوفيات في عام 2021 مقارنة بعام 2020. وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي سُجلت فيها زيادة في وفيات الإرهاب، في حين بلغ عدد الهجمات الإرهابية نحو 186.
وقد واصل الجيش الباكستاني جهوده لنزع سلاح الخلايا الإرهابية النائمة والقضاء عليها، وهو ما جعل قوات الجيش الهدف الأكثر شيوعًا للهجمات في عام 2021، حيث كان 44 % من إجمالي الوفيات المرتبطة بالإرهاب من العسكريين.
• نشاط حركة طالبان- باكستان: تفوقت الحركة على جيش تحرير بلوشستان، لتصبح الجماعة الإرهابية الأكثر دموية، بواقع 19% من الوفيات المرتبطة بالإرهاب في باكستان في عام 2021. وخلال العامين الماضيين حدثت 62%من الوفيات في الولايات الواقعة على طول الحدود مع أفغانستان. ووفقًا للمؤشر، انخفضت هجمات جيش تحرير بلوشستان بنسبة 20 %، مقارنة بعام 2020. كما أدت المقاومة العسكرية الباكستانية إلى انخفاض بنسبة 7 % في هجمات تنظيم داعش خراسان، وانخفاض مماثل بنسبة 86 % في الوفيات المنسوبة للتنظيم منذ أن بلغت الأعداد ذروتها في عام 2018.
ويتوقع المؤشر أن تستمر العمليات العسكرية الباكستانية للحد من تأثير الإرهاب في باكستان. ومع ذلك، فإن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان قد يتسبب في زيادة عدم الاستقرار الإقليمي، مما يوفر للجماعات الإرهابية فرصة لإحداث المزيد من الضرر.
.
رابط المصدر: