قراءة في مؤشر الإرهاب العالمي 2022 (3)… اتجاهات الإرهاب العالمي

منى قشطة

 

أصدر معهد الاقتصاد والسلام الدولي النسخة التاسعة من مؤشر الإرهاب العالمي الذي يقدم ملخصًا شاملًا للاتجاهات والأنماط العالمية الرئيسة للإرهاب خلال عام 2021. وقد تناولنا خلال الجزء الأول من هذه السلسلة نظرة شاملة على حصيلة العمليات الإرهابية خلال العام المنصرم، وتداعيات جائحة فيروس كورونا على النشاط الإرهابي، والجماعات الإرهابية الأكثر فتكًا. بينما ناقش الجزء الثاني الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا وفقًا لما ورد بالمؤشر. فيما يناقش هذا الجزء اتجاهات النشاط الإرهابي في مناطق العالم المختلفة خلال عام 2021.

اتجاهات الإرهاب العالمي (2007-2021)

تركز معظم الأنشطة الإرهابية على مدار العقد الماضي في العراق وأفغانستان ردًا على أنشطة الولايات المتحدة وحلفائها. وبعد أحداث الربيع العربي وظهور تنظيم داعش كان هناك تصاعد في الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الأخص في سوريا والعراق، وفي الوقت نفسه في نيجيريا، وكذا شهدت منطقة الساحل أيضًا زيادة كبيرة في عدد الهجمات الإرهابية والقتلى على مدى السنوات الخمس الماضية. وفيما يلي أبرز المظاهر المرتبطة بالنشاط الإرهابي التي رصدها المؤشر خلال الفترة من 2007 حتى 2021:   

• انخفاض الوفيات الناجمة عن الإرهاب: بشكل عام، انخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بأكثر من الثلث في المجموع منذ ذروتها في عام 2015. وكان العراق وباكستان من البلدان التي شهدت أكبر انخفاض، وذلك بعد تسجيل أقل عدد من الوفيات في 14 عامًا في عام 2019، وقد ارتفع عدد الوفيات بسبب الإرهاب في باكستان إلى 275 في عام 2021. وعلى الرغم من ذلك، ظل معدل الوفيات السنوي في باكستان منخفضًا باستمرار؛ إذ يواصل الجيش الباكستاني التركيز على نزع سلاح الخلايا النائمة الإرهابية والقضاء عليها. وكان لتهدئة الحرب الأهلية السورية، وانهيار تنظيم الدولة الإسلامية، وزيادة تنسيق مكافحة الإرهاب على المستويين الدولي والدولي، دور في الحد من تأثير الإرهاب في جميع أنحاء العالم.

• تمدد الإرهاب في أفريقيا: مع انحسار الصراع في سوريا، حوّل داعش والجماعات التابعة له تركيزها إلى إفريقيا جنوب الصحراء ومنطقة الساحل على وجه الخصوص، وأصبحت منطقة الساحل أكثر عنفًا بشكل متزايد خلال هذه الفترة، حيث ازداد عدد الوفيات عشر مرات بين عامي 2007 و2021.

وكانت ثلاثة من بلدان الساحل من بين البلدان الخمسة التي شهدت أكبر زيادة في الوفيات الناجمة عن الإرهاب، فخلال هذه الفترة، سجلت بوركينا فاسو ومالي والنيجر 732 و572 و554 حالة وفاة في عام 2021 مقارنة بعام 2007 على التوالي. وتواصل الجماعات مثل تنظيم داعش شن حملة عنيفة في المنطقة، حيث شكلت الوفيات الإرهابية في منطقة الساحل 35 % من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم في عام 2021، مقارنة بنسبة و1%في عام 2007.

• تزايد معدلات الإرهاب السياسي: بلغ إجمالي الهجمات الإرهابية ذروتها في الغرب في عام 2018، بواقع 182 هجومًا، بينما سجلت الوفيات الناجمة عن الإرهاب أعلى مستوى لها في عام 2016، عندما قُتل 191 شخصًا في هجمات إرهابية. وعلى الرغم من أن تأثير الإرهاب الجهادي ذي الدوافع الدينية قد هدأ في الغرب على مدى السنوات الأربع الماضية، أشار التقرير إلى ارتفاع في مستوى الإرهاب ذي الدوافع السياسية، ففي عام 2018، كان عدد الوفيات والحوادث الناجمة عن الإرهاب السياسي أعلى من أي شكل آخر من أشكال الإرهاب للمرة الأولى منذ عام 2007، وفي عام 2021، كان هناك 40 هجومًا ذا دوافع سياسية، مقارنة بثلاث هجمات ذات دوافع دينية فقط.

• تنامي الإرهاب في مناطق الصراع: كان الصراع هو المحرك الرئيس للإرهاب منذ عام 2007. وفي عام 2021، انخرطت جميع الدول العشر الأكثر تضررًا من الإرهاب في نزاع مسلح في عام 2020. وبينما كان هناك 120359 حالة وفاة بسبب الإرهاب بين عامي 2007 و2020. وقع 92 % أو 111191 من هذه الوفيات في بلدان متورطة في نزاع.

النشاط الإرهابي في الغرب

يُمثل معدل النشاط الإرهابي في الغرب جزءًا صغيرًا من إجمالي النشاط الإرهابي على مستوى العالم، فبين عامي 2007 و2021، كان هناك 126.740 حالة وفاة بسبب الإرهاب على مستوى العالم، ومن بين هؤلاء، حدثت 865 في الغرب، أو 0.68 %فقط من الإجمالي. ومع ذلك، فإن الإرهاب في الغرب جدير بالملاحظة لأنه يحدث بالكامل تقريبًا خارج سياق الصراع أو الحرب المستمرة.

ومنذ عام 2007، كان 61 %من الوفيات في الغرب نتيجة لهجمات دينية. وكانت الهجمات الدينية الأكثر دموية في الغرب منذ عام 2007 هي هجوم الدهس في نيس في يوم الباستيل عام 2016 وهجمات باريس في نوفمبر 2015، والتي أسفرت عن 87 قتيلًا لكل منهما. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجومين. في حين تُمثل الجماعات اليمينية المتطرفة 30 %من جميع الوفيات خلال هذه الفترة.

• الإرهاب الديني: كان الإرهاب الديني هو الشكل الأكثر فتكًا للإرهاب في الغرب على مدى العقد الماضي، والذي اتخذ بشكل حصري تقريبًا شكل الإرهاب الإسلامي المتطرف. حيث كانت الجماعات الإرهابية الإسلامية أو الجهات الفاعلة المنفردة المستوحاة من الجماعات الجهادية مسؤولة عن 528 حالة وفاة بسبب الإرهاب في الغرب منذ عام 2007.  وفي عام 2021 وقعت ثلاث هجمات على يد جماعات دينية في الغرب، أسفرت عن مقتل شخصين. ويمثل هذا انخفاضًا مقارنة بالعام السابق الذي سجل 17 هجومًا و18 حالة وفاة. وبشكل عام، سجل عام 2021 أقل عدد من الهجمات والوفيات المنسوبة إلى الإرهاب الديني منذ عام 2013.

• الإرهاب القومي/ الانفصالي: قبل عام 2015، كان الإرهاب القومي أو الانفصالي هو أعلى شكل من أشكال الإرهاب في الغرب، وبعد ذلك تغلب عليه الإرهاب الديني. حيث انخفض عدد الوفيات والهجمات التي شنتها الجماعات الانفصالية بعد عام 2015، وهو ما يمثل أقل من 1% من القتلى الإرهابيين و5% من الهجمات. وفي عام 2021، نُسبت أربع هجمات فقط إلى الجماعات الإرهابية الانفصالية، بزيادة قدرها هجومين مقارنة بالعام السابق.

ووفقًا للمؤشر، تحتفظ المملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا بأعلى مستويات الإرهاب الانفصالي في الغرب، حيث سجلت 81 و61 و35 هجومًا على التوالي منذ عام 2007. وسجلت المملكة المتحدة أعلى عدد من القتلى نتيجة الهجمات الانفصالية، حيث قُتل ثمانية في نفس الفترة.

• الإرهاب السياسي: في عام 2018، كان عدد الوفيات والحوادث الناجمة عن الإرهاب السياسي أعلى من أي شكل آخر للمرة الأولى منذ عام 2007. ويمكن تقسيم الإرهاب السياسي في الغرب على نطاق واسع إلى أيديولوجيتين فرعيتين هما: الإرهاب اليساري المتطرف واليمين المتطرف. وقد ازداد الإرهاب السياسي بشكل مطرد خلال العقد الماضي، حيث نُسب 73 % من الهجمات في الغرب إلى مجموعات وأفراد ذوي دوافع سياسية.

وأرجع التقرير الزيادة في الإرهاب ذي الدوافع السياسية في الغرب إلى تصاعد الإرهاب اليساري المتطرف. ففي عام 2021، زادت هجمات اليسار المتطرف بشكل كبير إلى 38 هجومًا، بينما أعلنت الجماعات اليمينية المتطرفة عن هجومين فقط. ومن بين الهجمات ذات الدوافع السياسية في عام 2021، لم يُنسب أي شيء إلى أي جماعة إرهابية رسمية من اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف.

ووفقًا للتقرير، كانت هناك ثماني دول في الغرب شهدت حالة واحدة على الأقل من الإرهاب السياسي في عام 2021، حيث سجلت ألمانيا 19 هجومًا، وهي أعلى نسبة في أي دولة غربية، تليها إيطاليا التي سجلت ستة هجمات.

وتختلف الأسلحة المستخدمة في هجمات أقصى اليسار واليمين المتطرف. حيث وجد التقرير أن أكثر من 80% من جميع هجمات اليسار المتطرف تنطوي على أجهزة حارقة وقنابل وأجهزة متفجرة أخرى، في حين أن الهجمات اليمينية المتطرفة تستخدم المتفجرات في 40%من الهجمات. ويرجح التقرير أن تستخدم هذه الأنواع من الهجمات مجموعة واسعة من الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة النارية والسكاكين والأشياء الهجومية.

ووفقًا للتقرير، كان الجناة من اليمين المتطرف يستهدفون المؤسسات الدينية والممتلكات الخاصة والأقليات العرقية أكثر من الجناة اليساريين المتطرفين. وفي المقابل، تهاجم الجماعات اليسارية المتطرفة الشركات والشرطة والسجون في كثير من الأحيان. ومع ذلك، فإن كلا الأيديولوجيتين تستهدف المؤسسات الحكومية أو الشخصيات السياسية، وهو ما يمثل 17% من هجماتهم.

اتجاهات النشاط الإرهابي في مناطق العالم المختلفة

وفقًا للتقرير، انخفض تأثير الإرهاب في ثماني مناطق من تسع مناطق في العالم في عام 2021. وحدث أكبر تحسن في روسيا وأوراسيا، حيث سُجل انخفاض بنسبة 71% في الوفيات المرتبطة بالإرهاب. ويوضح الجدول التالي مناطق العالم حسب متوسط درجاتها في مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2021، بالإضافة إلى التغييرات في النتيجة عن العام السابق.

سجلت منطقة جنوب آسيا في عام 2021 أعلى متوسط درجات في مؤشر الإرهاب العالمي، وهو المركز الذي احتلته منذ عام 2007. وعلى العكس من ذلك، سجلت أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي أدنى تأثير للإرهاب، بواقع 33 حالة وفاة ناجمة عن الإرهاب منذ عام 2007، ولكن في المقابل عانت هذه المنطقة بشدة من أشكال أخرى من الصراع العنيف، لعل أبرزها زيادة جرائم القتل المرتبطة بالجريمة المنظمة والعنف المرتبط بالمخدرات.

وسُجل أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن الإرهاب بين عامي 2007 و2021 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث بلغ أكثر من 49000 حالة وفاة. وشهدت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء أكثر الهجمات الإرهابية فتكًا، إذ قُتل في المتوسط ثلاثة أشخاص في كل هجوم على التوالي.

وعلى الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت أكبر عدد من الوفيات بسبب الإرهاب منذ عام 2007، فقد سجلت المنطقة انخفاضًا كبيرًا في السنوات الأربع الماضية، حيث انخفضت الوفيات بنسبة 39% منذ عام 2018، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2007.

وفي الآونة الأخيرة، تركز النشاط الإرهابي في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فسجلت كلتا المنطقتين عدد وفيات بسبب الإرهاب أكثر من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدى السنوات الثلاث الماضية. وبشكل عام، تسببت جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في 74% من الوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام 2021. وهو ما يتضح في الشكل التالي:

وكانت هناك اختلافات حسب المنطقة في التكتيكات التي تستخدمها المنظمات الإرهابية؛ ففي معظم المناطق كان السلاح المستخدم في غالبية الهجمات هو الأسلحة النارية، تليها التفجيرات التي كانت التكتيك الأكثر شيوعًا في الشرق الأوسط، حيث شكلت أكثر من 70 %من جميع الهجمات منذ عام 2007.

وسجلت جنوب آسيا أكبر عدد من الهجمات التفجيرية في عام 2021 مقارنة بأي منطقة في العالم، حيث بلغت نسبة الهجمات 67%، في حين كانت الهجمات باستخدام الأسلحة النارية في أمريكا الشمالية هي التكتيكات المستخدمة الأكثر شيوعًا، حيث شكلت أكثر من 80% من جميع الهجمات. ولوحظ اتجاه مماثل في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي التي سجلت أعلى نسبة من الهجمات بالأسلحة النارية فيما يقرب من 85% من جميع الهجمات.

• منطقة آسيا والمحيط الهادئ: تحسنت عشر دول في آسيا والمحيط الهادئ في عام 2021، مقارنة ببلدين شهدتا تدهورًا؛ إذ كانت ميانمار وإندونيسيا الدولتين الوحيدتين في المنطقة اللتين سجلتا تدهورًا في تأثير الإرهاب خلال العام الماضي. وكانت 15 جماعة إرهابية نشطة في المنطقة في عام 2021، حيث تحملت المقاومة المناهضة للمجلس العسكري في ميانمار المسؤولية عن 396 هجومًا، أي 47%من إجمالي الهجمات.

وللسنة الأولى منذ عام 2015، لم تكن الفلبين الدولة الأكثر تضررًا، فحلت محلها ميانمار بوصفها الدولة التي سجلت أكبر عدد من الوفيات نتيجة للإرهاب بواقع 521 حالة وفاة في عام 2021، مع زيادة في كل من الوفيات والحوادث مقارنة بالعام السابق. في حين انخفض عدد الوفيات في الفلبين للعام الثاني على التوالي، من 97 حالة وفاة في عام 2020 إلى 53 حالة وفاة في عام 2021. وبشكل عام، كان للفلبين أعلى معدل وفيات على مدى العقد الماضي، حيث سجلت أكثر من 1000 حالة وفاة من أصل 3250 حالة وفاة بسبب الإرهاب في المنطقة.

ووفقًا للتقرير، سجلت ميانمار أكبر تدهور بسبب الاضطرابات السياسية المتزايدة في أعقاب الانقلاب العسكري في أوائل عام 2021. إذ سجلت البلاد 750 هجمة إرهابية في العام الماضي، بعد أن سجلت 25 فقط عام 2020. وفي إندونيسيا أصبحت الهجمات أكثر فتكًا في عام 2021، حيث سجلت البلاد ثاني أعلى تدهور في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وانخفضت الهجمات بنسبة 24% بينما ارتفعت الوفيات بنسبة 85 %.

ففي عام 2021 كان هناك 1.5 حالة وفاة في المتوسط لكل هجوم، مقارنة بـ 0.6 حالة وفاة لكل هجوم في عام 2020. وكانت الهجمات في إندونيسيا إلى حد كبير من الجماعات الانفصالية مثل حركة بابوا الحرة وجيش التحرير الوطني لبابوا الغربية. وكان تنظيم داعش مسؤولًا عن هجومين في إندونيسيا العام الماضي.

وسجلت تايلاند ثاني أكبر عدد من الوفيات في المنطقة منذ عام 2011، بواقع 776 حالة وفاة. ومع ذلك، فقد انخفضت الوفيات بسبب الإرهاب في تايلاند بشكل مطرد منذ ذروتها في عام 2011 عند 178 حالة وفاة. وفي عام 2021، سُجلت سبع حالات وفاة فقط مرتبطة بالإرهاب في تايلاند، أي نصف عدد الوفيات في عام 2020.

• أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي: لم يتدهور أي بلد في المنطقة حيث سجلت 11 دولة من أصل 12 درجة صفر في مؤشر الإرهاب العالمي في عام 2021، مما يعني أنها لم تشهد أي حادث إرهابي على مدى السنوات الخمس الماضية.  وعلى مدى العقد الماضي، سجلت سبع دول من أصل 12 دولة في المنطقة تحسنًا في درجة مؤشر الإرهاب العالمي الخاصة بها، بينما لم تسجل الدول الخمس المتبقية أي تغيير. وسجلت منطقة أمريكا الوسطى والبحر الكاريبي ثاني أعلى متوسط تحسن في تأثير الإرهاب خلال العقد الماضي.

ووفقًا للتقرير، سجلت المكسيك تحسنًا عامًا في درجة مؤشر الإرهاب العالمي خلال العام الماضي، فانتقلت من المرتبة 56 في عام 2020 إلى المرتبة 61 في عام 2021. وهذا هو أكبر تحسن شهدته المكسيك منذ عام 2015. ويغلب على الإرهاب في المكسيك دوافع سياسية، إذ لا يزال العنف ضد السياسيين والصحفيين يهدد الاستقرار في البلاد مع وقوع عدد كبير من الاغتيالات في العامين الماضيين؛ إذ قُتل ما لا يقل عن 102 سياسي في الفترة التي سبقت انتخابات يونيو 2021. وبالإضافة إلى ذلك، قُتل تسعة صحفيين في عام 2021، وهو نفس العدد في عام 2020.

• أوروبا: سجلت أوروبا 9 وفيات بسبب الإرهاب في عام 2021، ستة منها وقعت في تركيا، والتي لاتزال الدولة الأكثر تضررًا في أوروبا، على الرغم من تحسن درجاتها بشكل كبير بسبب الانخفاض الكبير في الوفيات والهجمات. وقد انخفضت الوفيات بسبب الإرهاب في تركيا بنسبة 99% من 587 حالة وفاة في عام 2016، إلى 13 في عام 2021. وانخفضت الهجمات على المدنيين بنسبة 59%بين عامي 2020 و2021.

واحتلت اليونان المرتبة الثانية بين الدول الأكثر تضررًا في أوروبا، فقد سجلت البلاد 50 هجومًا، بزيادة قدرها 22%، إلا أن الهجمات لم تسفر عن وفيات. واستهدفت غالبية الهجمات الإرهابية في عام 2021 الشرطة والسجون، تليها مؤسسات وشخصيات حكومية وسياسية، وزادت الهجمات التي تستهدف هذه الجماعات بنسبة 82%.

وسجلت ألمانيا ثاني أكبر عدد من الهجمات الإرهابية في المنطقة في عام 2021، ورابع أعلى تأثير إجمالي للإرهاب في أوروبا. هذا على الرغم من تسجيلها انخفاضًا بنسبة 34% في الهجمات بين عامي 2020 و2021 وعدم وقوع وفيات نتيجة لهذه الهجمات مقارنة بـ 11 حالة وفاة في عام 2020. وسجلت هولندا هجومين إرهابيين في عام 2021 مع عدم وجود وفيات، مقارنة بهجوم واحد وعدم حدوث وفيات في العام السابق.

وكانت هناك ثلاث هجمات ذات دوافع دينية في أوروبا في عام 2021، حيث ارتكب متطرفون إسلاميون جميع الهجمات الثلاث، وهذا هو أقل عدد من الهجمات ذات الدوافع الدينية في أوروبا منذ عام 2014 بما يمثل انخفاضًا بنسبة 75% مقارنة ب 12 هجومًا تم تسجيلها في عام 2020.

وسجلت فرنسا انخفاضًا بنسبة 72% في الهجمات بين عامي 2020 و2021، وهو أكبر انخفاض منذ عام 2013.  وكانت المملكة المتحدة ثالث أكثر الدول تأثرًا بالإرهاب في المنطقة، إذ سجلت 12 هجومًا في عام 2021 وهو نصف عدد الهجمات عن عام 2020، وقد أسفرت اثنتان من هذه الهجمات عن سقوط قتلى.

• منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: سجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الرابع على التوالي تحسنًا عامًا في تأثير الإرهاب العام الماضي، حيث تحسنت 16 دولة ولم تسجل ثلاث دول أي تغيير. وكانت الجزائر الدولة الوحيدة التي سجلت تدهورًا بسبب زيادة الوفيات المرتبطة بالإرهاب.

وقد شكلت الوفيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 39% من إجمالي الوفيات العالمية بسبب الإرهاب بين عامي 2007 و2021. ومع ذلك، منذ هزيمة داعش، انخفض نصيب المنطقة من الإجمالي العالمي بشكل كبير، وفي عام 2021، مثلت 16% من إجمالي الوفيات، بعد جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء. وعلى الرغم من إعلان 13 جماعة إرهابية مسؤوليتها عن هجمات في المنطقة في عام 2021، إلا أن 57% أو 727 هجومًا لم تعلن عنها أي جماعة معروفة.

وكان أكبر تحسن في الوفيات في المنطقة العام الماضي في سوريا التي سجلت 488 حالة وفاة بسبب الإرهاب، بانخفاض قدره 33% عن عام 2020. وكان الدافع الرئيس لهذا التحسن هو انخفاض الهجمات التي يرتكبها تنظيم داعش، والتي انخفضت بنسبة 34%. وقد انخفضت هجمات داعش في العراق من 353 في عام 2020 إلى 327 في عام 2021.

ووفقًا للتقرير، كان تنظيم داعش أكثر الجماعات الإرهابية دموية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ تسبب في مقتل أكثر من 11،500 شخص منذ عام 2014. ومن بين الهجمات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2021، أعلن تنظيم داعش والجماعات الرديفة له مسؤوليته عن 463 هجومًا أو 36% من إجمالي الهجمات.

وفي السنوات الأخيرة، أحرزت قوات التحالف تقدمًا كبيرًا في الحد من قدرة تنظيم داعش على شن هجمات بإصابات جماعية، حيث نجحت بقيادة الولايات المتحدة، إلى جانب القوات المحلية، في استعادة ما تبقى من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا. وفي أكتوبر 2019، نفذت الولايات المتحدة عملية عسكرية أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية آنذاك، أبو بكر البغدادي، وقُتل مؤخرًا بديله أبو إبراهيم الهاشمي القريشي.

وفي ليبيا، كان تنظيم داعش مسؤولًا عن جميع الهجمات الإرهابية الثلاثة في عام 2021، والتي أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص. ووقعت هذه الوفيات نتيجة نفس الهجوم، الذي انفجرت فيه سيارة مفخخة، مما أسفر عن مقتل أربعة من ضباط الشرطة وإصابة عدد غير معروف من الأشخاص عند نقطة تفتيش.

ووفقًا للتقرير، سجلت الأردن والمملكة العربية السعودية وليبيا أكبر تحسن في النتيجة في المنطقة. حيث لم يسجل الأردن هجومًا إرهابيًا واحدًا منذ عام 2019، وسجل 15 اعتداءً إرهابيًا فقط منذ عام 2007، أسفرت عن 26 قتيلًا.  في حين سجلت السعودية هجومًا واحدًا في عام 2021، عندما اعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخًا أو طائرة مسيرة مسلحة فوق مدينة الرياض. ولم يصب أو يقتل أحد خلال الهجوم، وأعلنت مجموعة من اليسار المتطرف لم تكن معروفة من قبل، مسؤوليتها عن الهجوم.

وقد سجلت الجزائر 3 هجمات في عام 2021، بزيادة هجوم واحد مقارنة بعام 2020. وعلى الرغم من الزيادة الهامشية في الهجمات، سُجلت ثماني وفيات في عام 2021، وهو أعلى عدد من الوفيات المرتبطة بالإرهاب منذ عام 2018. وكان الهجوم الأكثر دموية في الجزائر عام 2021، عندما انفجرت قنبلة على جانب الطريق تسببت في مقتل 5 مدنيين وإصابة 3 آخرين أثناء سفرهم في شاحنة صغيرة على طريق في تبسة، وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن الهجوم. ومنذ عام 2007، سجلت الجزائر ما يقرب من 400 هجوم إرهابي و870 حالة وفاة بسبب الإرهاب، ونُسبت غالبية هذه الوفيات إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بنسبة 63% من إجمالي الهجمات التي وقعت في البلاد.

• أمريكا الشمالية: ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب بشكل طفيف في أمريكا الشمالية، من 5 وفيات في عام 2020 إلى 7 وفيات في عام 2021. ومع ذلك، انخفض العدد الإجمالي للحوادث من 13 في عام 2020 إلى ثمانية في عام 2021. وهذه هي السنة الثالثة على التوالي التي تشهد تحسنًا عامًا في عدد الحوادث في منطقة أمريكا الشمالية.

وقد سجلت الولايات المتحدة تحسنًا ملحوظًا في تأثير الإرهاب في عام 2021، مسجلة أدنى درجة لها في مؤشر الإرهاب العالمي منذ عام 2015. ففي عام 2021، كانت هناك 7 هجمات و3 وفيات في الولايات المتحدة، ويمثل هذا أقل عدد من الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة منذ عام 2015. ومن بين الهجمات السبع، لم يُنسب أي منها إلى أي جماعة إرهابية معروفة.

وفي كندا انخفض التأثير الإجمالي للإرهاب بسبب انخفاض الهجمات الإرهابية بين عامي 2020 و2021. إذ سجلت هجومًا إرهابيًا واحدًا في العام الماضي، مقارنة بالأربعة المسجلة في عام 2020. وعلى الرغم من هذا الانخفاض في الهجمات، سجلت كندا 4 وفيات في عام 2021، وهي أعلى حصيلة للقتلى في البلاد منذ 2018.

• روسيا وأوراسيا: تحسّن متوسط درجة تأثير الإرهاب في منطقة روسيا وأوراسيا، حيث سجلت جميع البلدان تحسنًا، باستثناء بيلاروسيا وتركمانستان وأوزبكستان، التي لم تسجل أي تغيير. وبشكل عام، سجلت المنطقة هجومًا إرهابيًا واحدًا فقط ووفاة شخصين في عام 2021، انخفاضًا من سبع هجمات وسبع وفيات في عام 2020.  وقد سجلت روسيا الهجوم الوحيد في المنطقة في عام 2021، عندما قتل مسلح مدنيين اثنين وجرح أربعة آخرين بعد مشادة مع أحد حراس الأمن عندما رفض المهاجم ارتداء قناع في مبنى حكومي. في حين لم تسجل كازاخستان أي هجوم إرهابي.

• أمريكا الجنوبية: كان هناك تحسن عام في تأثير الإرهاب في أمريكا الجنوبية خلال العام الماضي، حيث انخفض إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 41%، من 157 في عام 2020 إلى 92 في عام 2021، ومع ذلك، لا يزال المستوى الإجمالي للإرهاب أعلى بكثير مما كان عليه قبل عقد من الزمن، حيث زادت شيلي وبيرو والأرجنتين بشكل كبير من مستويات الإرهاب في عام 2021 مقارنة بعام 2011.

وتتمتع كولومبيا بأعلى تأثير للإرهاب في المنطقة، وهو المركز الذي احتلته خلال العقد الماضي، على الرغم من التحسن الطفيف بين عامي 2011 و2021. حيث انخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب من 151 في عام 2020 إلى 73 في عام 2021، وكذا انخفض عدد الحوادث، من 174 إلى 72.

• منطقة جنوب آسيا: تحسّن تأثير الإرهاب في المنطقة من عام 2020 إلى عام 2021، على الرغم من استمرار أفغانستان في كونها البلد الأكثر تضررًا في العالم من الإرهاب. وأفغانستان هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي سجلت تدهورًا في النتيجة، حيث زاد عدد الهجمات والوفيات بشكل ملحوظ قبل سقوط كابول في أغسطس 2021. كما وقع 31% من إجمالي الوفيات في البلاد العام الماضي بعد استيلاء طالبان على السلطة، ويرجع التقرير ذلك إلى القصف المميت لداعش في مطار كابول.

وظلت باكستان ثاني أكثر البلدان تأثرًا في المنطقة في عام 2021. وبالمقارنة بالعام السابق، شهدت زيادة في عدد الهجمات بنسبة 9% إلى 186 هجومًا في عام 2021. وعكس عدد الوفيات هذا الاتجاه؛ إذ سجلت باكستان 275 حالة وفاة العام الماضي، بزيادة قدرها 12 حالة وفاة مقارنة بعام 2020. وكان تنظيم داعش هو الأكثر دموية في المنطقة عام 2021، حيث سجل 555 حالة وفاة من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب.

• أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى: تدهور تأثير الإرهاب بشكل طفيف في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في عام 2021، إذ كانت المنطقة الوحيدة التي تدهورت على مستوى العالم؛ فمن بين 18 دولة على مستوى العالم سجلت تدهورًا بين عامي 2020 و2021، كانت ثمانية منها في منطقة جنوب الصحراء الكبرى. وبشكل عام، قُتل ما يزيد قليلًا على 30 ألف شخص في هجمات إرهابية في المنطقة منذ عام 2007.

وشهدت النيجر ومالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوركينا فاسو أكبر زيادة في عدد القتلى في الهجمات الإرهابية، وشهدت النيجر أكبر زيادة في الوفيات الناجمة عن الإرهاب، حيث تضاعفت أكثر من الضعف مقارنة بعام 2020. كما ارتفع عدد الوفيات بسبب الإرهاب إلى 588 في عام 2021، وهذا هو أعلى عدد من القتلى بسبب الإرهاب في البلاد منذ عام 2007.

ووفقًا للتقرير، سجلت أوغندا 3 حوادث أسفرت عن أربع وفيات وإصابة 40 شخصًا. وهذه هي السنة الأولى التي تسجل فيها البلاد أي هجمات إرهابية منذ عام 2015. وكان تنظيم داعش مسؤولًا عن حادثتين، بينما أعلنت قوات الحلفاء الديمقراطية مسؤوليتها عن الحادث الآخر.

 

.

رابط المصدر:

https://marsad.ecss.com.eg/68354/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M