هدفت الدراسة إلى الوقوف على واقع انسجام قيم المواطنة الواردة في كتاب التربية المدنية للتعليم الابتدائي مع تلك القيم التي وردت في القانون التوجيهي للتربية الوطنية، باعتباره الإطار المرجعي لتأليف المناهج والكتب المدرسية، حيث توصلت الدراسة باعتماد منهج تحليل المحتوى من خلال شبكة تحليل محددة لقيم المواطنة في القانون التوجيهي، وتحليل محتويات كتب التربية المدنية لمرحلة التعليم الابتدائي ككل على ضوئها، إلى أن قيم المواطنة الواردة في كتاب التربية المدنية لمرحلة التعليم الابتدائي لا تتوافق مع مقدار القيم الواردة في القانون التوجيهي للتربية الوطنية إلا بنسبة46.15%، وهي نسبة غير كافية للدلالة على الاعتماد الفعلي للمؤلفين والجهات الوصية على مرجعية القانون التوجيهي للتربية الوطنية في المؤلفات المدرسية.
كما بينت الدراسة من خلال مقارنة الحجم الساعي الأسبوعي لمادة التربية المدنية مع بقية المواد الدراسية، أن الحجم الأسبوعي لهذه المادة والمقدر بحصة واحدة ذات 45 دقيقة فقط، لا يكفي لهذه المادة الهامة بأن تجسد قيم المواطنة سلوكا تطبيقيا في حياة المتعلمين، هذا إذا كفى هذا الزمن لتقديم المعارف أصلا.
وفيما يتعلق بعناية الكتاب بتقديم المعارف فقط أم تجسيد هذه المعارف أنشطة وممارسات عملية من خلال محطات الإدماج، بينت الدراسة أن الفارق كبير جدا بين النسبة المئوية للدروس التي تمثل المعارف النظرية، وبين محطات الإدماج التي تمثل جانب الممارسة التطبيقية للقيم في حياة المتعلم، حيث كانت نسبة الدروس 81.90%، ونسبة محطات الإدماج 18.10% من المجموع الكلي لكليهما، مما يعني أن التوجه مازال باق نحو المعارف، لا نحو توظيفها كما جاء في المناهج المحسنة.
المصدر :https://democraticac.de/?p=83993
