- هناك قلق حقيقي في أروقة القرار السياسي في طهران من أن إيران لا يمكنها التعويل على مساعدة حليفها الروسي في حال ارتفعت حدّة التوتُّر بين إيران، وكلٍّ من إسرائيل والولايات المتحدة.
- لموسكو مصلحة في مقدارٍ من التوتر بين إيران والولايات المتحدة، وتلويح غربي بالتصعيد الميداني ضد إيران، لأن ذلك من شأنه شدّ انتباه الكتلة الغربية، والمجتمع الدولي عن مجريات الأمور في أوكرانيا.
- يُفضِّل الروس وجود نوعٍ من “التوتر المحسوب” بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ثانية، لأنه يدفع إيران نحو الضغط على مصالح واشنطن في منطقة الشرق الأوسط.
بالتزامن مع ارتفاع حدّة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، واتساع رقعة الاشتباكات من غزة إلى لبنان واليمن وصولاً إلى العراق، تتعقد الظروف التي تحيط بالميليشيات التابعة لمحور المقاومة بقيادة إيران في كل هذه النقاط، تحت وطأة الهجمات التي توجهها إسرائيل لها، ومعها تتعقد الظروف التي تحيط بإيران على الصعيد الداخلي، سواء في مجال الأمن أو السياسة أو الاقتصاد أو العلاقات مع القاعدة الشعبية، وعلى صعيد تنظيم العلاقات مع بلدان حليفة مثل روسيا. أو مع الوكلاء والحلفاء الإقليميين، بما فيهم “حماس” و”حزب الله”. ويبدو كل هذا المشهد المعقد منفتحاً أمام احتمال اكتشاف مستويات أخرى من التوتر.
ظروف إيران بعد حرب غزة
بعد بدء الهجوم الذي شنته “حماس” و”الجهاد الإسلامي” على إسرائيل في السابع من أكتوبر كان الانطباع العام في طهران أن استخدام الاستراتيجية التقليدية، المتمثلة في التهديد باتساع رقعة الاشتباكات، ودخول كل تنظيمات المقاومة [في مسار المواجهة] سيردع إسرائيل، ويدفعها نحو وقف العملية العسكرية، ويؤدي إلى القضاء على حكومة نتنياهو، مُقدِّماً بذلك، نصراً دعائياً كبيراً لإيران التي كانت ستعتبر ذلك هزيمة لإسرائيل، وثأراً لقائدها الجنرال قاسم سليماني. كما كانت طهران ترى أن ذلك سيؤدي إلى استفحال دورها في المنطقة من خلال ارتفاع سطوة التنظيمات المقاومة، والقضاء على توجهات التطبيع مع إسرائيل.
لكن مرور ثلاثة أشهر كان كفيلاً بأن يُظهر أن إسرائيل لا تنوي التراجع عن خطتها العسكرية رغم المعارضة العالمية، كما كان كفيلاً بأن يظهر أن واشنطن لم تتراجع عن دعمها لإسرائيل، رغم كل الضغوط التي تعرضت لها. وأدى ذلك إلى خلق واقع مختلف راح ضحيته آلاف من المدنيين في غزة، كما قضى على جزء كبير من بنية “حماس” العسكرية. والواضح أن “حزب الله” اللبناني قرّر على جانب من هذه الموازنة اجتناب الدخول في اشتباك واسع النطاق ومفتوح مع إسرائيل. وبالتزامن مع ذلك، لم تستطع الجبهتان اللتان فتحهما وكلاء إيران في كل من اليمن والعراق حصد نتائج ملموسة ضدّ المصالح الأمريكية والإسرائيلية؛ حيث وضع القرار الأمريكي-البريطاني بإنشاء حلف بحري، الجبهة اليمنية أمام ضربات جويّة وصاروخية مؤثرة. ودعم جميع أعضاء مجلس الأمن الرسالة التحذيرية الموجهة إلى جماعة الحوثي من تداعيات مهاجمة السفن والمصالح الإسرائيلية.
إسرائيل تتحدى المصالح الإيرانية
من خلال عملية الاغتيال الناجحة التي نفذتها في سورية، في 25 ديسمبر، والتي حصدت أهم قائد في الحرس الثوري الإيراني في سورية، الجنرال رضى الموسوي، ثم العملية التي أعقبتها في 20 يناير، وأطاحت بعدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين، أبرزهم يوسف أوميد زاده، الشهير بـ”الحاج صادق”، قائد استخبارات فيلق القدس في سورية، فإن إسرائيل استطاعت توجيه ضربة كبيرة أخرى إلى إيران، رأى المراقبون أنها تضاهي الضربة التي وجهتها واشنطن لطهران عبر اغتيال الجنرال قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد. ورأى الكثيرون أن توجيه ضربة أخرى ضدّ قادة الحرس الثوري في الذكرى السنوية لاغتيال سليماني رسالة واضحة من إسرائيل إلى إيران حول تداعيات المشاركة في الحرب على إسرائيل، على الأمن القومي الإيراني. وفي ظل هذه الظروف، حاول كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين في إيران ممارسة تصعيد في المواقف، حين هددوا إسرائيل بالثأر، كما أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن إسرائيل ستدفع بكل تأكيد ثمن ما قامت به. إلا أن جزءاً آخر من المسؤولين الإيرانيين، إذ أشاروا إلى فداحة الخسارة التي تعرضت لها إيران بمثل هذه الاغتيالات، فإنهم لوحوا كذلك إلى أن الخطوة الإسرائيلية، كانت استفزازاً أرادت من خلاله جر إيران إلى المواجهة المباشرة، لكن طهران لا تنوي الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
وإلى جانب ضرباتها الموجهة ضد القيادات الميدانية الإيرانية، عمدت إسرائيل إلى تكرار التصعيد من خلال اغتيال صالح العاروري؛ مساعد مدير المكتب السياسي لحركة “حماس”، والذي تعتبره المصادر الرجل الأقرب إلى إيران و”حزب الله” في الحركة. وكانت الخطوة الإسرائيلية في اغتيال العاروري داخل الأراضي اللبنانية، وبالتحديد في منطقة نفوذ “حزب الله” ضربة أخرى وجهتها تل أبيب إلى محور المقاومة بقيادة إيران.
وفي هذا السياق يمكن وضع الهجوم الإرهابي الذي تعرض له اجتماع إحياء ذكرى اغتيال قاسم سليماني في مدفنه بمدينة كرمان، والذي راح ضحيته ما يقارب 100 قتيل، وأكثر من 200 جريح. ومع أن الهجوم تبناه تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكن المواقف الإيرانية الرسمية التي صدرت من حوله أظهرت انطباعاً بأنهم يعتبرونه خطوة ضمن المسار التصعيدي الإسرائيلي ضد إيران، والذي يمكن اعتبار الخطوات التصعيدية التي تمارسها تنظيمات مسلحة منها “جيش العدل” في بلوشستان جنوب شرق إيران جزءاً منه، أو في إطاره. ويشير هذا الاتجاه إلى احتمال دخول إيران في نفق من التوتر الأمني الداخلي.
إيران بين خياري الصبر الاستراتيجي، والثأر الواسع
وضع الحدث الإرهابي الذي تعرض له اجتماع إحياء ذكري الجنرال سليماني، المشهد السياسي الإيراني أمام ثنائية صعبة ومتوتّرة؛ إذ استندت أجزاء لافتة من الشارع الموالي للنظام السياسي إلى رسالة خامنئي التي أشار فيها إلى “ثأر إلهي قوي” على الحادث، مطالبين بتنفيذ عملية واسعة ضد إسرائيل، والولايات المتحدة اللتان اتهموهما بالوقوف خلف الحادث. وحين عمدت بلدية العاصمة طهران التي يهيمن عليها المحافظون إلى رفع لافتة في “ساحة ولي عصر المركزية”، تشير إلى “الرد الصعب” ارتفعت معنويات هؤلاء، وارتفعت لهجتهم؛ حيث حذروا من تداعيات تساهل النظام السياسي في الرد على إسرائيل والولايات المتحدة والاكتفاء بالتهديد، مؤكدين أن ذلك سيزيد من جرأة إسرائيل في توجيه ضربات أوسع، كما سيزيد من سخط الشارع المؤيد للنظام.
وأظهرت تغريدة للمساعد السياسي لمدير مكتب الرئيس الإيراني محمد جمشيدي، الذي يعتبر من المقربين لإبراهيم رئيسي، المنحى الذي ترغب الحكومة الإيرانية في اتخاذه للتعامل مع الحادث في كرمان، والرد عليه. إذ أكد جمشيدي أن مسؤولية الجريمة التي وقعت في كرمان تقع على عاتق الولايات المتحدة وإسرائيل، وأن الإرهابيين مجرد أداة لهما. ودعم هذه الرغبة توجهٌ سادَ في المواقع الإخبارية والتحليلية المقربة من السلطة السياسية في إيران، والتي ركزت على توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل في حادث كرمان، رغم أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أعلن مسؤوليته عنه.
لكن بإزاء هذا التوجه التصعيدي، هناك تيار إيراني يرى أصحابه أن طهران لا ينبغي أن تنجر إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل، مؤكدين ضرورة انتهاج سياسة “الصبر الإستراتيجي”. ومن هذا المنطلق يطالب هذا التيار النظام السياسي بعدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل، والاكتفاء بالضغط عليها من خلال مجموعة وكلائها الإقليميين. وإلى جانب هذين التيارين الرسميين، ثمّة تيارين آخرين في المشهد الإيراني يجب أخذ موقفهما بعين الاعتبار:
- فهناك الشارع الإيراني الذي تأثّر عميقاً بتفجيرات كرمان، التي حصدت العشرات من المواطنين العزل، لكنه في الوقت نفسه يقلق من انعكاسات أي توتر جديد بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل على الواقع السياسي والاقتصادي الإيراني المحبط، بفعل الأزمات الاقتصادية المتتالية وأخبار الفساد الذي يمارسه المسؤولون. وتشير التجربة إلى أن الشارع الإيراني ينسجم في موقف داعم للنظام السياسي في حال ارتفعت التهديدات مخلفاً ورائه كل الخلافات والانتقادات.
- وهناك تيارات من المعارضة الإيرانية، مثل “منظمة مجاهدي خلق”، والتيارات المؤيدة لعودة الملكية، وتنظيمات عرقية/إثنية معارضة، ترغب في خلق توتر دولي كبير يُراد منه جرّ المجتمع الدولي إلى مواجهة دامية مع النظام الإيراني، كما ترغب في خلق أزمات داخلية واحتجاجات عامة، تعمل من جهة على تفكيك الدولة الإيرانية، ومن جهة أخرى على إسقاط النظام السياسي، ضمن خطة تركز عليها المعارضة الإيرانية منذ عقود.
تعامل النظام السياسي الإيراني مع الظروف الراهنة
في إزاء كل هذه التيارات، فإن التوترات الأمنية الجديدة، تضع النظام السياسي الإيراني أمام واقع معقد، لا يمكن التعامل معه بسهولة. ويمكنُ وضعُ خطٍّ فاصلٍ بين الاغتيالات التي نالت من القادة العسكريين، وما جرى في كرمان. ضمن إطار تلك الاغتيالات التي حصدت إلى جانب رضى الموسوي والحاج صادق وصالح العاروري، قيادات ميدانية مؤثرة أخرى، من ضمنهم القائد في حركة النجباء العراقية (إحدى أذرع الحرس الثوري الإيراني في العراق والشرق الأوسط)، طالب السعيدي (أبو تقوى)، وعدد من مرافقيه، فإن إسرائيل والولايات المتحدة، أعلنتا بكل وضوح، دورهما في الأحداث، بما لا يثير أية شكوك في أن تلك الاغتيالات جاءت في سياق التصعيد الإقليمي الراهن.
لكن إسقاط هذا التحليل على حادث كرمان المعقد، يمكن أن يضعنا أمام تفسيرات غير صائبة؛ إذ على الرغم من أن أجزاءً من النظام السياسي الإيراني اتهمت واشنطن وتل أبيب بالوقوف خلفه، فإن كلا من البلدين نفى أي دور له في ذلك. ومع هذا فإن استفحال الانطباع داخل إيران بأن ثمة تنظيماً قوياً يقف خلف أحداث كرمان، يظل في حد ذاته أمراً لافتاً، خصوصاً وأن طهران تضع هذا الحادث في إطار مسلسل من الأحداث الإرهابية الأخرى التي حدثت في مدن إيرانية، كان آخرها استهداف ضريح شيعي في مدينة شيراز، كان قد تبنَّاه “تنظيم الدولة”، لكن تبيَّن فيما بعد، أن مُنفِّذيه ينتمون إلى تنظيمات متشددة في القوقاز وآسيا الوسطى، ودخلوا إيران من جمهورية أذربيجان (التي تتهمها إيران بفسح المجال أمام المخابرات الإسرائيلية)، ولم تفتأ إيران تواصل اتهام إسرائيل بالوقوف خلف كل تلك الأحداث.
ونتيجة هذه الظروف، فإن مستوى التوتر بين إسرائيل وأمريكا وإيران آخذ في الارتفاع، سواء أكان الحادث في كرمان يحمل بصمة إسرائيلية، أم لا. وهذا التوتر يشارف على أن يدخل مرحلة لا يمكن معها التحكم فيه، خصوصاً وأن أجزاء من النظام السياسي في طهران، تطالب برد فعل إيراني قوي ضد مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، لإعادة الاعتبار للقيادة الإيرانية بين قاعدتها الشعبية وبين تنظيمات محور المقاومة.
الموقف الروسي ومحدداته
في ضوء كل ذلك، هناك قلق حقيقي في أروقة القرار السياسي في طهران من أن إيران لا يمكنها التعويل حتى على مساعدات من حليفها الروسي في حال ارتفاع حدّة التوتُّر بين إيران، وكلٍّ من إسرائيل والولايات المتحدة، أو في حال الانخراط في مواجهة مباشرة، ومفتوحة، معهما. وتبدو المساعدة العسكرية الروسية لإيران في حال خوضها حرباً مع إسرائيل والولايات المتحدة مُستبعَدة لعدة أسباب، من بينها:
- ثمّة مصالح معقدة تربط روسيا بإسرائيل في قطاعات مختلفة. وهذه المصالح هي التي دفعت روسيا طيلة الأشهر التي تلت السابع من أكتوبر نحو الفصل بين الشعب الفلسطيني الذي أكدت روسيا دعمها له، وبين “حماس”؛ إذ وجهت روسيا انتقادات إلى عملية “طوفان الأقصى”، واختطاف رهائن مدنيين، وسقوط قتلى في صوف المدنيين على يد “حماس”.
- تُعارِض موسكو بشكل واضح أيديولوجيا طهران الداعية إلى القضاء على إسرائيل بشكل نهائي.
- تُعارِض موسكو بوضوح الأنشطة الأيديولوجية التي تمارسها إيران تحت غطاء المشاريع الثقافية والدينية في منطقة شمال القوقاز، والجمهوريات الروسية ذات الجالية المسلمة، بغية حشد هذه الجالية في أنشطة معادية لإسرائيل؛ فهي تخشى استغلال إيران هذه الجاليات لإنشاء تنظيمات دينية متشددة داخل الأراضي الروسية، من أجل استهداف المصالح الإسرائيلية. كما تخشى بشكل أوسع انعكاسات هذا النشاط الأيديولوجي الإيراني على أمنها الداخلي، من خلال احتمال حشد إيران لهذه الجاليات في سياق أيديولوجية إسلامية بقيادة طهران. وتنظر موسكو إلى الأحداث التي شهدتها جمهورية داغستان في 30 أكتوبر الماضي (حيث قام عدد من الشبان المسلمين متأثرين بالدعايات الإسلامية بإغلاق مطار داغستان بعد دخول عدد من المسافرين اليهود إليه قادمين من موسكو) في إطار تلك الخطوات الأيديولوجية التي تستهدف لحمتها الوطنية، فيما أظهرت جهات دينية في إيران رضاها عمّا جرى في ذلك المطار؛ مما أثار حفيظة موسكو.
- جددت موسكو في منتدى التعاون العربي الروسي، الذي عُقدت دورته السادسة في مراكش المغربية (20 ديمسمبر الماضي)، تأكيدها أنها تمنح التعاون مع بلدان الخليج أولوية كبيرة، وأنها تدعم في هذا السياق موقف الإمارات فيما يتعلق بالجزر الثلاثة، وضرورة إحالة الخلاف حولها إلى المؤسسات الدولية، وترفض الخضوع لموقف إيران الذي يرى أن السيادة في هذه الجزر إيرانية، لا نقاش فيها.
- بعد الهجمات التي شنتها التيارات الغربية الميول في إيران على موسكو، بعد موقفها في منتدى التعاون العربي الروسي في المغرب، وحيال الجزر الثلاث، توصلت موسكو إلى انطباع بأن السلوك الذي تبديه الحكومة ومؤسستها الدبلوماسية تجاهها ليس من منطلق الصداقة الاستراتيجية، وأن طهران يمكنها أن تنطلق من موقف معاد في بعض الأحيان، بما يتناقض مع ضروريات التحالف الاستراتيجي. ويظهر ذلك أن الموقف الإيراني يسوده الحماس والعواطف، أكثر ممّا يقوده العقل والمنطق، وأن روسيا لا يمكنها القبول بمخاطر تحالف استراتيجي مع شريك من هذا النوع، وأنها تفضل علاقات تكتيكية مع طهران.
- هناك مصلحة لموسكو في مقدارٍ من التوتر بين إيران والولايات المتحدة، وتلويح غربي بالتصعيد الميداني ضد إيران، لأن ذلك من شأنه شدّ انتباه الكتلة الغربية، والمجتمع الدولي عن مجريات الأمور في أوكرانيا؛ لكن موسكو لا تدعم خيار الحرب المفتوحة في هذه النقطة الجغرافية، وفي الخليج، لأن ذلك يعني توتراً في أحد الممرّات التي تعول عليها روسيا لنقل البضائع، كما يعني اضطراباً في الخليج، باعتباره ساحةً لتعاون اقتصادي واستثماري مع موسكو.
- ترغب موسكو في خفض النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، ودعم دورها في هذه المنطقة. وإن التوتر المدروس الذي تنشده موسكو بين إيران والولايات المتحدة من شأنه أن يدعم النفوذ الروسي في المنطقة من باب الاضطلاع بأدوار الوساطة واستخدام نفوذها على إيران لفض الخلافات.
وفي الختام، فإن ارتفاع حدة التوتر غير المباشر بين إيران والولايات المتحدة، لا يتعارض مع المصالح الروسية، ويُفضِّل الروس هذا المستوى من التوتر، لاستخدامه بغية دفع إيران نحو الضغط على مصالح واشنطن في منطقة الشرق الأوسط. ويعني ذلك، أن “توتُّراً محسوباً” بين طهران وواشنطن، وتل أبيب، سيكون خيارا أفضل لروسيا من “مواجهة مفتوحة” في محيط ساخن. وقد نقلت روسيا وجهة نظرها إلى كل من إيران وإسرائيل برغبتها في تفادي المواجهة المفتوحة، في حين أن إيران لا ترغب في المرحلة الراهنة في فتح أبواب الحرب الشاملة في منطقة الشرق الأوسط.
المصدر : https://epc.ae/ar/details/brief/muthalath-altawatur-alirani-al-israyili-alamriki-wahisabat-rusia