معايير لتحليل الإحصائيات الخاصة بفايروس كورونا – القسم الأول

بهاء النجار

يهتم الكثيرون بالإحصائيات الوبائية لكورونا بأعداد الإصابات والوفيات وبعض هؤلاء يهتم كذلك بعدد المتعافين التي تعلنها الوزرات والجهات الرسمية في كل دولة ، هذا الاهتمام ناتج عن تركيز الإعلام على هذه الإحصائيات من دون تحليلها إلا ما ندر سواء كان ذلك بقصد او بدون قصد ، فيأخذ المتابع صورة عن بلد ما نتيجة هذه الركائز الثلاثة (الإصابات والوفيات والمتعافين) ، وفي الأغلب لا تكون صورته دقيقة وواضحة .
إن الركائز الثلاثة التي ذكرناها لا تلبي كل ما يحتاجه المتابع والمهتم بالشأن الوبائي ، فمن هي أكثر الدول موبوءة ؟ او كيف نعرف أكثر الدول تضرراً من الفايروس ؟ هل هي الأكثر إصابات أم الأكثر وفيات ؟ وأي الدول أفضل رعاية صحية ؟ وأي الشعوب أكثر مقاومة للفايروس ؟ وغيرها من المعايير ، لذا سنلجأ الى وضع معايير مستنبطة من هذه الركائز الثلاثة تنفع المهتمين كثيراً ويمكن من خلالها أخذ صورة أوضح عن ما يجري في الدول المصابة بفايروس كورونا وكالآتي :
1) معيار نسبة الوفيات الى الإصابات : وهو معيار معتمد عالمياً ، ولكنه متغير بشكل يومي مع تغير أعداد الإصابات والوفيات ، ولكن الى حد ما يعطي تصوراً معيناً عن مستوى النظام الصحي في البلد ، فالبلد الذي فيه هذه النسبة أعلى من غيره يكون نظامه الصحي أسوأ من حيث مواجهة فايروس كورونا .
2) معيار نسبة الإصابات الى عدد السكان : وهو معيار معتمد أيضاً ، ويعكس مدى قدرة الشعب ووعيه في مواجهة فايروس كورونا ، فالدولة التي فيها هذه النسبة أعلى يكون شعبها إما أقل مناعة أو أقل وعياً والتزاماً بالمقررات الصحية مما يجعل الإصابات عالية فيه .
ويُفضّل كمعيار لمعرفة مدى وبائية الدولة ، فالدولة التي فيها هذه النسبة 1 لكل ألف أقل وباء من التي فيها 5 لكل الألف ، حتى لو كانت عدد الإصابات في الأولى أقل من عددها في الثانية .
وسنتعرف على معيار آخر ربما يكون أدق في معرفة مدى وبائية الدولة من بين باقي الدول .
3) معيار نسبة الوفيات الى عدد السكان : هذا المعيار هو حصيلة المعيارين السابقين ، أي يعطي تصوراً عن قدرة الدولة ( حكومة وشعباً ) على مواجهة الفايروس ، الحكومة من خلال نظامها الصحي والشعب من خلال مناعته الصحية ووعيه ، فالدولة التي فيها هذه النسبة أكبر تدل على أن حكومتها وشعبها يتحملان المسؤولية أكثر من التي فيها النسبة أقل .
4) معيار نسبة عدد المتعافين الى عدد الإصابات : وهذا المعيار يكشف عن نسبة التعافي من الإصابة بالفايروس عند الدول ، فالإعلام أحياناً يشوش الصورة أمام المشاهد بالتركيز على عدد الإصابات وعدد الوفيات من دون الاهتمام بعدد المتعافين ، فربما لا يعلم أغلب الناس أن نسبة المتعافين في الصين وهي من أكثر البؤر الوبائية هو 94.6% ، وأن نصف المصابين تقريباً في إيران يتعافون من إصابتهم ، وأن أقل من النصف بقليل من المصابين في ألمانيا هم في عداد المتعافين .
ولكن للإنصاف لو أن التركيز الإعلامي كان على نسبة المتعافين لزادت نسبة الإهمال في التباعد الاجتماعي وبالتالي سيزيد من نسبة الإصابات بالفايروس ، وربما هذا من حسن حظنا ، أجارنا الله وإياكم من شر هذا الوباء .

سنتناول في القسم الثاني معايير أخرى يمكن أن تنفع المهتمين بهذا الشأن .

 

رابط المصدر:

https://www.facebook.com/BahaaaAlnajjar/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M