من أسرار السيدة فاطمة الزهراء(ع)

السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- هي سيدة نساء العالمين، وأعظم شخصية نسائية في الوجود ومن الطبيعي ان تكون كذلك في الإسلام. وخسرت البشرية الكثير بتغييب دورها وسيرتها، وعدم جعلها القدوة والأسوة الحسنة العملية في حياة الناس.

فهي أعظم نموذج للمرأة في كل المجالات، فهي البنت والزوجة والأم.. في البشرية وفي الإسلام. فهي خير نموذج في العلاقة بين العبد وخالقه -عز وجل- فهي عظيمة في عبادتها، ولايمكن لنا معرفة وإدراك حقيقة تلك العلاقة الخاصة العظيمة التي لا يعلمها إلا الله ورسوله (ص) وأمير المؤمنين وأولادها وأحفادها الائمة الطيبين الطاهرين (ع)، ولو أراد البعض تسليط الضوء على بعضها؛ سيحتاج إلى مجلدات؛ فهناك صلوات وأدعية خاصة بها، وكذلك الأقوال والحكم، والاحاديث والروايات والخطب، والتسبيحات المعروفة باسم تسبيحات السيدة الزهراء المستحبة بعد كل صلاة، ويحرص المؤمنون الموالون اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) على القيام بها. فهي سر من الأسرار التي علّمها إياها والدها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).

سر معرفة فاطمة وليلة القدر

ان السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي سر من الأسرار العظيمة، ولا يمكن معرفة سر المستودع فيها؛ ولا يمكن معرفة حقيقة شخصيتها، بل قرن معرفة حق معرفتها بمعرفة ليلة القدر؛ من يستطيع معرفة ليلة القدر؟. عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال: “من عرف فاطمة حق معرفتها فقد ادرك ليلة القدر وانما سميت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها…”.

ليلة القدر العظيمة فيها أسرار وخير وبركة…، وكذلك السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فيها سر عظيم مستودع فيها، لا يعلمه إلا القليل من العباد، الراسخون في العلم والإيمان والتقوى والعقيدة والولاية ومن امتحن الله قلبه، والسر المستودع فيها لا يقل عن السر الموجود في ليلة القدر، قال تعالى في كتابه الكريم: ((إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3)..)).

وكذلك وما أدراك ما فاطمة وسر فاطمة والمستودع فيها؟.

انه سر عظيم جدا ينبغي للمؤمن الموالي السعي للحصول على الأجر والثواب العظيم، عبر السعي لمعرفة حقيقة شخصية الزهراء (ع) وان يكون معها من محبيها وضد من آذاها.

سيدة الرحمة والشفاعة

السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- هي رحمة واسعة، وهي الشفيعة. عن أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: “إنّ فاطمة لتشفع يوم القيامة فيمن أحبّها وتولاّها وأحبّ ذريتها وتولاّهم وشفّعها الله فيهم ويدخلهم الجنّة بشفاعتها”. روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): “أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) تقف يوم القيامة على باب الجنة وتشفع لمحبيها ومن تولاها وذريتها عند الله، فيقبل الله شفاعتها”.

فاطمة تربية إلهية

والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) نموذج يحتذى به في التربية حسب مواصفات التربية الإلهية؛ لان والدها الذي رباها هو رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو كما قال (ص) في الحديث الشريف ((ادبني ربي فأحسن تأديبي ). وهو قد مدحه الخالق -عز وجل- في الآية الكريمة: ((وإنك لعلى خلق عظيم)). وهي أفضل نموذج في العلاقة الزوجية للبشرية، عبر علاقاتها الزوجية المتميزة مع زوجها أمير المؤمنين الإمام علي المرتضى (عليه السلام). فالسيدة الزهراء -سلام الله عليها- تمثل بذلك أفضل نموذج للتربية والعلاقة بين أفراد العائلة بين الوالدين والأولاد، وعنايتها واهتمامها بتربية أفراد اسرتها: الإمام الحسن المجتبى، والإمام الحسين شهيد كربلاء، والسيدة زينب الحوراء، والسيدة ام كلثوم عليهم السلام.

قسوة الأمة والاعتداء على الزهراء

ما أقسى هذه الأمة إذ أرسل الله الرحمن الرحيم، رسول الرحمة النبي المصطفى محمد (صلى الله عليه واله وسلم) قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾. ولكن القوم لم يمتثلوا لأوامر الخالق -عز وجل- وأوامر نبيه المختار الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يرحموه ولم يرحموا بضعته ووحيدته وعزيزته السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي قال بحقها ما قال وقد ذكرنا بعضها سابقا، لقد ظلموها ومنعوها من حقوقها وضربوها ولطموها واسقطوا جنينها واحرقوا باب دارها وقتلوها!.

ويل لمن ظلَمَها

ومما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال بحقها الكثير من الروايات التي تشير إلى مكانتها وقربها منه (ص) والتحذير من إغضابها فهو اغضاب له (صلى الله عليه وآله): قال النبي (ع) عن ابنته: ((فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي ‏فَمَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِي و مَنْ سَرّها فَقد سَرّني)).

وقال أيضا (صلى الله عليه واله وسلم): “أن فاطمة بضعة مني وأنا منها، فمن آذاها فقد آذاني [ومن آذاني فقد آذى الله] ومن آذاها بعد موتي كان كمن آذاها في حياتي، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي..”.

وقال (صلى الله عليه واله وسلم):”.. واعلم يا علي، إني راضٍ عمّنْ رضيَتْ عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربي وملائكته. يا علي ويلٌ لمن ظلَمَها، وويلٌ لمن ابتزّها حقّها، وويلٌ لمن هتك حرمتها، وويل لمن أحرق بابها”.

هنيئا لمن يكون مع السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومن محبيها، ومن المدافعين عنها، ورفض الظالمين الذين منعوا حقها وهتكوا حرمتها وحرقوا بابها ومن أذاها. من يقف مع السيدة فاطمة الزهراء نصيبه نيل شفاعتها (عليها السلام) يوم لا ينفع مال ولا بنون يوم القيامة. السلام على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها.

المصدر : https://annabaa.org/arabic/ahlalbayt/37208

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M