هل سيقتل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر؟

على هامش مؤتمر البحرين لحماية الملاحة في الخليج والذي عقد في المنامة في 19\10\2019 و بمشاركة دول الخليج واسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوربي عقدت اللجنة الخاصة بالعراق جلساتها للتداول في دور العراق في ظل تنامي النفوذ الايراني وتعاظم دور الميليسشات الشيعية.
واستعرضت اللجنة افاق التحولات في الساحة العراقية والقوى الفاعلة فيها وسبل الحيلولة دون وقوع العراق تحت سيطرة ايران بشكل كامل مما يسبب زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط ويهدد امن دول المنطقة والملاحة الدولية ومصالح العالم الحر.
وتناولت احدى الاوراق دور الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ودرسته بعناية لما له من اهمية نابعة من قدرته العالية في التاثير من خلال تياره الواسع الذي يتبعه اتّباعا ثابتا قائما على قناعة دينية مقدسة تجعله فوق المساءلة مما يعطيه قوة تاثير لا توازيها اية قوة سياسية في العراق. وقد اصبح الصدر الرقم الاصعب في المعادلة العراقية بحيث لا يمكن تشكيل حكومة دون موافقته، ولا تصمد حكومة يقرر حلها.

يستند نفوذ الصدر القوي الى ارث عائلي يحتوي على شخصيات دينية وسياسية تتمتع بتقدير كبير خصوصا بعد استشهاد اثنين من رجالها، (ابيه وابن عمه) على يد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، كما ساهمت مقاومته للقوات الامريكية بعد تحرير العراق في رفع رصيده السياسي بعد تلقيه دعما من ايران ولاحقاً من حلفاء الولايات المتحدة مما ساهم في ابتعاده عن ايران وانضمامه الى محور الاعتدال والصف العربي.
وقد ساهمت لقاءاته مع قيادات دول المنطقة في الرياض والدوحة وعمان وانقرة في ادخاله الى نادي الكبار وعزله عن التاثير الايراني الذي يريده تابعاً صغيراً ومنفذاً لسياساته، كما اسمهم الدعم المالي لمحور الاعتدال في ابعاده عن ايران التي تعاني بشكل متزايد من صعوبات اقتصادية لا تلبّي طموحاته.
واشارت الورقة الى الدور الايجابي الذي لعبه الصدر في المحافظة على بقاء العراق في المحيط العربي وعدم الوقوع تحت الهيمنة الايرانية التي تمتد من طهران الى بيروت مرورا ببغداد ودمشق، مقدّرةً اهمية ذلك الدور وضرورة استمراره، لكنها شددت على ضرورة اجراء مراجعة شاملة ومعمقة لدوره المستقبلي في ضوء متغيرات يمكن ان تطرأ عليه في ضوء عدة عوامل تنذر بانقلاب الصدر على نهجه الفعلي لاسباب عديدة منها ما يتعلق تغير موازين القوى في المنطقة في ظل تنامي القوة العسكرية لايران وميليشياتها في لبنان واليمن والعراق، خصوصا وان الصدر يرتبط بأكثر من رابطة مع المحور الايراني والمؤسسة الدينية التي ينتمي اليها والبيئة المذهبية التي ينحدر منها والارث العائلي الذي يربطه بها (يلاحظ ان عائلة الصدر تنحدر من اصول ايرانية في اصفهان).
وكشفت الورقة عن تقلباته السياسية سواء على الساحة العراقية او على مساحة الشرق الاوسط فقد شهدت مواقفه من تركيا وسوريا وحزب الله وحتى من ايران مواقف متذبذبة لاسباب متعددة سياسية واقتصادية وحتى لاسباب مزاجية بسبب الاضطراب الذي يعاني منه من الصغر مما يجعل الاعتماد عليه أمراً محفوفاً بالمخاطر.
لاتقتصر المخاطر من التعاون مع الصدر على فشل الخطة التي تعتمد على دوره، بل قد ينتقل – وبدون سابق انذار- الى المحور الايراني في لحظة تبدّل في المناخ الاقليمي مشدوداً بحنين الى ارثه العائلي و بيئته الدينية و ارتباطاته المذهبية فيتحول الى اداة فعالة بيد ايران لتصنع منها نسخة عراقية من ميلشيا حزب الله الذي يوصل طهران ببيروت مرورا بسورية ليجعل المنطقة كلها خاضعة لنظام ولاية الفقيه.

وتخلص الورقة الى اقتراح خطة للاستفادة منه في خطة لعزل العراق عن طهران وحزب الله وذلك على مرحلتين:
الاولى: تسعير الصراع بين المصالح الوطنية العراقية وبين النفوذ الايراني لاشغال ايران بالدفاع عن نفوذها
الثانية: التخلص منه (اي من الصدر) بطريقة غامضة من خلال الحلقة المقربة من انصاره، وإلقاء التبعة على ايران بالاستفادة من سمعته في مكافحة النفوذ الايراني حيث يصبح اتهام ايران بقتله أمراً مفهموماً من قبل الراي العام.

هذه الخطة تضمن دخول العراق في مرحلة فوضى تجعله غير قادر على التحول الى جسر تعبر عليه اسلحة حزب الله من طهران الى بيروت، كما تشغل ايران في حرب شعبية في العراق تضعف نفوذها فيه

يجب ان يتم تنفيذ الخطة بدقة وبهدوء بالاستفادة من الكوادر التي تم اختيارها وتدريبها بعد انعقاد مؤتمر التيار الصدري في انقره في ايار 2009

 

المصدر: عبر صفحة الفيسبوك

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M