حرب الخليج الثانية وآثارها في العراق وموقف المجتمع الدولي منها دراسة تحليلية طبق النظرية الواقعية

اعـداد : امـل قبيل    –     اشراف : د.  محمد الغريفي الموسوي – جامعة المصطفى ( ص) العالمية – كلية العلوم والمعارف – قسم العلاقات الدولية – العراق 

 

المقدمة :

نرى على صعيد العلاقات الدولية والفكر السياسي تمثل النظرية الواقعية اهمية كبيرة باعتبارها تشكل مصدر ومرجع فكري على مستوى العلاقات الخارجية والدولية وان ظهور هذه النظرية هو نتاج الاخفاقات التي شهدتها المدرسة المثالية في الحد من الحروب والصراعات الدولية وعدم ردع الدول خاصة بعد فشلها في الحرب العالمية الثانية لهذا جاءت النظرية الواقعية لحل تلك الازمات  بما ما موجود على الواقع وليس مستقبلا ولذلك تعتبر هذه النظرية مصدر للسياسات الدولية والسياسات الخارجية  .

ان الحرب العالمية الثانية اثرت بشكل كبير على بروز النظرية الواقعية السياسية بمفهومها التقليدي والجديد واتجاهاتها الفكرية المعاصرة وماجسدتها هذه النظرية على الصعيد النظام الدولي  وكانت لها اهمية كبيرة في الحرب الباردة وكذلك حرب على الارهاب  ولهذا اطلقنا في هذا البحث للوصول الى ما هو تأثير النظرية الفكرية الواقعية كدراسة تحليلية   على حرب الخليج الثانية وآثارها في العراق وموقف المجتمع الدولي منها. والتي ركزت على مبدا القوة لمواجهة الاخطار التي تهدد مصالحها وامنها القومي .

منهجية البحث :

اعتمدنا في هذا البحث على المنهج التاريخي وذلك لدراسة حالة من الاحداث الدولية  وكذلك المنهج التحليلي لتحليل المواقف الدولية ومانتج عنها من ظواهر وفق الاساليب العلمية .

هيكلية البحث

يقسم البحث الى ثلاثة مباحث و يتضمن المقدمة وفرضية البحث ومنهجية البحث وهيكلية البحث وخاتمة وثم الاستنتاجات والمبحث الأول يتضمن النظرية الواقعية واهم رواد النظرية وماهي اصول هذه النظرية وكيف نشأت والمطلب الثاني هو يتحدث عن الركائز الفكرية المعاصرة للنظرية الواقعية اما المبحث الثاني يتضمن النظرية الواقعية والاتجاهات الفكرية الواقعية المعاصرة آما المبحث الثالث يتضمن اندلاع حرب الخليج وماهي اسبابها وموقف الدول حول القضية وتأثيرها على العراق ويتضمن  المطلب الاول  اسباب الاجتياح العراقي للكويت و المطلب الثاني  مواقف المجتمع الدولي من ازمة اجتياح العراق للكويت

المبحث الاول :  النظرية الواقعية وماهي اصول هذه النظرية وكيف نشأت واتجاهاتها الفكرية

المطلب الاول:

  • النظرية الواقعية :

يصنف “ميكائيل دويل  Complex للواقعية إلى أربعة، وهي: الواقعية المركبة  أو المعقدة لميكيافيللي، والواقعية Fundamentalist لثيوسيديدس، والواقعية الأصولية لهوبز، والواقعية الدستورية لروسوStructuralist البنيوية أو الهيكلية   .( Constitutionalist ) وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف لما يمكن دويل”  فإن الأسماء المذكورة، يمكن اعتبارها بمثابة أن نسميه جذور رؤية النموذج المعرفي الواقعي لعالم السياسة

يرى الواقعيون إن بسط السلام الدولي على نحو مطلق مستقر ليس الا محض أحلام طوبائية، فالنظام الدولي تأسس على قدسية المصالح القومية الحيوية لكل بلد على اخر اعتبار إنها الدوافع الحقيقية للالتقاء والبعد مع كل بلد والعلاقة متلازمة بين المصلحة القومية والقوة، وهذا التلازم ينطلق من اعتقاد مؤداه إن الطبيعة الإنسانية في مبدئها تجنح لطغيان ال”أنا” يعتقدون باستحالة ولاستبطان الشر والخطيئة الأزلية، وهي خصائص يجب ازالتها (1)

أهم رواد النظرية الواقعية:

1- ثيوسيديدس : يُعتبر ثيوسيديس بنظر الكثير من مفكري النظرية الواقعية بل إن البعض يعتبر أن ثيوسيديدس هو مؤسس علم العلاقات الدولية الأول.  من خلال كتابه حرب البيلوبونيز-The Peloponnesian War حيث تمثلت في تحليلات ثيوسيديس لأحداث رئيسية منها: (الطبيعة الشريرة للإنسان كالخوف والقتل، والاعتماد والسعي          نحو القوة، والسعي نحو المصلحة الذاتية، إهمال الأخلاق، توازن القوى)، وهذه                 المفاهيم هي من صلب مفاهيم النظرية الواقعية التي نعرفها اليوم، حيث تم تطويرها           عبر تلاحق العصور على أيدي مفكرين وفلاسفة آخرين .

2- نيقولو ميكيافيلي : كان مكيافيلي شغوفاً بالسياسية ويظهر ذلك عندما نعرف أنه كان دبلوماسياً حتى سقوط حكم فلورنسا 1512. لقد كتب ميكيافيلي عن مفاهيم واقعية مثل: (القوة، توازن القوى، الأحلاف وطبيعة نشوؤها، أسباب الصراعات والحروب)، إلا أن أهم ما جاء به ميكيافيلي في كتاباته هو تركيزه على الأمن القومي، والذي يتمثل برأيه في النظام السياسي والحاكم، أي بقاء النظام والدولة. من أبرز الكتب                              كان كتاب الأمير- The Prince

3- توماس هوبز : تأتي أهمية توماس هوبز من كونه فيلسوفاً قدم تصوراً للمجتمع من دون سلطة مركزية، وقد سمى هذه الحالة بالحالة الطبيعية (State of Nature)، وقد تم تطبيق هذه الحالة في العلاقات الدولية من حيث التشابه ما بين الحالة الطبيعية والفوضوية في النظام الدولية (Anarchy) من حيث غياب السلطة المركزية، والتي لو وجدت لتم معاقبة الظالم وإنصاف المظلوم وتطبيق القواعد والقوانين .

4- إدوارد هاليت كار : كان في طليعة المنظرين الذين نظروا للواقعية في فترة ما بين الحربين العالميتين (1919-1939)، وقد قاد كار الواقعيين في ما يعرف بالجدال الأول-First Debate في مجال نظريات العلاقات الدولية أمام المثاليين (Idealism)، حيث جادل بأن دراسة العلاقات الدولية يجب أن تبنى على ما هو قائم فعلاً أي الواقع وليس ما يجب أن تكون عليه وفي كتابه أزمة السنوات العشرين-The Twenty Years Crises يشير كار إلى أنه لا يوجد انسجام في المصالح بين الدول، بل إن هناك تعارض وتضارب يجعل الدول تسعى دوماً لزيادة قوتها لحماية مصالحها وأمنها الوطني.

5- هانز مورغنثاو: يعتبر كتابه السياسة بين الأمم -Politics Among Nations  مرجعاً أساسياً في دراسة العلاقات الدولية، فقد جاء هذا الكتاب بعد الحرب العالمية الثانية ليعطي دفعةً قوية للنظرية الواقعية ويعزز من مصداقيتها ويشكل مرجعاً أساسياً للسياسة الخارجية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية وخلال الحرب الباردة.

6- هنري كيسنجر : كيسنجر الذي شغل مناصب سياسية هامة في الولايات المتحدة الأمريكية كان من أهمها مستشارا للأمن القومي، ووزيراً للخارجية الأمريكية، أنه متبنٍ للواقعية ليس فقط على مستوى الممارسة العملية، وإنما على المستوى الفكري الأكاديمي، فأطروحته للدكتوراه كانت بعنوان “عالم معاد البناء” حيث درس فيها فترة توازن القوى في السياسة الدولية الأوروبية بعد الحرب النابليونية 1815 ولغاية الحرب العالمية الأولى 1914، وأوضح كيسنجر في دراسته أهمية توازن القوى في الحفاظ على استقرار النظام الدولي. (2)

المطلب الثاني:  الركائز الفكرية المعاصرة للنظرية الواقعية

  1. القوة : وتعرف القوة أيضا بأنها “مجموعة الامكانات المتاحة لدولة ما”، والقوة التي تعنيها التحليلات الواقعية ليست القوة العسكرية التقليدية بل القوة بمفهومها الشامل لكل من عناصرها ومكوناتها المادية وغير المادية. فهي النتاج النهائي لعدد كبير من المتغيرات، الذي تتم بين العناصر المادية وغير المادية. وهذا الاندماج هو الذي يحدد في النهاية قيمة الدولة وتتضح هذه القوة من خلال الحيوية الاقتصادية أو النفوذ السياسي أو العسكري (3)
  2. المصلحة القومية : المصلحة الوطنية، هي الأهداف العامة المستمرة التي تعمل الامة من أجل تحقيقها. وتبعا لذلك، فهي تتميز بعموميتها واستمراريتها وارتباطها بالعمل السياسي (4).
  3. توازن القوى : مفهوم توازن القوى أي السياسة التي تتبعها الدول لتحقيق هذا التوازن، وهنا يجب أن نميز بشكل أساس بين هذين المستويين، لأن الأول يقع على صعيد المنظومة الدولية والثاني على صعيد السياسة القائمة بين الدول. وهناك أيضا المستوى النظري للمؤرخين الرسميين حين يستخدم مفهوم توازن القوى لوصف حالة توازن أو عدم توازن(5).
  4. المعايير الأخلاقية : يعتقد موركنثاو أن الأخلاق ضرورية في العلاقات الدولية ويناهض -على سبيل المثال- المبرر الأخلاقي في السياسة الدولية، وهو ما يسميه بـ”أيديولوجية الأخلاق”، أي إن المبادئ الأخلاقية تخفي وراءها المصالح الخاصة، كما يدين الاطلاقية ويسميها بالنزعة العاطفية، لأنها تغطي طبيعة السياسي وتركز فقط على القيمة الأخلاقية على حساب القيم الأخرى. إذاً موركنثاو يقترح علينا أخلاقية المسؤولية والمصلحة العليا للدولة، أي الدولة لمواطنيها وعلى القادة أن يكونوا أخياراً إذا أمكن وأشرارا إذا استدعت الضرورة (6).

 

  1. د. محمد انور فرج ,النظرية الواقعية في العلاقات الدولية ,دراسة نقدية مقارنة في ضوء النظريات المعاصرة , مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية,ص146,لسنة 2007
  2. حسن محمود جابر – Hasan M. Jaber, النظرية الواقعية التقليدية في العلاقات الدولية .
  3. ميثاق مناحي دشر, النظرية الواقعية: دراسة في الاصول والاتجاهات الفكرية الواقعية المعاصرة ((قراءة في الفكر السياسي الامريكي المعاصر))
  4. فرانكل، جوزيف، العلاقات الدولية، ترجمة: غازي عبد الرحمن القصيبي، ط2، تهامة للنشر، السعودية-جدة، 1984، ص53.
  5. غيّوم، اكزافييه، العلاقات الدولية، ترجمة: قاسم المقداد، مجلة الفكر السياسي تصدر عن اتحاد الكتاب العرب العددان 11-12 مزدوج، المؤسسة العربية السورية لتوزيع المطبوعات، دمشق 2003، ص57.
  6. غيوم، اكزافييه، مصدر سبق ذكرة، ص 65.

المبحث الثاني: النظرية الواقعية والاتجاهات الفكرية الواقعية المعاصرة

هناك نظريتان للواقعية وهي  :

  1. الواقعية التقليدية (الكلاسيكية)
  2. الواقعية الجديدة (البنيوية)

الاتجاهات الفكرية الواقعية المعاصرة

  1. الواقعية الدفاعية : فالواقعية الدفاعية ترى بأن الدول تسعى فقط للحفاظ على وجودها، بينما تقدم القوى الكبرى ضمانات لصيانة أمنها عن طريق تشكيل تحالفات توازنيه بانتقاء آليات دفاعية عسكرية، مثل”القدرات النووية الانتقامية”. وليس من المفاجئ أن تجد وولتز وغيره من النيوواقعيين الذين يرون أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت آمنه في اغلب فترات الحرب الباردة، لأنهم يتخوفون من امكانية تبديد الولايات المتحدة لهذا المكسب في حال تبنيها لسياسة خارجية عدائية. وهكذا بنهاية الحرب الباردة تحولت الواقعية التشاؤمية لموركنثاو والمستمدة من الطبيعة البشرية إلى تبني نبرة أكثر تشاؤمية (7).
  2. الواقعية الهجومية : يرون أصحاب الواقعية الهجومية ويعتقدون بتزايد احتمالات الحرب بين الدول كلما كانت لدى بعضها القدرة على غزو دولة أخرى بسهولة. لكن عندما تكون القدرات الدفاعية أكثر تفسيرا من القدرات الهجومية فإنه يسود الأمن وتزول حوافز النزعة التوسعية، وعندما تسود النزعة الدفاعية ستتمكن الدول من التمييز بين الأسلحة الدفاعية والأسلحة ذات الطابع الهجومي. آنذاك يمكن للدول امتلاك الوسائل الكفيلة بالدفاع عن نفسها دون تهديد الآخرين، وهي بذلك تقلص من آثار الطابع الفوضوي للساحة الدولية (8).
  3. . الواقعية النيوكلاسيكية : ولهذا الواقعية النيوكلاسكية تبحث في المتغيرات بما في ذلك السياسة الداخلية، سلطة الدولة والعمليات وتصورات القادة وتأثير الافكار لشرح كيفية رد فعل الدول على الصعيد الدولي (9).

————————————————————

  1. وولت، ستيفن،”العلاقات الدولية, ص3.
  2. وولت، ستيفن، مصدر سبق ذكرة، ص 3.
  3. Nicholas، kitchen، op، cit،

المبحث الثالث:

اندلاع حرب الخليج وماهي اسبابها وموقف الدول حول القضية وتاثيرها على العراق 

ان التحولات التي شهدها العالم العربي وخاصة بعد القرن العشرين والتي كان للدول العضمى والولايات المتحدة خصوصا دور كبير في الحياة السياسية العالمية  حيث بدات بانهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان يعتبر سقوط قوة عسكرية واقتصادية عالمية وبروز مصطلح الحرب الباردة وهو الامر الذي جعل الولايات المتحدة الامريكية تنفرد بالساحة الدولية كاعظم قوة في العالم من التاحية الاقتصادية  وباعتبارها تمتلك السلاح النووي وفي كل  هذة التطورات بروز ازمات  في دول الخليج منها اجتياح العراق لدولة الحرب الكويت  .

 المطلب الاول : اسباب الاجتياح العراقي للكويت

جاءت أبرز الخلافات بين بغداد والكويت حول الحدود، إذ اعتبر النظام العراقي جزءاً من الأراضي الكويتية باعتبارها أراضي تابعة له، وأخذ يطالب بها مُدعياً رغبته في ضمها إلى ما كان يمسى بـ”العراق الكبير”. كما أسهمت “قضية ترسيم الحدود” المعلقة بين البلدين منذ استقلال الكويت عام 1961 في تأجيج الخلافات.

وشعر النظام العراقي بحاجته إلى موانٍ ساحلية بديلة لتلك التي دُمرت  خلال حربه مع إيران، فمثّلت مواني الكويت فرصة للعراق لاستعادة نفوذه التجاري  من خلال تصدير النفط، وكذلك لإحراز تفوق استراتيجي ضد إيران حال نشوب حرب جديدة بين البلدين.

يأتي هذا إضافة إلى خلافات حول ديون العراق للكويت والسعودية، إذ دعمت الكويت وحدها بما يقارب 14 مليار دولار قُدمت لبغداد خلال حربها الاستنزافية مع طهران. وبعد الحرب طفق الرئيس العراقي يطالب بإلغاء تلك الديون متذرعاً بأن حرب بلاده مع إيران كانت بمثابة “دفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي”.

وأخيراً ملف إنتاج النفط الذي شكّل أبرز الخلافات بين العراق والكويت، إذ سعى العراق لاستعادة قواه الاقتصادية إبان انتهاء الحرب الخليجية الأولى، وذلك من خلال ضغطه على الدول أعضاء منظمة “أوبك” المنتجة للنفط لتقليل نسبة إنتاجهم، آملاً أن ترتفع أسعار النفط نتيجةً لذلك (10)

المطلب الثاني : مواقف المجتمع الدولي من ازمة اجتياح العراق للكويت .

اولا : موقف السعودية من الازمة :

بدا الموقف السعودي من أزمة احتلال الكويت قائم على أساس تحقيق ثلاثة أهداف:

الأول: انسحاب العراق الكامل من الكويت ثم تدميره

الثاني: عودة الحكومة الشرعية الكويتية للحكم

الثالث: وضع الأسس والضوابط الكفيلة بعدم تكرار هذا الوضع في المستقبل

جاء الاحتلال العراقي للكويت تحديا كبيرا لدول مجلس التعاون الخليجي، فقد فاجأ هذا الغزو دول مجلس مما دفعها لاتخاذ موقف موحد تقوده المملكة العربية السعودية، وافرز التعاون وشكل لها ديدا أمنيا غير مسبوق، ان الاحتلال العراقي للكويت بأن جعل من دول مجلس التعاون الخليجي أكثر تماسكا لإحساسها بالخطر المشترك، وهكذا أخذت المملكة العربية السعودية على عاتقها قيادة دول ا لس ولعبت دورا مهما في حرب الخليج الثانية وأخرجت العراق من الكويت، (11)

ان قرار الحرب ضد العراق وإخراجه من الكويت قد  حسم بالاتفاق مع المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج العربي، ووضعت كافة الترتيبات اللازمة لتنفيذه، واصبح قرار بدء الحرب بيد الولايات المتحدة الأمريكية، وابلاغ المملكة العربية السعودية    بذلك  (12)

ثانيًا: الموقف المصري من الأزمة:

جاء التحرك المصري من خلال حل التسوية في الإطار العربي التي كان لها الأثر الواضح، بعد مذكرات الاحتجاج بين البلدين، والاتهامات الإعلامية بينهما، فكانت  باكورة تحركها الدبلوماسي من خلال إصدار بيان في التاسع عشر من تموز، دعت فيه إلى ضبط النفس وإعطاء الأولوية القصوى لتعزيز التضامن العربي (13)

حيث ان العر اق ينتمي الى مجلس التعاون العربي ومصر عضو فيه كذلك ان  لمصر علاقات سياسية واقتصادية مع دولة الكويت قرره مجلس الأمن الدولي بموجب القرار ( 678 ) الصادر في التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1990 م، الذي أجاز من خلاله استخدام القوة العسكرية لإخراج القوات العراقية من الكويت، في حالة عدم انسحابها طوعيًا في مدة أقصاها الخامس عشر من كانون الثاني 1991 م، وبدأت فجر السادس عشر من الشهر نفسه هجوم شامل قامت به ما يسمى قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على العراق، وأطلقت على عملياتها ((عاصفة الصحراء)) واستمر الهجوم على العراق حتى الرابع من آذار من العام نفسه، أسفر عن تكبيد خسائر فادحة، وإخراج القوات العراقية من الكويت وتدمير البنية التحتية العراقية والكثير من المنشآت وإلحاق الأضرار الفادحة بالمدن والقرى العراقية (14)

نجد أن الموقف المصري من تلك الأزمة ساهم في إعطاء دفعة للعلاقات المصرية الأمريكية بسبب إدارته في تجميع القوى المسؤولة في العالم العربي ضد العراق، وكانت من. العوامل التي مكنت بتكوين الائتلاف الدولي الذي تولى عملية إخراج العراق من الكويت و لم تكتف مصر بذلك الترحيب نتيجة مشاركتها، بل حققت مكاسب اقتصادية هامة من موقفها، عندما وافق الكونغرس على إلغاء ديونها العسكرية إضافة إلى مساعدات مالية من دول الخليج، فضلا عن دول أخرى وافقت على إلغاء ديون مصر .

هكذا انتهت الأزمة والتي من خلالها ازداد العرب ضعفًا وانقسامًا فالعراق لحق به دمار كبير، وُفرض عليه حصار خانق حال بينه وبين تصدير نفطه، وُقدرت خسائر تلك الحرب بـ( 346 ) مليار دولار (15)

ثالثا : موقف الولايات المتحدة الامريكية  :

كان للولايات المتحدة دور كبير في الحرب الخليج وتحشيد جيوش العربية والعالمية ضد العراق والذ تمثل بحرب مؤلفة من ( 33 ) دولة واصدار مجلس الامن  لقرار ( 12 ) باذانة العراق واستخدام القوة والردع في حالة لم تسحب قواتها من الاراضي الكويتية والتي بعد ذلك تكبد العراق خسائر مالية كبيرة اثر هذه الحرب ومنها الحصار الاقتصادي

وقد اوضح الرئيس الامريكي جورج بوش الاب السياسة الامريكية تجاة الاجتياح  بما يلي :

1.انسحاب غير مشروط للقوات العراقية من الكويت

2.عودة الحكومة الشرعية الى الكويت .

3.ضمان سلامة السعودية وامن الخليج ككل .

4.الحفاظ على ارواح الراعايا الامريكان في الخارج وضمان سلامتهم .(16)

رابعا : الموقف البريطاني:

كان رد فعل الموقف البريطاني تجاة العراق هو استخدام القوة العسكرية والتي ساهمت في ارسال قواتها وكذلك في الوقوف بجانب قرار فرض الحصار الاقتصادي  على العراق .

خامسا : الموقف الصيني:

كان ينص على مبدا احترام القانون الدولي ورفض اجتباح العراق على دولة الكويت وايضا طالبت بسحب القوات العراقية من الاراضي الكويتية دون اي شروط والدعوة الى عودة الحكومة الكويتية للمارسة مهامها كدولة وفرض الشرعية واحترام استقلالها .

سادسا : الموثق الايراني :

لم تعلن ايران موقفها تجاة الكويت والعراق في بداية الامر  الا انها وجهت انتقادات لاذعة للحكومة الكويتية باعتبارها وضعت يدها بايدي الصهيونية وقد جاء هذا الموقف من خلال وجود مصالح بين العراق وايران في نية معادلة توازن المنطقة  الا انها بعد ذلك ادانت الاجتياح ودعت الى خروج القوات العراقية من الكويت ذلك لوجود القوات الاجنبية وانتشارها في منطقة الخليج .

  • .مقال , TRT عربي, 31 عاماً على غزو الكويت.. حرب الأشقاء التي خلّفت آثاراً ماثلة حتى اليوم2 أغسطس 2021
  • م.د. رافد احمد محمد امین العاني, الدور العربي في حرب الخلیج الثانیة عام ١٩٩١(المملكة العربیة السعودیة أنموذجا)
  • . نفس المصدر السابق
  • . د. قيس فاضل محمد النعيمي, مصر وأزمة الخليج بين العراق والكويت –1991-1990,ص18
  • . مجلة المستقبل العربي
  • . د. قيس فاضل محمد النعيمي, مصر وأزمة الخليج بين العراق والكويت –1991-1990,ص24
  • . صالح خلف صالح ,اثر الاجتياح العراقي للكويت على العلاقات العراقية – الامريكية (2008- 1988) ص 50 ,لسنة 2010

الاستنتاجات:

اولا :  ان الاجتياح العراقي للكويت كان لأسباب  ذات جذور تاريخية وجغرافية واقتصادية

ثانيا : ان اجتياح العراق للكويت كان سببا في التدخل الامريكي للمنطقة بحجة حفظ الامن والاستقرار في منطقة الخليج

ثالثا : هناك اسباب اقتصادية وسياسية وعسكرية حيث ان انهيار الاتحاد السوفيتي بشكل سريع والتي حصل من خلالها مساعدات من الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية ادى الى الوقوف بجانب التصعيد الدولي , وكذلك سياسية الانتاج والاستهلاك بيد الدول الصناعية الكبرى . عسكريا , ان انسحاب السوفييت من افغانستان وانشغاله بالأمور الداخلية للبلاد ادى الى اتخاذ الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا سياسة ملء الفراغ في منطقة الخليج .

رابعا : الاهمية الاستراتيجية للشرق الاوسط واعتبار من يمتلك ويتحكم بزمام الامور في هذه المنطقة يتحكم بالعالم اجمع .

خامسا :ان مصطلح القوة والمصلحة مرتبطان مع بعضهما في النظرية الواقعية وهذا ما شهدنا في الساحة الدولية ودور الولايات المتحدة والدول الكبرى حول  قضية حرب الخليج على المنطقة

الخاتمة:

ان  مفهوم “استخدام القوة” الذي تقوم عليه نظرية الواقعية اصبح محط جدل قانوني وسياسي وفكري وعملي حول مصطلح استخدام الوسائل اللازمة، حيث أن الولايات المتحدة كانت قد قررت اللجوء إلى القوة حتى قبل أن يقرر مجلس الأمن نهائيا استخدامها بموجب الصلاحيات الممنوحة له وفقا للميثاق. مما أثار تساؤلات مشروعة حول الأبعاد السياسية التي استهدفتها الولايات المتحدة التي قادة قوات التحالف لثلاثة وثلاثين دولة           ضد العراق.

أن الإذن الفعلي باستخدام القوة كان ينبغي تحديده بصورة واضحة وبإشراف من مجلس الأمن تحت قيادة الأمم المتحدة. وهو ما لم يحصل إذ اتخذت الولايات المتحدة بتفسير القرار 678 بأنه تفويض لها ولحلفائها لاستخدام الوسائل اللازمة بما فيها المسلحة لإخراج العراق  من الكويت. حيث تم تجاوز الأهداف التي تم اعلانها في القرارات الدولية ولم يكن في الواقع “تحرير الكويت” سوى مدخل لتدمير العراق والسيطرة             على المنطقة .

المصادر:

  • د. محمد انور فرج ,النظرية الواقعية في العلاقات الدولية ,دراسة نقدية مقارنة في ضوء النظريات المعاصرة , مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية,ص146, لسنة 2007
  • حسن محمود جابر – Hasan M. Jaber, النظرية الواقعية التقليدية في العلاقات الدولية
  • ميثاق مناحي دشر, النظرية الواقعية: دراسة في الاصول والاتجاهات الفكرية الواقعية المعاصرة ((قراءة في الفكر السياسي الامريكي المعاصر))
  • فرانكل، جوزيف، العلاقات الدولية، ترجمة: غازي عبد الرحمن القصيبي، ط2، تهامة للنشر، السعودية-جدة، 1984، ص53.
  • غيّوم، اكزافييه، العلاقات الدولية، ترجمة: قاسم المقداد، مجلة الفكر السياسي تصدر عن اتحاد الكتاب العرب العددان 11-12 مزدوج، المؤسسة العربية السورية لتوزيع المطبوعات، دمشق 2003، ص57.
  • غيوم، اكزافييه، مصدر سبق ذكرة، ص 65.
  • وولت، ستيفن “العلاقات الدولية, ص3.
  • وولت، ستيفن، مصدر سبق ذكرة، ص 3.
  • Nicholas، kitchen، op، cit،
  • مقال , TRT عربي, 31 عاماً على غزو الكويت.. حرب الأشقاء التي خلّفت آثاراً ماثلة حتى اليوم2  أغسطس 2021
  • م.د. رافد احمد محمد امین العاني, الدور العربي في حرب الخلیج الثانیة عام ١٩٩١(المملكة العربیة السعودیة أنموذجا)
  • . نفس المصدر السابق
  • . د. قيس فاضل محمد النعيمي, مصر وأزمة الخليج بين العراق والكويت –1991-1990,ص18
  • . مجلة المستقبل العربي
  • . د. قيس فاضل محمد النعيمي, مصر وأزمة الخليج بين العراق والكويت –1991-1990,ص24
  • . صالح خلف صالح ,اثر الاجتياح العراقي للكويت على العلاقات العراقية – الامريكية (2008- 1988) ص 50 ,لسنة 2010

.

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=79737

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M