توتر تكتيكي: تجدد المواجهات بين النظام السوري وقوات “قسد” شرق سوريا

عادت مسألة حدود وطبيعة العلاقة بين النظام السوري من جانب، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” من جانب آخر، معبرةً عن الإدارة الذاتية الكردية والتي تسيطر على نحو 25% من الأراضي السورية، بحكم الأمر الواقع، وتحديدًا مناطق الحسكة ومساحات من دير الزور بالإضافة لمحافظة الرقة، وبعض المناطق الأخرى، إلى الواجهة من جديد، وقد ارتبطت عودة هذه المسألة إلى الواجهة بالمواجهات العنيفة التي اندلعت على مدار الأسبوع المنصرم بين قوات “قسد” وبين قوات النظام السوري ومجموعات مسلحة موالية له، في بعض مناطق شرق سوريا وخصوصًا في دير الزور، وحتى وإن كانت هذه المواجهات معتادة وتحدث بين الحين والآخر في إطار الحرب الأهلية السورية منذ العام 2011، إلا أن ما أضفى عليها المزيد من الأهمية هو بعض الاعتبارات الرئيسية؛ أولها: أنها تعد الاشتباكات الأعنف والأكبر بين الجانبين منذ أشهر، إلى الحد الذي دفع بعض التقديرات إلى القول إنها ستسهم في إعادة تشكيل أسس العلاقة “الملتبسة” بين الطرفين، وثانيها: هو تزامن هذه المواجهات مع تنامي الحديث عن عودة تنظيم داعش بسوريا، وثالثها: اللحظة الإقليمية الراهنة التي تأتي المواجهات في كنفها وما يرتبط بها من حسابات خارجية، خصوصًا ما يتصل بالعامل الأمريكي والروسي في معادلة المواجهات الأخيرة.

بدأت المواجهات التي جرت بين “قسد” والنظام السوري عندما تم الإعلان يوم الأربعاء 7 أغسطس 2024، عن تسلل “قوات عشائرية” من الضفة الغربية لنهر الفرات إلى الشرقية منه، الخاضعة لسيطرة “قسد”، وبعد اشتباكات لساعات مع عناصر القوات الكردية المتمركزة في قرى وبلدات عدة، انسحبت “القوات العشائرية” إلى مواقعها، ومن ثَمَّ تعرضت “قسد” لقصف عنيف ومكثف، بعشرات قذائف «الهاون» والمدفعية الثقيلة، انطلقت من مناطق تمركز مجموعات محلية موالية لإيران بريف محافظة دير الزور، وذلك يوم الجمعة 9 أغسطس 2024، عن مقتل 11 مدنيًا، حسبما قالت “قسد” والمرصد السوري لحقوق الإنسان، وتبع هذا التصعيد حصار “قسد” لبعض المناطق الخاصة بالنظام السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي في أقصى الشمال الشرقي من سوريا، وفي هذا السياق يوجد مجموعة من الملاحظات الرئيسية بخصوص هذه المواجهات الأخيرة:

1- ترويج النظام السوري لسردية “الاحتجاجات الأهلية”: وصف النظام السوري ما حدث في دير الزور بأنه “احتجاجات أهلية ضد الإدارة الذاتية تعبيرًا عن رفض خططها الانفصالية”، وأضاف في بيان: “إن مناطق ريف دير الزور التي ينتشر فيها مسلحو مليشيا (قسد) الانفصالية تشهد احتجاجات واسعة من قبل الأهالي ضد هذه المليشيا المرتبطة بقوات الاحتلال الأمريكي، وتنفذ أجندته في التنكيل والاعتداء على الأهالي لإجبارهم على الانخراط بمخططاتهم الانفصالية وإقحام أبنائهم للقتال ضمن صفوفهم” وفق نص البيان.

  وهنا يوجد بعض الاعتبارات الرئيسية التي يمكن في ضوئها فهم هذه السردية؛ أولها: أن النظام السوري يؤكد على مقاربته في التعامل مع سلطة الإدارة الذاتية، وهي المقاربة التي ترفض الاعتراف بخصوصية “قسد” ضمن قوات الحماية العامة العسكرية السورية، وترفض الإقرار بإدارة الحكم الذاتي كجزء من السلطة في سوريا، وثانيها: أن النظام السوري يحاول التسويق لسردية أن سلطة الإدارة الذاتية وممارساتها هي المسئولة عن كافة الأزمات التي تشهدها هذه المناطق، وثالثها: أن هذا التصعيد يعصف بأي مباحثات مباشرة أو غير مباشرة كانت تجري بين الجانبين، وتفرض صعوبات على مسألة التحالف في إطار صفقات تحقق مصالح الطرفين.

2- حضور الولايات المتحدة في التصعيد الأخير: لم تغب الولايات المتحدة الأمريكية عن مشهد التصعيد الأخير بين “قسد” والنظام السوري، حيث تحدثت تقارير عن وصول وفد عسكري، يضم قادة ومسئولين من التحالف الدولي والقوات الأمريكية؛ إذ تفقدوا المواقع التي تعرضت للقصف، وقدموا واجب العزاء لذوي الضحايا، كما جالت دورية عسكرية مشتركة من قوات التحالف و«قسد» في بلدات ذيبان والبصيرة وأبو حمام، وهي البلدات التي احتدمت فيها المواجهات.

ويمكن فهم هذه الهرولة الأمريكية للتعامل مع الموقف والسعي ربما لاحتوائه ولو ظاهريًا في إطار اعتبار مهم، يتمثل في حرص واشنطن على استمرار سياسة الدعم والمساندة لحلفائها الأكراد، في ضوء بعض الاعتبارات الرئيسية؛ أولها: حرص واشنطن على الأقل في المرحلة الراهنة على عدم تغير المعادلات الميدانية والعسكرية في سوريا، وثانيها: موازنة النفوذ الإيراني، وثالثها: أن هذه المساندة والدعم الأمريكي يضمن استمرار جهود “قسد” على مستوى مواجهة تنظيم داعش، ولا يجب هنا إغفال أن مناطق الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، تعد مسرحًا رئيسيًا لعمليات داعش في الأشهر الأخيرة، جنبًا إلى جنب مع كون قوات “قسد” تمثل الذراع التنفيذية الرئيسية لمقاربة واشنطن على الأرض لمكافحة نشاط التنظيم.

3- التخوف من تغير المعادلات الميدانية: كان اللافت في تعاطي “قسد” مع الهجمات الأخيرة التي تمت سواءً من خلال بعض المجموعات العشائرية، أو من خلال قوات حكومية وكذا “قوات الدفاع الوطني” وهي مجموعات مسلحة موالية لإيران، أن “قسد” عمدت إلى الترويج لسردية أن “النظام السوري يحاول انتهاك سيادة المناطق الخاصة بالإدارة الذاتية، وتغيير المعادلات المستقرة في هذه المناطق”، وهنا يجب الإشارة إلى نقطة مرجعية مهمة، وهي أن محافظة دير الزور تنقسم عسكريًا بين «قسد» المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش»، وتسيطر على الضفة الشرقية والشمالية لنهر الفرات، بما في ذلك حقول النفط والغاز، وأكبرها حقلًا «العمر النفطي» و«كونيكو للغاز»، في حين تسيطر القوات الحكومية وفصائل محلية موالية لإيران، أبرزها مليشيا «الدفاع الوطني»، على الضفة الغربية للنهر الذي يمر عبر مركز مدينة دير الزور وبلدات الميادين والبوكمال المحاذية للحدود العراقية.

وترى “قسد” أن هناك بعض المتغيرات الرئيسية التي ربما تؤثر في معادلات النفوذ الميداني في مناطق نفوذها، أولها: زيادة النفوذ والانتشار العسكري الروسي تدريجيًا خصوصًا في بعض مناطق الرقة وحلب (التي تحظى فيها قسد بنفوذ نسبي)، وثانيها: تنامي حضور النقاط العسكرية لقوات حرس الحدود “الهجانة” التابعة للنظام السوري على طول الحدود التركية السورية، مما يتيح للنظام مجالًا جغرافيًا أكبر لتعزيز وجود قواته، واستخدام خطوط نقل عسكرية داخل مناطق سيطرة “قسد”، مما يعني المزيد من الوزن الجيوسياسي والضغط للنظام ضد قوات “قسد”، وثالثها: المؤشرات المتنامية على قرب تطبيع العلاقات بين النظام السوري والتركي، مما سيحمل ربما تداعيات سلبية على نفوذ الإدارة الذاتية، وهي كلها متغيرات تمثل مصدر قلق وتهديد بالنسبة لقوات “قسد” تقوم بالتعبير عنها من خلال سردية “وجود مساعٍ لتغيير المعادلات الميدانية وضرب الاستقرار في مناطق نفوذها”.

4- اعتماد “قسد” على الخاصرة الرخوة للنظام: باستقراء مشاهد التصعيد الأخيرة بين النظام السوري من جانب، وقوات سوريا الديمقراطية من جانب آخر، كان اللافت في هذه المشاهد هو لجوء قوات سوريا الديمقراطية إلى فرض حصار وتشديد أمني على مناطق الحسكة والقامشلي، من أجل الضغط على النظام السوري والمجموعات الموالية له لوقف التصعيد والقصف الذي تم ضد بعض مناطق الشرق السوري، مما يؤكد افتراضين مهمين؛ الأول: هو أن المربعين الأمنيين في مدينتي الحسكة والقامشلي هما خاصرتان رخوتان للنظام، لذا تلجأ “قسد” دائمًا إلى الضغط عليه من خلالهما، والثاني: هو أن الوساطة الروسية في هذا التصعيد استندت إلى أن رفع الحصار عن المربعين الأمنيين جاء مشروطًا بإنهاء التوتر الميداني والقصف المدفعي والصاروخي في شرق سوريا.

يمكن قراءة التصعيد الأخير الذي جرى بين النظام السوري وبين قوات “قسد” في ضوء اتجاهين رئيسيين الأول: عنوانه أن تكون هذه المواجهات مقدمة لعودة الصراع المسلح إلى واجهة الأحداث في سوريا، والثاني: وهو أكثر واقعية، أنه يأتي في إطار محاولات للضغط لترتيب خريطة تفاعلات ونفوذ جديدة في سوريا استنادًا إلى محاولات النظام السوري إعادة إنتاج نفسه باعتباره الطرف الأقوى في معادلة الصراع، واستنادًا إلى بعض المتغيرات الإقليمية الراهنة، وفي هذا السياق يوجد بعض السياقات والافتراضات المهمة التي يجب وضعها في الاعتبار عند النظر إلى التصعيد الأخير، وذلك على النحو التالي:

1- اعتبارات محلية تدخل في صلب التصعيد: مضى اليوم نحو تسع سنوات على تشكيل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والتي أُسّست في أكتوبر 2015، وعلى الرغم من حالة الاستقرار النسبي التي تطغى على المشهد في مناطق سيطرتها، فإن ذلك لا يمنع بين الحين والآخر اندلاع بعض المواجهات والاضطرابات الأمنية في هذه المناطق، وهو أمر يمكن تفسيره في ضوء بعض الاعتبارات الرئيسية، أولها: أن هناك رفضًا مستمرًا من قبل النظام السوري للاعتراف بسلطة الإدارة الذاتية وبمسألة الأمر الواقع، وثانيها: أن “قسد” كانت تعمد بشكل كبير إلى إقصاء المكون العربي من أي ترتيبات خاصة بإدارة المناطق الخاضعة لها، مما يزيد من حضور النزعات القومية والعرقية ويقويها، ويدفع باتجاه اندلاع مواجهات على وقع ذلك، أو توظيف بعض الأطراف المنخرطة في الصراع لهذا العنصر كإحدى أدوات الضغط، وهنا يجب الإشارة إلى أحداث العنف التي اندلعت في دير الزور في أغسطس 2023 على وقع احتجاجات كبيرة لعشار عربية ضد “قسد”، مما أدى إلى سيطرتها على بعض المناطق، وهي المناطق التي استرجعتها “قسد” خلال شهر واحد، وثالثها: أن هناك العديد من الإشكالات الهيكلية والبنيوية التي تواجه حكم الإدارة الذاتية، بعضها يرتبط بعدم القدرة بشكل كبير على الاستجابة لاحتياجات السكان، وبعضها يرتبط بتنامي حالة الهشاشة الأمنية في هذه المناطق، مما يزيد من وطأة الغضب الداخلي على حكم الإدارة الذاتية.

2- حضور القوى الإقليمية في مشهد التصعيد الأخير: لا يمكن إغفال العامل التركي عند قراءة المشهد في مناطق النفوذ الكردية بسوريا، إذ إن “قسد” والتي تشكل “وحدات حماية الشعب” و”وحدات حماية المرأة” عمادها الأساسي، بالإضافة لبعض المجالس المحلية والعسكرية الأخرى، تعد في نظر تركيا النسخة السورية لحزب العمال الكردستاني، العدو الرئيسي لأنقرة، مما يدفع من جانب باتجاه شن تركيا حملات عسكرية مستمرة ومتجددة بشكل مباشر وغير مباشر على مناطق نفوذها في سوريا، ومن جانب آخر باتجاه توتر بين الحين والآخر في علاقات أنقرة بالولايات المتحدة، التي تعد الحليف الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، لكن المتغير الرئيسي المهم الذي جاءت الأحداث الأخيرة في ظله، هو التقارب الكبير بين أنقرة ودمشق، وتنامي المؤشرات على احتمالية قرب تطبيع العلاقات بين الجانبين، مما دفع “قسد” نفسها إلى الإشارة في بياناتها بخصوص الأحداث الأخيرة إلى أن “تركيا وإيران لهما مسئولية مباشرة عن الأحداث الأخيرة”.

أما بالنسبة لإيران يجب الإشارة إلى أن أحد الأهداف الاستراتيجية الرئيسية لطهران يتمثل في إنشاء ممر لوجستي يخترق العراق نحو سوريا ومن ثَمّ لبنان، بما يضمن بناء شبكات تضامن ومساندة للفصائل الموالية لها عابرة للحدود، في إطار ما يُعرف في الرؤية الإيرانية بـ “الهلال الشيعي”، ووفق بعض التقديرات فإن الفصائل الموالية لإيران لديها 7 قواعد عسكرية و70 نقطة عسكرية في دير الزور فقط، ويوجد مصلحة إيرانية مباشرة من تقليل نفوذ “قسد” في دير الزور، في مقابل تعزيز نفوذ الفصائل الموالية لها، على اعتبار أن دير الزور تمثل الجسر الرابط بين سوريا والعراق في محيط نهر الفرات، كذلك فإن إيران تنظر إلى شرق سوريا ومناطق سيطرة “قسد” باعتبارها ساحة رئيسية للمواجهة مع الولايات المتحدة والضغط عليها.

3- انعكاسات العامل الإقليمي على الميدان السوري: أحد الافتراضات الرئيسية التي يُمكن في ضوئها فهم تجدد التوترات الأمنية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية بسوريا، يرتبط بمجموعة المتغيرات والتطورات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على وقع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ويمكن فهم أوجه انعكاس الوضع الإقليمي الراهن على مساحة شرق سوريا من خلال بعض المشاهد والاعتبارات الرئيسية، أولها: أن هناك تقديرات تذهب إلى أن هناك مصلحة أمريكية مباشرة من نقل وجهة ومُستهدف الفصائل الإيرانية من المواجهة مع إسرائيل واستهداف القواعد الأمريكية إلى قوات “قسد”، وثانيها: أن شرق سوريا أصبحت وجهة رئيسية لبنك أهداف الفصائل الموالية لإيران، وعند العودة بالذاكرة إلى أكتوبر 2023 وبعد الجريمة المروعة التي ارتكبتها إسرائيل إثر استهدافها المستشفى الأهلي في غزة، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق عن مسئوليتها عن الهجوم الكبير الذي تم عبر صواريخ موجهة وطائرات مسيرة ضد بعض القواعد العسكرية الأمريكية ومنها التنف وحقل غاز كونيكو في شرق سوريا، وثالثها: أن أحد الاعتبارات الاستراتيجية المهمة التي تفرض المزيد من التصعيد في مناطق الشرق السورية، ترتبط بما يمكن تسميته بحملات الضغط على واشنطن لتقليل وجودها العسكري في المنطقة، بمعنى أن أحد مُستهدفات زيادة التصعيد ضد الوجود العسكري الأمريكي المباشر أو من خلال الوكلاء، يتمثل في السعي للضغط على واشنطن، إما لتقليل الوجود العسكري في سوريا والعراق، أو لعدم التفكير على المدى المتوسط والقريب في زيادة حجم هذا الوجود.

4- الحسابات الروسية في الوساطة بين الجانبين: كان المتغير الأهم الذي دفع باتجاه تهدئة التوتر الذي حدث بين “قسد” والنظام السوري، يرتبط بالوساطة التي قامت بها روسيا عن طريق قائد القوات الروسية في سوريا، الفريق سيرغي كيسيلف، والذي التقى بالقائد العام لقسد مظلوم عبدي، وهو اللقاء الذي أسفر عن الاتفاق على إنهاء التشديد الأمني في الحسكة والقامشلي في “بادرة حسن نيّة لخفض التصعيد” في شمال شرق سوريا، فضلًا عن الاتفاق على عملية تبادل أسرى بين الجانبين، وهم الأسرى الذين تم إلقاء القبض عليهم في ثنايا التصعيد الأخير، ويؤكد ذلك بعض الاعتبارات المهمة، أولها: أن روسيا حريصة منذ سنوات

 

على لعب دور الوسيط بين النظام وبين “قسد”، وثانيها: أن الروس كانوا حريصين على إبقاء الوضع على ما كان عليه قبيل الاشتباكات الأخيرة، مع الحرص على تجنب أي ترتيبات جديدة قد تزيد من تعقيدات الواقع الميداني، في وقت تنشغل فيه روسيا بجبهات أخرى، بمعنى أن روسيا حريصة على أن تظل ضفتي نهر الفرات هي الحد الفاصل بين نفوذ النظام، وبين مناطق نفوذ “قسد” على الأقل في المرحلة الراهنة، وثالثها: أن هناك قناعة روسية بأن تجاوز هذه القواعد الميدانية السائدة منذ سنوات، قد يمهد لمواجهات أمريكية روسية، هي في غنى عنها حاليًا.

ختاما، يمكن القول إن المواجهات الأخيرة التي اندلعت بين النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، جاءت كنتاج لمجموعة من العوامل المتداخلة، بعضها يرتبط بالحسابات الداخلية والميدانية لكل طرف، وبعضها ارتبط باللحظة الإقليمية الراهنة، وما تشهده من متغيرات وتداعيات مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، جنبًا إلى جنب مع الحسابات الخاصة بالأطراف الرئيسية المنخرطة والفاعلة في الأزمة السورية منذ سنوات.

 

المصدر : https://ecss.com.eg/47472/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M