ملخص :
بدلاً من النظر إلى إيران كدولة شرق أوسطية فقط، يجادل البحث بأن علاقات إيران الثنائية مع الدول الأوروبية والآسيوية أصبحت أوراسية على نحو متزايد. وتتشكل هذه الديناميكيات من خلال الاتجاهات الاقتصادية الناشئة والضغوط السياسية عبر قارة متعددة الأقطاب.
لقد أثّرت جائحة كوفيد-19 على السياسة والاقتصاد العالميين، ما أدى إلى تراجع العولمة بسبب عودة النزعات القومية والحمائية وخاصة في الغرب. كما إن الهيمنة الاقتصادية والعسكرية التي تحققت من خلال زعم التحرير السياسي والعولمة الاقتصادية أصبحت اليوم متعثرة. ورغم أن التكامل الأوراسي لا يزال يتطلب التعاون الدولي وتدفقات السلع والبشر ورؤوس الأموال عبر الحدود، فإن هذه الأنشطة قد تستمر في سياق الإقليمية الجديدة، التي ترفض صراحةً العولمة المرتبطة بالمحور عبر الأطلسي.
ويتوافق هذا المنظور مع المفكرين الاستراتيجيين الإيرانيين الذين طالما جادلوا بأن إيران لا تنتمي إلى الشرق الأوسط فحسب، بل إلى غرب آسيا، وهي منطقة حدودية بين أوروبا وآسيا. ويشدد المسؤولون الإيرانيون على مكانة إيران باعتبارها قوة إقليمية حقيقية عند النظر في منطقة غرب آسيا.
من جانب آخر، تهدف الأزمة الأوكرانية المستمرة، إلى جانب محاولات واشنطن التأثير على إيران من خلال سياسة توتير الجوار، إلى توريط طهران في أزمات مختلفة مرتبطة بالحدود، مما يعيق قدرتها على متابعة المشاريع التنموية في مختلف المجالات. كما إن تجربة إيران مع العقوبات على مدى السنوات الأربعين الماضية تعكس الوضع الحالي لروسيا، الأمر الذي يجعل كلاً من إيران وروسيا أكثر انسجاماً من أي وقت مضى في مواجهة الأحادية القطبية الأميركية.
يهدف البحث إلى تقديم إحاطة معمقة للأزمة الأوكرانية من منظور نظريات العلاقات الدولية وعمليات صنع القرار. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يستكشف أهمية إيران الأور آسيوية في ضوء التقارب الإيراني الروسي.