تقديم : –
تناول الكتاب دراسة تحليلية للدعاية الصهيونية وتداعياتها المستقبلية على الأمن العربي ، إذ تمثل الدعاية الصهيونية منظومة من الخطط والفعاليات التي مارستها الحركة الصهيونية منذ نشأتها المرتبط بظهور النزعة القومية المعادية لليهود في أوروبا ، لتحقيق أهدافها الاستراتيجية التي كشفت عن طبيعة الحركة كونها : ديناميكية ،عنصرية ، استعمارية ، استيطانية وإرهابية .
وبين الكتاب أن فلسفة الدعاية الصهيونية تقوم على الأسس الأيدولوجية ، وتحديد نوع الجمهور المستهدف ، وأنها ذات منطق دعائي مزدوج ، فضلاً عن تحسين صورة اليهودي أمام الرأي العام العالمي .
وكشف الكتاب أن الدعاية الصهيونية وظفت العديد من الوسائل ( الاذاعة والتلفزيون ، السينما والمسرح ، الاتصال الشخصي ، المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الصهيونية العالمية ، وذلك عبر العديد من الأساليب الدعائية أهمها : اثارة الكراهية ، الحرب النفسية ، غسيل المخ ، التضليل ، الشائعات ، الكذب و الاسلوب الديني في طرح الافكار .
وقد سعت الدعاية الصهيونية نحو تنفيذ العديد من الاستراتيجيات لاختراق الأمن العربي من خلال استهداف القومية العربية ( تشويه صورة العرب ، التعرض للوحدة العربية ، النيل من الإسلام ، تشويه صورة الثورات والانتفاضات )، وتنفيذ المشروع الاستيطاني ( تهجير وطرد الفلسطينيين والعرب من اراضيهم والاستيلاء عليها) ، والتخطيط لتفتيت الوطن العربي( إثارة النعرات الطائفية والعرقية ، تحريك الأقليات ، تغذية وتفجير الخلافات العربية ) ، وتنفيذ مخططات التوسع والهيمنة ( الاستيلاء على الارض والمياه ، اقناع واجبار العرب بالاستسلام ، الهيمنة الاقتصادية والسياسية والثقافية )، فضلاً عن كسب الدعم الأمريكي لصالح الكيان الصهيوني ، مما يعني اختلال ميزان القوى لصالح ” إسرائيل” على حساب العرب في ظل غياب الرؤيا الاستراتيجية للأنظمة العربية وتهافتها نحو مشاريع التطبيع وهو ما يعني ( صهينة ) المستقبل العربي وما سيحمله من دلالات تمكن من تحقيق الحلم الصهيوني ( اسرائيل من النيل إلى الفرات ) .