ملخص :
يحلِّل هذا البحث التَّحوُّلات الجيوسياسيَّة العميقة في سوريا بعد التَّشكيل الأخيرلحكومة سورية جديدةً في 30 مارس 2025، والَّذي يتَّسم بانسحاب إيرانيّ كامل وتقليص كبير للوجود العسكريِّ الرُّوسيِّ، يطرح البحث الأهمِّيَّة الاستراتيجيَّة المتجدِّدة لسوريا بالنِّسبة لحلف شمال الأطلسيَّ (النَّاتو) ويحدِّد استراتيجيَّةً شاملةً لمشاركة النَّاتو. يؤكِّد البحث أنَّ الموقع الجغرافيَّ المحوريَّ لسوريا، إلى جانب تضاؤل نفوذ القوى المنافسة، يمثِّل فرصةً- غير مسبوقة- للنَّاتو لتأمين جناحه الجنوبيِّ، وتخفيف التَّهديدات الإقليميَّة، وتعزيز وجود حليف مستقرّ ومؤيِّد للغرب. يشمل الدَّور المقترح للنَّاتو بناء قدرات عسكريَّة قويَّة، وتعزيز أجهزة الأمن والاستخبارات، وتطوير دفاعات متقدِّمة للأمن السِّيبراني للدَّولة السُّوريَّة الجديدة، مع رؤية طويلة الأمد لدمج سوريا في البنية الأمنيَّة الأورو أطلسيَّةً الأوسع. من المتوقَّع أن تسهم هذه المشاركة بشكل كبير في الاستقرار الإقليميِّ وجهود مكافحة الإرهاب وحلِّ أزمة اللَّاجئين وإرساء توازن استراتيجيّ جديد في الشَّرق الأوسط.
سؤال البحث: كيف يمكن لحلف الناتو تطوير وتنفيذ خطة استراتيجية شاملة للتعامل مع الحكومة السورية الجديدة (بعد مارس 2025)، مستفيدًا من تضاؤل نفوذ روسيا وإيران، لبناء سوريا مستقرة وآمنة يمكن أن تصبح حليفًا استراتيجيًا في الشرق الأوسط، لا سيما من خلال بناء القدرات العسكرية والأمنية والاستخباراتية وفي مجال الأمن السيبراني؟
المنهجية: يعتمد هذا البحث على إطار تحليل جيوسياسي واستراتيجي، مستفيدًا من مفاهيم فراغات القوة، والتجمعات الأمنية الإقليمية، وتشكيل التحالفات. كما يدمج عناصر من نظريات بناء الدولة وإصلاح القطاع الأمني. يستند التحليل إلى مراجعة شاملة للمعلومات المتوفرة، بما في ذلك المقالات الأكاديمية والتقارير الإخبارية والوثائق السياسية، وكلها تُوضع في سياق السيناريو الافتراضي لعام 2025. يتم استخدام نهج نوعي وتفسيري لتوليف المعلومات، وتحديد الاتجاهات، وتحليل علاقات السبب والنتيجة، واستنتاج التداعيات الأوسع لموقع الناتو الاستراتيجي
