الأَفضية الذهنيّة في الخطاب التَّربوي للإمام الجَواد عليه السَّلام في ضوء اللسانيات الإدراكيَّة

الملخص :

يتحرك العقل الإنساني عبر منظومة من التصورات الذهنيَّة المستنبطة من الواقع المعاش للمتلقي والمنشيء ، فتُنتج النصوص الفنيَّة عبر التَّفاعل اللغوي ، والأفضيَّة الذهنيَّة في الدرس اللساني تعمل على الربَّط بين اللَغة، والتَّصور القّائم على الفِكر ؛ لأّن أصحابها يرَون اللُّغة تَعكِسُ أنماطَ التَّفكيرِ عند الإنسان ، وتَعرضُ الأفكارَ وتبيّن طبيعتها ، فالمتكلم في طبيعته يمتلك تصورات خاصة لكل معنى من المعاني  خارج اللغة المنطوقة أو المكتوبة ، وللمتلقي تصورات مماثلة خاصة قائمة على خبرته وموروثه ، والمتكلم المنتج للأفكار ، والفعال للغة المتصورة ، هو وحده من يمتلك القدرة على رسم تصوراته الذهنيَّة الخاصة المختارة من بين جميع تصورات المتخاطبين ، وتوجيهها نحو الفكرة المراد إيصالها للمتلقي ، فيؤثر به ، ومن ثم يجعله يسوق تلك التصورات الذهنيَّة الفعالة بثوب جديد إلى متلقيه .

وتكشف القراءة اللغويَّة التأريخيَّة في تراث الإمام الجواد عليه السلام بوجود تلك الأفضيَّة الذهنيَّة في خطابه التربوي ، فوظفها بداعي التَّوصيل والتأثير في المتلقي من أجل تحقيق الفهم والإدراك للمعاني المعروضة في الخطاب ، وعلى أساس ما تقدم جاء عنوان بحثنا : (( الأفضية الذهنيّة  في الخطاب التربوي للإمام الجواد عليه السَّلام – في ضوء اللسانيات الإدراكيَّة )) . سنعمل في بحثنا على تسليط الضوء على ما جاء في خطاب الإمام الجواد عليه السلام من قيم تربوية ، وعلى وفق إحدى متبنيات النظريَّة اللسانيّة الإدراكيَّة التي تبحث في أنشطة الذهن المتنوعة ، ولجّدة الموضوع ، وعلاقته الوثيقة بمجريات الخطاب  وما أنتجته من تصورات ذهنيّة في زمنها ، والأزمان المستقبلية ؛ ولسعة الموضوع فضلن الاختصار على نظرية الأفضية الذهنية فقط من دون النظريات والمقولات الأخرى للسانيات الإدراكيَة

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M