تقديم :-
يحتل التحالف الاستراتيجي الروسي الصيني أهمية كبيرة في العلاقات الدولية وهذه الاهمية تأتي في التحولات والتطورات العالمية التي تشهدها البيئة الدولية، والذي يعدهما شريكين استراتيجيين قادرين على أن يصبحا قوة مؤثرة في النظام السياسي الدولي، وأن لديهم رغبة كبيرة وواضحة في المشاركة بشكل أكبر وفعال في تحديد الشكل الذي يقوم علية النظام الدولي الجديدومحاولة خلق نظام دولي متعدد الاقطاب.، فأن المتغيرات المؤيدة لنجاحمها تشكل تهديدا للقوة الغربية على رأسهم الولايات المتحدة الامريكية.
وتعالج الدراسة اشكالية في مدى قدرة التحالف الاستراتيجي القائم بين روسيا الاتحادية والصين على القيام بدور مؤثر وفاعل في النظام السياسي الدولي، فقا المرتكزات التحالف الاستراتيجي ومدى قدرتهما في التأثير على هيمنة الولايات المتحدة الامريكية في المرحلة القادمة، وتنطلق في ذلك من فرضية علمية قائمة على أن النظام السياسي الدولي يشهد العديد من المتغيرات في ميزان القوة على الصعيدين الاقليمي والدولي،أن كلما ارتقت طبيعة العلاقة بين الصين وروسيا الى مستوى التحالف كلما كان أثر ذلك على طبيعة النظام الدولي، وكلما تراجعت طبيعة تلك العلاقة كلما قل تأثيرها على شكل وطبيعة النظام الدولي.
وتركز الدراسة على التوظيف التحالف الاستراتيجي الروسي الصيني وبناء أكثر شمولاً حول معرفة طبيعة النظام السياسي الدولي ومدى تأثير القوتين قاريتين التي لن ترضيا على قيادة الولايات المتحدة الامريكية للنظام الدولي، عن طريق ركائز تحالفهم وأبعادهم ودوافعهم في خلق نظام سياسي متعدد الاقطاب في إعادة صياغة التوازنات الاقليمية والدولي يخدم مصالحهم وأهدافهم المستقبل, وقد نستنتج من هذه الدراسة أن التحالف الاستراتيجي الروسي الصيني ضمن المرتكزات التي برزت في النظام السياسي الدولي الجديد وهو تحالف تفرضها ضرورات المصلحة العامة بين القوتين في مواجهة هيمنة الولايات المتحدة الامريكية ومحاولة عرقلتها في خلق نظام دولي متعدد الاقطاب يخدم اهدافهم وانسجام رؤياهم تجاه النظام الدولي، ستبقى العلاقات الروسية الصينية ذات الاولوية الاكثر اهمية لها بحكم التحولات الجيو سياسية في العالم.