التدافعات الجيوسياسية بين الفواعل العنيفة والدولة الهشة “مقطع من مشهد التسويات في الشرق الأوسط الجديد”

يبدو واضحاً أن مرحلة توظيف الجماعات المسلحة – على مختلف أشكالها – قد بدأت بالأفول من معادلة التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط، وذلك بسبب تحوّل الفواعل المسلحة من وظيفة صناعة الفوضى وتشتيت الدولة القُطرية وقضم الدول التي ظهرت فيها، إلى محاولة قضم إسرائيل نفسها! هذه المرحلة التي ظهرت ونمت بعد عام 2003، حينما تم احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وإطلاق العنان للتطرف والفوضى بمختلف أشكاله وألوانه ومشاربه، ليس في العراق فقط بل في كل المنطقة، وعزّز ذلك ما يُعرف بالربيع العربي عام 2011، وما أنتجه من نماذج لسقوط أنصاف الدول، كسيطرة الجماعات المسلحة والمتطرفة والعقائدية على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا واليمن وليبيا، وسيطرة جماعات مسلحة أخرى تحمل ضداً عقائدياً ومذهبياً على مشهد الدولة ومؤسساتها، مقاومةً لها. وقد أنتجت هذه الحالة ضعفاً كبيراً في قضايا التنمية والأمن، واستدامة حالة الانتقال السياسي غير المجدي، ونمو شبكات من الفاعلين الاقتصاديين والأمنيين الذين بدأوا يتدافعون مع الدولة على أداء وظيفتها السيادية وتدهور هويتها الجامعة.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M