ملخص
تهدف هذه الدراسة انطلاقا من دراسة حالة كل من تنظيم القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية”، الى الاسهام في فهم أعمق للجوانب التنظيمية والايديولوجية والعملياتية للتنظيمات الإرهابية بعد تفكيكها، حيث يمكن أن يسهم ذلك بشكل كبير في صياغة تصورات جديدة في كيفية التعامل بفعالية مع هذه التنظيمات وتطوير استراتيجيات ملائمة ومستدامة لمحاربتها.
لقد فشل الغرب في التنبؤ بظهور تنظيم القاعدة بأشكال جديدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، كما صدم العالم باجتياح داعش لسوريا والعراق الذي غير خريطة الشرق الأوسط آنذاك. حيث أن السؤال الذي لم يتم طرحه هو ماذا بعد القضاء على التنظيمات في الميدان وتفكيك مكوناتها؟
تجادل هذه الورقة بأنه من الصعب الحكم بزوال أو بقاء التنظيمات الارهابية بشكل كلي، فعلى مدى العقود الماضية، أثبتت التنظيمات الجهادية قدرتها على التجدد والانبعاث على الرغم من اغتيال قادتها وتعرضها للتفكيك وفقدانها للأرض وهزيمتها عسكريا. حيث تظهر مقارنة تأسيس تنظيم القاعدة في عام 1987، مع ولادة أول تنظيم “دولة” في إعلان “دولة العراق الإسلامية” في عام 2006، مع الولادة الثانية بعد إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق وسوريا” في عام 2013، وصولا الى اعلان “دولة الخلافة” في يونيو 2014، والتحول السلس الى هياكل قيادية وتنظيمية جديدة وتبني استراتيجيات بديلة… مدى قدرة هذه التنظيمات على البقاء والعودة والانتشار في أوقات ومواقع وبأشكال مختلفة.
