الحروب الهجينة والرمادية وعلاقتها بالجماعات الإرهابية

الملخص :

تتناول هذه الدراسة ظاهرة الحروب الهجينة والرمادية وعلاقتها بانتشار الجماعات الإرهابية، من خلال عرض نظري وتحليل ميداني. يشير مفهوم الحرب الهجينة إلى استخدام مزيج من الأدوات العسكرية التقليدية وغير النظامية والتقنيات الحديثة لتحقيق الأهداف السياسية، بينما تمثل الحرب الرمادية حالة بين السلم والحرب تُستخدم فيها أساليب غير تقليدية دون الوصول إلى صراع عسكري معلن. يهدف البحث إلى توضيح الفروق بين المفهومين وجذورهما النظرية، وتسليط الضوء على كيفية استغلال الجماعات الإرهابية لهذه البيئات الصراعية أو توظيفها من قبل الدول. تعتمد الدراسة منهجا وصفيا تحليليا لدراسة المفاهيم، مع منهج المقارنة للتمييز بين الحرب الهجينة والرمادية، ومنهج دراسة الحالة لتحليل أمثلة تطبيقية في مناطق مثل الساحل الإفريقي والشرق الأوسط وأوكرانيا وسوريا وليبيا بعد عام 2020. توصلت الدراسة إلى أن تداخل أساليب الحروب الهجينة والرمادية أسهم في طمس الخطوط الفاصلة بين حالتي الحرب والسلم[1]، مما أتاح للدول الفاعلة تحقيق أهدافها “دون قتال مباشر” كما نادى صن تزو قبل قرون[2]. في المقابل، استفادت الجماعات الإرهابية من هذه البيئات المضطربة لتعزيز نفوذها وتجديد قدراتها، كما في حالة تمدد تنظيم داعش في ظل فراغات السلطة خلال الحربين السورية والعراقية[3]. توصي الدراسة بضرورة فهم هذه الأنماط الحربية فهما دقيقا ووضع استراتيجيات شاملة للتعامل معها، بما يشمل تعزيز التعاون الدولي في مواجهة التهديدات الهجينة، وسد الفراغات الأمنية والتنموية التي تتغلغل فيها التنظيمات الإرهابية.

 

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M