المستخلص:
تُعد الشعبوية في عالم تتقاطع فيه المصالح ويتصاعد فيه الصراع على الموارد تربة خصبة لخطاب أناني هوياتي يقوم على ثنائية “نحن” و”هم”، حيث يُتهم الآخر بالاستبداد والاستئثار بالمصالح. ومن هنا يشجع الساسة الشعبويون على تعانق الشعبوية والجيوسياسية، بما يسمح بتجاوز القوانين والمواثيق داخليًا ودوليًا، في مرحلة تشهد انعطافات كبرى يعاد خلالها رسم ملامح النظام الدولي.
يُوظَّف الرأي العام الشعبوي لتبرير تناقضات السياسيين وسطحية مواقفهم، ولتعزيز العلاقة بين الخطاب والفعل الشعبوي من جهة، والخطاب والفعل الجيوسياسي من جهة أخرى. وتتمثل أهداف الدراسة في تحليل صور توظيف الشعبوية لخدمة الاستراتيجيات الجيوسياسية، والعكس، والوقوف على الفروق الجوهرية بين الخطابين والفعلين، مع استخدام المنهجين التحليلي والوصفي المقارن لفهم التفاعلات والعوامل المؤثرة في الظاهرة.
تنبع أهمية البحث من إبرازه لتنامي السلوك السياسي الذي يمزج بين الشعبوية والجيوسياسية، باعتباره ظاهرة متنامية في العلاقات الدولية المعاصرة، مع المساهمة في إثراء الأدبيات العربية وتوجيه اهتمام الباحثين إلى موضوع جديد لم يُدرس بشكل كافٍ من قبل.