تقديم :-
يعد موضوع مكانة الدولة ضمن تراتيبية القوى في النظام الدولي من المواضيع المهمة التي تحتل أهمية كبيرة في الدراسات الموضوعية للعلوم السياسية، وانطلاقاً من اهمية ذلك جاءت الدراسة: (المكانة الجيوستراتيجية لسنغافورة:دراسة في تراتيبية القوى المتوسطة وتاثيرها في النظام الدولي) موضوعاً للرسالة، إذ تعد جمهورية سنغافورة واحدة من ابرز الدول الت حققت تقدماً كبيرا ًفي جميع المجالات ولاسيما الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية والسياسية الامر الذي مكنها ان ترتقي الى مكانة متميزة ضمن تراتيبية القوى في النظام الدولي.تحاول الدراسة معالجة الإشكالية القائمة على ان سنغافورة تحاول جاهدة لإثبات مكانتها كقوة متوسطة صاعدة فاعلة ومؤثرة في التفاعلات السياسية الإقليمية والدولية معتمدة فيذلك على ما تمتلك من مقومات القوة الشاملة، وتوظيفها بالشكل الذي يحقق لها ذلك. وتنطلق الدراسة من فرضية علمية طردية مفادها: أنه كلما تمكنت سنغافورة من توظيف مقومات قوتها الشاملة بشكل صحيح، كلما هيئ لها ذلك ان تكون بمكانة القوى المتوسطة الصاعدة، وان استمرار توظيفها الصحيح والأمثل لهذه المقومات سيمنحها مكانة اعلى ضمن تراتيبية القوى في النظام الدولي في المستقبل المتوسط.عليه تحاول هذه الدراسة بيان الاطار المفاهيمي لمفهوم القوة والقوى المتوسطة ومراحل تطورها، كما وتركز على عرض وتحليل مقومات القوة الشاملة لسنغافورة (المقومات الثابتة نسبياً، والمقومات المتغيرة)، والمحددات التي تواجهها سواء على الصعيد السياسي او البيئية او الاقتصادي او الامني او السكاني، كما توضح طبيعة دورها الاقليمي والدولي، ذلك فضلاً عن قياس قوتها الفعلية وإعطاء رؤية لمستقبل مكانتها في النظام الدولي. وتوصلت الدراسة الى بعض الاستنتاجات منها: أن سنغافورة تمتلك من المقومات الثابتة نسبياً والمتغيرة ما يهيء لها ان تكون بمكانة القوى المتوسطة الصاعدة ضمن النظام الدولي، وكما تتمتع سنغافورة بشراكة متميزة وقوية مع كل من الولايات المتحدة الامريكية وجمهورية الصين الشعبية في كافة المجالات.