تأملات قرآنية من الاية العاشرة من سورة يس

وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (10)

التأمل الأول:
إن كانت الغفلة متجذرة ومتأصلة بحيث يكون المتورط بها لا يبصر الى مدى بعيد ، فإنها – أي الغفلة – تكون سلوك حياتي يومي ، سواء كانت الغفلة بسبب الأغلال التي جُعِلَت في الأعناق والسدود التي وضعت بين اليدين ومن الخلف ، أو أن الغفلة كانت هي السبب في تلك الأغلال والسدود ، بحيث يكون الذكر واللجوء الى الله تعالى شيء غريب أو على الأقل غير معتاد لدى الغافل ، خاصة إذا كانت الغفلة متوارثة ، والأغلال والسدود المعنوية تُنقَل من جيل الى جيل ، وبالتالي تكون ثقافة وعُرف ، واختراقها أمر في غاية الصعوبة ، لذا يكون الإنذار صعباً للغاية كذلك ، ومع هذا لم يستسلم النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله ، وأنذر حتى وصفها القرآن بالنذير .

التأمل الثاني:
ما دامت نتيجة إنذار الغافلين – المتجذرة غفلتهم في نفوسهم – واحدة وهي أنهم لا يؤمنون ، فما فائدة الإنذار ؟ ولماذا يكون الإنذار وظيفة أساسية من وظائف الأنبياء وعلى رأسهم النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله حتى وُصِفَ بالنذير ، أي كثير الإنذار ؟
هذا يدل على سعة رحمة الله تعالى ولطفه بعباده ، وحرص أنبيائه عليهم السلام على مستقبل أبناء البشرية ( المستقبل الأخروي ) ، وفي الوقت نفسه فإن الإنذار يلقي بالحجة على الغافلين حتى لا يتذرعوا يوم القيامة – بل وحتى في الدنيا – ويقولون : مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٍۢ وَلَا نَذِيرٍۢ ، وهذا ما ينبغي أن نتعلمه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

للمزيد من التأملات القرآنية يمكنكم الانضمام الى قناتنا على التلكرام:
https://t.me/quraan_views

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M