تحفة فاطمة: دراسة تحليلية لأفضلية حجاب العباءة

في سنة 1952الميلادية كتب كاتب باسم براد بوري (bradbury) قصة تحت عنوان صوت الرعد (a sound of thunder)، تحكي القصة عن شركة صنعت جهازا يستطيع الإنسان السفر به إلى الماضي ويستطيع الأشخاص بدفع الكثير من المال أن يستفيدوا من هذه الخدمة، بطل القصة هو رجل اسمه اكلز(eckles)، يعطي اكلز عشرة آلاف دولار للشركة كي يستطيع أن يسافر إلى عصر الديناصورات، قبل أن يتم السفر تعطي الشركة الإنذار للمتطوعین بأنه عندما يذهبون إلى الماضي يجب أن لا يلمسوا شيئاً، وإذا عملوا أي شيء غير صحيح سيعرّضون المستقبل للخطر حتى بقدر لمس صرصور، تمّ السفر وعندما وصل أكلز إلى زمن الديناصورات مشى قليلاً، فجأة واجه ديناصوراً وأخذ يطارده، فركض أكلز مسرعاً نحو المقرّ الذي أتى منه، وكان مطمئناً أنه لم يلمس شيئاً، ورجع بجهاز نفق الزمن إلى المستقبل، عندما وصل رأى أنّ كثير من الأشياء تغيرت، الكل يتكلمون بطريقة مختلفة، والكتابات تغيرت وهناك رائحة غريبة وغير مألوفة، ويقول أكلز مع نفسه: «اووه لابد أني ارتكبت خطأ ما» فيقوم بفحص جسمه ولكن لم يكن معه شيء من الماضي، ثم رفع حذائه عن الأرض ورأى أنّ فراشة من الماضي التصقت بحذائه وماتت، لقد أدى مقتل الفراشة منذ ملايين السنين إلى تغيير الحاضر تمامًا.

هذه قصة من صنع الخیال ولكنها بصورة واضحة توضّح أثر الفراشة(Butterfly effect) التي تكون حقيقية، ابتكر هذة النظرية إدوارد لورينتز عام 1963 وهذه النظرية تقول أن: (رفرفة جناح فراشة في الصين قد يتسبب عنه فيضانات وأعاصير ورياح هادرة في أبعد الأماكن في أمريكا أو أوروبا أو أفريقيا) والمثال المشهور والذي يصور الفكرة أن سلوك النظام المتحرك يعتمد على فروقات بسيطة في مراحله الأولى، وظف هذا المصطلح المجازي كثيراً في الكتابات الأدبية، فمثلاً حدث في لحظة ما قد يغير حياة شخص بأكملها.

وكذلك في دين الاسلام ففروقات صغيرة يمكن أن تؤثر على الحياة الدينية الكاملة لشخص ما، فلذا نرى أن دين الاسلام يهتم بأدق التفاصيل في حياة الإنسان المسلم مثلاً كيف يجلس على المائدة، أو كيف يشرب الماء، أو كيف يمشط شعره، لأنه كل تلك التفاصيل الصغيرة تؤثر على حياة الانسان في الدنيا غير أنّ له بالتأكيد الثواب الأخروي والرضا عند الله سبحانه وتعالى.

من تلك التفاصيل المهمة والمؤثرة هو حجاب النساء الذي أصبح اليوم من المواضيع المثيرة للجدل في المجتمع، فنرى أنه في الحجاب أيضاً هناك تفاصيل دقيقة اهتم بها الشرع، في دائرة الحجاب مثلاً كيف يجب أن تكون نظرة العين، كيف يجب أن تتكلم المرأة أو أنه ماذا يجب أن يكون لون الحجاب، أو كيف تكون قياساته، لأنه بحفظ كل تلك التفاصيل بصورة صحيحة نستطيع أن نصل إلى السعادة في الدنيا والآخرة التي ضمنها لنا الرسول (صلى الله عليه واله)، فعندما ندقق في النصوص الروائية نرى أن الحجاب المتكامل يتحقق في العباءة (العراقية) التي ورثناها من جداتنا ونعم الميراث.

ولكن موضوع العباءة اليوم أصبح مثيراً للجدل في أواسط النساء بحيث الكثير منهم بالأخص المراهقات أخذوا يطرحون تساؤلات عنها وهل نحن نحتاجها حقاً؟ ألا نستطيع أن نكتفي بالستر الكامل بأنواع الملابس الفضفاضة؟ ونحن اليوم في عولمة وأصبح للنساء صوت اخر ألا نستطيع ان نجعل الحداثة والموضة والتغيير في الحجاب؟ لم يجب أن نرتدي العباءة؟.

ربما نحن نعيش في العولمة ولكن لانستطيع أن نتنازل عن قيمنا، والتنازل عن القيم يكون بمثابة التنازل عن أصل الدين، والعباءة هي تكون من قيم مولاتنا فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وميراث منها وصل بأيدينا، والتنازل عن العباءة هو بمثابة التنازل عن الصديقة الطاهرة (عليها السلام) التي قال عنها الامام الصادق (عليه السلام): «إِنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) أَمْهَرَ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) رُبُعَ الدُّنْيَا، فَرُبُعُهَا لَهَا، وَأَمْهَرَهَا الْجَنَّةَ والنَّارَ، تُدْخِلُ أَعْدَاءَهَا النَّارَ، وَتُدْخِلُ أَوْلِيَاءَهَا الْجَنَّةَ، وَهِيَ الصِّدِّيقَةُ الْكُبْرَى، وَعَلَى مَعْرِفَتِهَا دَارَتِ الْقُرُونُ الْأُوَلُي»[1].

وكانت لي وقفة مع احدى الفتيات في مقتبل العمر، وكان في طيات أفكارها الكثير من التساؤلات حول العباءة، وأخذت التساؤلات تُعتّم روحها وكانت مترددة بين أن تختار حجاباً جديداً أو أن تلتزم بالعباءة التي ارتدتها منذ الصغر، وبما أنّ «مِفْتَاحَ الْعِلْمِ السُّؤَال‏»[2] وبالحصول على الإجابات يدخل نور العلم على القلب، أخذت تسألني وأجبتها برحابة صدر:

تقول: لم هذا الاهتمام الزائد في دين الإسلام بلبس النساء؟

أقول: ليس الإسلام فحسب بل إنّ الكل يهتمون به وقد ذكرت فتاة فلسفة حياتها في جملة قصيرة: «إنّ الحياة هي ما نرتديه»، وللملابس دورا ًهاماً في حياة الأفراد وتؤثر عليهم تأثيراً قد ينعكس على شخصياتهم وأعمالهم وفي علاقتهم مع الآخرين، وتعتبر الملابس أول مفتاح لشخصية الأمة وحضارتها، وأسبق دليل عليها، لأنّ العين ترى الملابس قبل أن تصغي الأذن إلى لغة الأمة وقبل أن يتفهم العقل ثقافتها وحضارتها. وكثير من النظريات التي قامت منذ أكثر من خمسين عاماً، أثبتت أنّ السلوك الملبسي أصبح الآن يُبحث ويُختبر بواسطة علماء الأنثروبولوجي(علم الانسان)، وكذلك علماء النفس والاجتماع[3] حتى أنتج عنه تخصص علمي  بعنوان (سيكولوجية الملابس، Psychology of Clothing).

تقول: هذا صحيح، أقرّ أن اختيارنا لما نلبسه مهم ولكن في بعض الأحيان أنا أختار فقط الذي أحبه ويعجبني، فهذا ليس بالأهمية التي تقولينها.

أقول: هذا يكون ظاهر القضية ولكن في باطنها فانّها أعمق بكثير، يقول أحد العلماء (هارت مان) الى أنّ الاختيار الدقيق للملابس هو بمثابة تقييم للوظائف وتنظيم القيم الملبسية للفرد.[4]

إنّ اتجاهات الأفراد نحو الملبس تختلف تبعاً لاختلاف القيم العامة والحياة الاجتماعية للفرد، وهذا يوصلنا إلى السلوك الملبسي(Clothing Behavior) وهو الأسلوب المرئي الذي يختار به الأفراد والجماعات نوعيات ملابسهم، وكذلك طريقة ارتدائها واستخدامهم لها من خلال تفاعلهم وتكيفهم مع البيئة التي يعيشون فيها والمجتمع الذي ينتمون إليه مع التعبير عن الذات الفردية، أي إن السلوك الملبسي للفرد ناتج من اتجاهات نابعة من قيم مجتمعه وبيئته التي ينتمي إليها، فركزي على ذلك أن نوعية الحجاب الذي تختارينه يعكس قيمك ومبادئك وانتمائك.

تقول: على فرض أني التزمت بالحجاب الأفضل والعباءة فماذا سيؤثر ذلك على المجتمع؟!

أقول: هناك علاقة دائرية بين الملبس والسلوك النفسي والاجتماعي، أي أنّ الملبس يؤثر في السلوك النفسي والاجتماعي، وكذلك السلوك النفسي والاجتماعي يؤثر في الملابس. فباختيارك للعباءة تنقلين لهم هذه الرسالة أنه كيف يجب أن يتصرفوا معك وكيف يجب أن ينظروا إليك، إضافة لذلك العباءة تمنحك شعوراً أكبر بالراحة والأمان وتدفع الأنظار غير الضرورية عنك وتحفظ خصوصيتك اكثر. وكذلك الالتزام بالعباءة علامة على الهوية الثقافية والدينية.

تقول: هذا عن المجتمع ولكن العباءة ماذا ستفيدني شخصيا؟

أقول: من الدراسات التي قام بها بعض الباحثين في أثر الملبس على الشخصية دراسة قام بها فورم وستون[5] سنة 1962 حيث تبين من النتائج أنّ الانسان يتأثر بنوع الملبس أكثر من تأثره بالشخصية  نفسها،  وتبين هذه الدراسة أنّ السيد عندما ظهر مرتدياً ملابس البواب فتغيرت شخصيته وأصبح يمثل شخصية البواب وكذلك تغيرت شخصية البواب وأصبح يبدو كالسيد بمجرد ارتدائه لملابسه وهذا يوضح أثر الملبس على شخصية الانسان[6]، فباختيارك للعباءة سيكون له تاثير غير مباشر على شخصيتك لتصبح رزينة وقوية وواثقة من نفسها ومتشبهة بالنساء المؤمنات المتقيات.

إحدى الفتيات التي تعيش في الغرب واختارت العباءة كحجاب لها، كان لها موقف مع معلمتها في المعهد حيث قالت لها:«أنا أعتقد أن الشخص الذي يختار أن يكون له حجاب صعب فإنه يتحلى بشخصية قوية».

تقول: من أين أتيتم بالعباءة ولم يقل القرآن شيئاً عن ذلك؟

أقول: تقول الأية الكريمة:« يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَ بَناتِكَ وَ نِساءِ الْمُؤْمِنينَ يُدْنينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى‏ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحيماً»[7]، ركزي على مفردة (الجلباب) في معناها يقول علماء اللغة: أنّ الأصل الواحد في كلمة الجَلْبِ: هو السوق من جانب الى جانب آخر و الإتيان بشي‏ء من محلّ الى محلّ آخر. وأمّا الجِلْبَاب: فهو مصدر كدحراج، و أصل جلبب ثلاثيّ ثم الحق بتكرير اللام بالرباعي، و تكرير اللام يدلّ على دوام الجلب واستمراره، الى أن يلازم من يجلبه، وهذا هو معنى الجلباب. فالتعبير بالمصدر يدلّ على المبالغة في مفهومه، و الزيادة: تدلّ على زيادة معنى الجلب، والزيادة في الآخر: تدلّ على الاستمرار، و مفهوم الجلب: يقتضي التماميّة، فيدلّ على أنّ الجلب إنّما يتحقّق بعد تماميّة الجالب من جهة اللوازم الأوّليّة، فلا يقال إنّ القميص أو الخمار أو نحوهما من الملابس الضروريّة، موارد لمفهوم الجلب.

فظهر بهذه القرائن: أنّ الجلباب هو ما قيل: إنّه ما يغطّي الثياب، و يستر البدن والثياب معاً، و الملاءة الّتي يشتمل بها، والملحفة، والرداء الّذي يستر تمام البدن ويلبس فوق الثياب. فالجلباب بهذا المعنى هو الّذي يقتضيه و يجلبه حجاب المرأة ومحفوظيّتها. [8] و قال الخفاجِيُّ: هو في الأَصْل المِلْحَفَةُ ثم اسْتُعِير لغيرها منَ الثِّيَاب.[9]

وقول الله عزوجل:«يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى‏ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ‏» أي لبس الجلباب أقرب من المعروفيّة بالعفّة والتقوى والمحجوبيّة، فيعرفن به ولا يؤذين. فالمراد من المعروفيّة: التعرّف بالتقوى والحجاب لا التعرّف الشخصي.[10]

و المراد من (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ) أن يقربن الجلباب والعباءة إلى أبدانهن ليكون أستر لهنّ‌، لا أن يدعنه كيف ما كان بحيث يقع من هنا وهناك فينكشف البدن أو ما تحت العباءة والجلباب. وعن أم سلمة قالت:«لما نزلت هذه الآية (يدنين عليهن من جلابيبهن) خرجت نساء الأنصار كأن على رؤسهن الغربان من أكسية سود يلبسنها»[11].

وكان سبب نزول هذه الآية المباركة أنه في زمن النبي (صلى الله عليه واله) كان النساء يخرجن الى المسجد ويصلين خلف رسول الله (صلى الله عليه واله) واذا كان في الليل وخرجن الى صلاة المغرب والعشاء والغداة، يقعد الشباب لهنّ في طريقهنّ فيؤذونهنّ ويتعرضون لهنّ فأنزل الله هذه الآية المباركة[12]، وانظري أنّ خطاب هذه الآية لثلاث فئات:1-نساء النبي(صلى الله عليه واله). 2-بنات النبي(صلى الله عليه واله). 3-نساء المؤمنين، وهذا فخر من الله للنساء التي تحلّين بالايمان بأنهم لو اتّزروا بالعباءة والجلباب بحيث يصعب التعرف لهن، كانوا في مرتبة نساء وبنات النبي.

تقول: العباءة تأخذ حريتي، وأنا أحب أن أخرج إلى المجتمع وأتعلم واشتغل والعباءة بذلك تسلب حريتي.

أقول: يُحكى أنه كانت هناك وردة جميلة ذو عطر جميل ولكنها لم تكن تحب جذورها وتشعر بسببها بالتعاسة، وتقول: «إنّ جذوري قبيحة ولاتسمح لي بأن أكون مرتاحة، أنا أحب أن أذهب إلى كل مكان ويرى الجميع جمالي ولكن هذه الجذور أخذت بي وجعلتني في زنزانة، أمنيتي أن يقطفني أحد ما لأرى ما يحدث في العالم.» تحققت أمنية الوردة وفي يوم من الأيام مرّ رجل من هناك واقتطفها ووضعها في مزهرية على الطاولة، ولكن بعد ثلاثة أيام جفت الوردة ولم يكن لجمالها وطيب ريحها أثر، الوردة كانت حية طالما كانت جذورها في التراب.

هذا حالنا والحجاب، فالإسلام أعطى الحرية للمرأة ولكن طلب منها أن تراعي حجابها وعفافها، وكلما كان الحجاب أكمل وأفضل كانت الجذور أقوى، ولم يمنع الإسلام المرأة من التعلّم بل يحفزها على ذلك بقوله:« طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَة»[13]، وكم أعرف فتيات دخلوا الى الجامعة وهم بكامل الحجاب والعباءة، ولم يمنعها الإسلام من الخروج والسفر وكم أعرف من الصديقات أنهم ذهبوا الى بلاد مختلفة وهن مرتدين عباءتهم، فأين القيد من ذلك؟

تقول: ألم يقل الإسلام الستر للمرأة فلم أكلف نفسي وأضعها في صعوبة بلبسي للعباءة؟!

أقول: اذا كانت أيام الامتحانات فأنت تجتهدين وتنامين القليل وتخرجين للتنزه اقل، كل ذلك لتصلي الى النجاح والمعدل الجيد ولن تحزني للصعوبة التي القيتي نفسك فيها لأنّ النتيجة ستكون كبيرة، وكذلك الانسان المؤمن يضع نفسه في الصعوبات ليصل الى الدرجات العالية عند الله سبحانه وتعالى، ومن ثمّ هذه الصعوبة تكون في البداية، واما بعد مدة  فستعتادينها والعباءة ستكون جزء منك بحيث أنك لا تشعرين بأي صعوبة.

تقول: في أوقات أشعر أنّ العباءة متخلّفة وترجع إلى الزمن القديم وليس فيها حياة وتحرك؟

أقول: هذا يعود إلى أنه ماذا يكون تعريفك للحياة والحركة، فهناك عوامل مختلفة تكون دخيلة في حياة الشجرة مثل الماء والهواء والشمس ولكن العامل الأصلي لحياة الشجرة هو جذورها، وأيضا تكون حياة الانسان في دينه، فالدين يعني الجذور في هويتنا ووجودنا، يقول القرآن الكريم عن ذلك:« یاایُّهَا الَّذینَ آمَنوا استَجیبوا للّه وَللِرَسولِ اذا دعاکُم لِما یُحییکُم»[14]، الاستجابة لله تعالى ولرسوله (صلى الله عليه واله) هو ما يجعلنا أحياء والابتعاد عنهم هو ما يجعلنا أموات ولو كنا نمشي، الحياة تكون في التزامنا بما يقوله الله تعالى ورسوله والأئمة من بعده (عليهم السلام)، فبالعكس مع مرور أكثر من ألف عام فإنّ القرآن والروايات مازالت جديدة كانه اليوم نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله).

تقول: عندما أدخل الى مكان ما أشعر أنّ الجميع ينظر الي لأني أرتدي العباءة، وأنا لاأحب ذلك.

أقول: قبل أيام كنت أتكلم مع احداهن وكانت تقول أني عندما كنت مراهقه وادخل الى مكان ما اشعر أن الكل يحدق بي لأني ارتدي العباءة واليوم أيضا أدخل الى نفس تلك الأماكن ولاأشعر بذلك، فعرفت أن الشعور بالتحديق كان يأتي من أفكاري، فلأني لم أكن واثقة بنفسي وبفعلي فكنت أشعر بتحديق الناس أما اليوم وأنا واثقة من نفسي ومبدئي وسلوكي فلاأشعر بشيء سلبي، في بعض الأوقات نرى العالم باللون الأسود لأننا نرتدي نظارة شمسية سوداء، و اصلاح لون العالم يعود الى اصلاح النظارة والرؤية التي نرى بها العالم. فاذا تقبلت عباءتك وشعرت بالفخر بها فلن تشعري بثقل نظرات أحد، جربي هذا الشعور بأنه عندما ترتدين العباءة بفخر أغمضي عينيك وتصوري أنّ فاطمة الزهراء(عليها السلام) تنظر اليك بفخر وتبتسم، إنّها لذة لن يستبدلها المؤمنين بأي لذة أخرى، عندما تعرفين أنّ فاطمة الزهراء(عليها السلام) راضية عنك، فهل يهم حقاً أن فلان وفلانة لايعجبهما لبسي أو نظراته لي بطريقة خاصة؟!

تقول: ليس فقط شعور بالتحديق، بل في بعض الأوقات تضحك مني زميلاتي ويسخر مني زملائي.

أقول: أنا أفهمك وأقدّر أنّ السخرية تجرح المشاعر كثيراً ويكون ذلك مؤلماً، ولكن لايجب أن يكون رأي الناس فينا ملاكاً لتصرفاتنا فكما هو معروف يقولون: (رضا الناس غاية لاتدرك)، واذا أهمك رضا الناس فسوف تقعين في دوامة غيرمتناهية من تحقيق رغبات الأخرين ورؤيتهم عنك، وأما من جعل الله سبحانه وتعالى معياراً لسلوكياته وتصرفاته، فسوف يرتاح كثيراً لأنّ ما يريده الله سبحانه وتعالى منا واضح وقد ورد في صفات اميرالمؤمنين (عليه السلام):«لَا تَأْخُذُهُ فى اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِم‏»[15] فهو (عليه السلام) نعمَ القدوة، وأما من جهة أخرى من هو أعظم مقاماً من أنبياء الله بعصمتهم وعلو ّمقامهم، فهُم تعرّضوا لسخرية مستمرة، ويروي لنا القرآن الكريم عن نوح (عليه السلام):«وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ في‏ آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبارا»[16]، تصوري أنّ عالماً مهما جليلاً يأتي ليكلّم الناس، فبمجرد أن يتكلم يجعلون الناس أصابعهم في اذانهم لكي لايسمعوه ويرفعون قميصهم لكي لايروه، فكم هو موقف مُخزي صعب وهل تعرفين سخرية أكثر من هذا الموقف، ولكن مع هذا استمرّ النبي نوح (عليه السلام) على دعوته ومسيرته التبليغية ل950 سنة، هكذا هم أولياء الله ثابتين صامدين مستقيمين على مبادئهم.

تقول: عندما ألبس العباءة باللون الأسود أشعر أني غير جميلة وغير أنيقة وهذا الشعور يؤذيني ولا أحبه.

أقول: هذا یرجع الى تعريفك عن الجمال، اذا تقصدين اللون الأسود فلقد سمعت الكثير من الشباب يقولون أن «الأسود هو لون الحب» ويرتدون هذا اللون بفخر، ومن جانب آخر فاللون الأسود يجلب انتباها أقل، ويستطيع أن يعطي شعوراً بالوقار والطمأنينة للشخص الذي يلبسه وللذي يرى الشخص، وأما إذا كنت تقصدين القسم الفضفاض من العباءة فكثير من الملابس تصبح موضة وهي فضفاضة وتعدّ جميلة.

وأما عن الناس وتعريفهم عن الجمال فأيضاً لهم وجهة نظر أخرى، وقد قام أساتذة كليتين من كليات علم النفس بعمل تجربة لمعرفة أثر الملابس على الطلبة، فظهروا في الفصل الأول بملابس الكهنة الكاثوليك، ثم ظهروا في فصول أخرى بالبدل وأربطة عنق، وقد وجدوا أنّ الطلبة في الفصل الذي ظهر فيه الأساتذة بملابس الكهنة قد قدّروا هؤلاء الأساتذة بأنهم أكثر خلقاً، حسنوا السمعة، غير عاديين، وأيضاً أكثر تواضعاً عن هؤلاء الذين ظهروا فيها بالبدل وأربطة العنق.[17]

إضافة لذلك إحدى صديقاتي الملتزمات المؤمنات التي هي طبيبة كانت تريد أن تذهب إلى سفرة سياحية إلى تركيا، فبما أن زميلاتها يَعرفنَ شدة التزامها فأخذوا يسئلونها عما سترتديه في هذه السفرة، فأجابتهم بكل حزم أني لا أتخلى عن مبادئي في السفر، وأذهب إلى كل مكان بهذه العباءة التي أرتديها، وبالفعل ذهبت الى كل الأماكن السياحية في ذلك البلد وتقول أني لم أشعر بأي نظرة ساخرة أو موقف ساخر بل بالعكس كانت لي مواقف متعددة أتوا الي وأظهروا اعجابهم بلبسي فمثلاً عندما كنت في أحد القصور التاريخية أتت الي بعض النساء السائحات من (أمريكا وإيطاليا) وسلّموا علي وأظهروا اعجابهم بلبسي وسئلوا عما أرتديه، فشرحت لهم عن العباءة التي ألبسها وأنها مبدئي التي أعتقد فيه، فقالت في النهاية:«you so beautiful؛ أنت تبدين جميلة جداً»، وطلبت مني أن تلتقط معي الصورة للذكرى، وأيضا إحداهن من المكسيك سئلتني هل يمكن أن أسأل عن هذا الزي التي ترتدينه؟! فشرحت لها عن العباءة، فقالت: «إني أحببت زيك كثيراً وإذا يمكن ألتقط معك صورة للتذكار».

تقول: ولكن بالحجاب الكامل لا يرى أحد جمالي ويفوتني قطار الزواج.

أقول: لنكن صريحين مع أنفسنا، كيف تريدين أن تبنين عائلتك؟! عائلة ذو جذور قوية وأصيلة أو عائلة (على شفا حفرة) تنهار بأقل المشاكل في الحياة.

تقول: هذا شيء أكيد، أريد عائلة قوية وهذا حلم كل الفتيات.

أقول: والفتى الذي يريد أن يبني عائلة قوية لا يكتفي برؤية ظاهر الفتيات خارجاً، بل يهمه جمال الأخلاق والعفة والحياء، وللتأكد من الجمال الظاهري سيحيل هذه المسؤولية لمحارمه.

تقول: أليس في الحجاب الواجب يجب الستر وأنا أريد الاكتفاء بذلك، والستر يتحقق حتى بفستان فضفاض بأكمام طويلة.

أقول: اسئلك سؤال عندما كنت في المدرسة وكنت تجتهدين كنت تتمنين أن تحصلي على أي درجة؟

تقول: أكيد الدرجة الكاملة (100).

أقول: أليس القبول يكون ب(50) فلما هو اصرارك على ال(100)؟

تقول: هذا واضح إني أريد أن احصل على الدرجة الكاملة والقبول فقط لا يكفيني.

أقول: سؤال اخر: اذا كان لديك ضيوف مدعوين على الغداء، فماذا ستجهزين وتطبخين لهم؟ اللحوم المشوية مع المقبلات الطيبة من السلطة والتحلية أو تضعين على المائدة كسرة خبز يابسة مع جبنة قدیمة تاریخ صلاحیته انتهت؟! أعرف جوابك، فالانسان يحب أن يقدم الأفضل وأن يكون الأفضل دائماً وأن يأخذ بحد الأعلى في كل جوانب حياته، فلماذا عندما نأتي إلى الدين تتغير معادلاتنا ونكتفي بالأقل؟ وكيف بنا نحن ومن نتعامل معه هو الله الرحمن الرحيم؟ ألا يجب أن نكون في طاعتنا لله سبحانه الأفضل وأن نلتزم بالأحسن و أن نتخذ الأرضى لله عزوجل؟!

تقول: العباءة هي للكبار وعندما أكبر ويذهب جمالي فاني سوف أرتديها.

أقول: ذهب تلميذ عند أستاذه و طلب منه أن يعطيه درساً للحياة، أخذ الأستاذ الحكيم بيد تلميذه إلى الطبيعة وطلب منه أن يخرج شتلة من التراب، ففعل التلميذ ذلك، وبعد فترة طلب منه أن يقلع شجرة كبيرة، فقال التلميذ: لا أستطيع، فقال له الأستاذ: أنت لديك الوقت أن تغرس العادات الطيبة في شبابك وعندما تشيب تكون العادات في وجودك متجذرة ويكون قلعها منك مستحيلاً.

ولاتنسي أنّ الأعمال الصالحة في الشباب لها أثر آخر وأنها لكبيرة عند الله تعالى ولكن في الكِبَر لايكون لها الأثر اللازم، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله):«إنّ اللَّه تعالى يباهي بالشّاب العابد الملائكة، يقول أنظروا إلى عبدي ترك شهوته من أجلي»[18]، وأيضا يقول (صلى الله عليه واله) لأباذر:« يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا مِنْ شَابٍّ يَدَعُ لِلَّهِ الدُّنْيَا ولَهْوَهَا، وَأَهْرَمَ شَبَابَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ اثْنَيْنِ وَ سَبْعِينَ صِدِّيقاً.»[19]

تقول: ومن أين أتيتم بفكرة العباءة، أليست فكرة الإسلام هي الستر والحجاب، والحجاب يتحقق حتى بالجبة أو اللباس الفضفاض؟

أقول: أتينا بها من سيدة نساء العالمين وهي أفضل وأقدس قدوة لنا، فالامام المهدي صاحب عصرنا وزماننا يقتدي بها ويقول:«فِي ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ لِي أُسْوَةٌ حَسَنَة»[20]، فكيف بي وأنا امرأة مسلمة شيعية. فاطمة الزهراء (عليها السلام) تركت لنا إرثاً كبيراً من القيم، ه‍ذه العباءة التي نرتديها اليوم هي عباءة مقدسة لأنها ميراث مولاتنا الزهراء (سلام الله عليها) ولها ريحها الطاهرة.

من أقوى الخطب التي وصلتنا من تأريخ الأئمة (عليهم السلام) هي الخطبة الفدكية للسيدة زهراء (عليها السلام)، فالعجيب في هذه الخطبة أنه ليس فقط مسجّل فيها كلام الزهراء (عليها السلام) بل كل حركاتها وسكناتها (عليها السلام) منذ أن خرجت من المنزل، ففي رواية الخطبة الفدكية ورد أنه:«أَنَّهُ لَمَّا أَجْمَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَلَى مَنْعِ‏ فَاطِمَةَ (عليها السلام) فَدَكاً وَ بَلَغَهَا ذَلِكَ لَاثَتْ خِمَارَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَ اشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا وَأَقْبَلَتْ فِي لُمَةٍ مِنْ حَفَدَتِهَا وَنِسَاءِ قَوْمِهَا تَطَأُ ذُيُولَهَا مَا تَخْرِمُ مِشْيَتُهَا مِشْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ- وَ هُوَ فِي حَشَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِين وَ الْأَنْصَارِ وَ غَيْرِهِمْ- فَنِيطَتْ دُونَهَا مُلَاءَةٌ فَجَلَسَت‏.» (لَاثَتْ خِمَارَهَا) أي شدت وربطت المقنعة على رأسها، (وَاشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا) أي جعلت الجلباب والإزار شاملاً ومحيطاً بنفسها، (تَطَأُ ذُيُولَهَا) أي انّ أثوابها كانت طويلة تستر قدميها فكانت تطأها عند المشي، فمع هذا الحجاب القوي والكامل، عندما ذهبت إلى المسجد وضعوا ستار ما بين الزهراء (عليها السلام) والرجال، فحتى مع كامل الستر فانها لا تحب أن يقع عليها أعين الرجال.

وفي أواخر عمرها الشريف مع كل الألم النفسي والجسمي الذي كان يعمّ جسدها الطاهر وهي ناحلة الجسم ومعصّبة الرأس كانت (عليها السلام) قلقة بخصوص حفظ حجابها بعد موتها وعدم رؤية الرجال لها في التشييع، فتقول لأسماء بنت عميس: «إِنِّي قَدِ اسْتَقْبَحْتُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ إِنَّهُ يُطْرَحُ عَلَى الْمَرْأَةِ الثَّوْبُ فَيَصِفُهَا لِمَنْ رَأَى»، وفي رواية أخرى:« فَلاتَحْمِلينى عَلى سَريرٍ ظاهِرٍ، اُسْتُرينى سَتَرَكِ اللّه ُ مِنَ النّارِ»، فحسب كلامها الشريف إذا كان اللبس أو الحجاب بصورة يستطيع الانسان وصف المرأة فانه غير محبذ، فقالت أسماء:«يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ! أَنَا أَصْنَعُ لَكِ شَيْئاً رَأَيْتُهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ.» تقول أسماء فذهبت إلى السوق واشتريت سعفاً رطباً وشددت قوائمه وصنعت به نعشاً وطرحت عليه ثوباً، فَتَبَسَّمَتْ وَمَا رَأَيْتُهَا مُتَبَسِّمَةً إِلَّا يَوْمَئِذ وقالت: «مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ لَا تُعْرَفُ بِهِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُل‏»[21]، ويقول الامام الصادق (عليه السلام): «أَوَّلُ نَعْشٍ أُحْدِثَ فِي الْإِسْلَامِ نَعْشُ فَاطِمَة.»[22]

تقول: لم أنظر إلى العباءة من هذه الزاوية.

أقول: ليس هذا فحسب بل إنّ قداسة ونور عباءة ومرط مولاتنا الزهراء (عليها السلام) أخذت بيد الكثير إلى نور الهداية وجعلت عاقبة أمرهم إلى خير، ففي التاريخ ينقل أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) استقرض شيئا ًمن‏ الشّعير من يهوديّ ورهنه بذلك مرطاً لفاطمة (والمرط استعارة، و تشبيه لأثر موطئ القدم بأثر موطئ المطر[23] وهو كساء من صوف أو خز او كتان يؤترز به أو تلقيه المرأة على رأسها و تتلفع به[24])، فأدخلها اليهودي إلى دار ووضعها في بيت، فلمّا كانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه المرط بشُغُل، فرأت في البيت نوراً ساطعاً قد أضاءت الدار به كأنه زهرة السماء، فأخبرت زوجها أنها رأت في ذلك البيت ضوءاً عظيماً، فتعجب اليهودي زوجها وقد نسي أنّ في بيته ملاءة فاطمة (عليها السلام)، فنهض مسرعاً ودخل البيت فإذا ضياء الملاءة ينشر شعاعها كأنه يشتعل من بدر  منير يلمع من قريب، فتعجب من ذلك فأنعم النظر في موضع الملاءة فعلم أنّ ذلك النور من مرط فاطمة (سلام الله عليها) فخرج اليهودي يعدوا إلى أقربائه وزوجته تعدوا إلى أقربائها فاجتمع ثمانون من اليهود فرأوا ذلك فأسلموا كلهم. [25]

بل وأكثر من ذلك أنّ مرطها المبارك سيأخذ بأيدينا إلى الجنة، فعن النبي (صلى الله عليه وآله): «إنّ الله تعالى إذا بعث الخلائق من الأولين والآخرين نادى منادي ربنا من تحت عرشه:«يَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ لِتَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ عَلَى الصِّرَاطِ»، فتغض الخلائق كلهم أبصارهم فتجوز فاطمة على الصراط لا يبقى أحد في القيامة إلا غضّ بصره عنها إلا محمد و علي و الحسن والحسين والطاهرين من أولادهم فإنهم أولادها، فإذا دخلت الجنة بقي مرطُها ممدوداً على الصراط طرفٌ منه بيدها وهي في الجنة وطرفٌ في عرصات القيامة فينادي مُنادي ربنا:«يَا أَيُّهَا الْمُحِبُّونَ لِفَاطِمَةَ تَعَلَّقُوا بِأَهْدَابِ مِرْطِ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ»، فَلَا يَبْقَى مُحِبٌّ لِفَاطِمَةَ إِلَّا تَعَلَّقَ بِهُدْبَةٍ مِنْ أَهْدَابِ مِرْطِهَا، حَتَّى يَتَعَلَّقَ بِهَا أَكْثَرُ مِنْ أَلْفِ فِئَامٍ وَأَلْفِ فِئَامٍ وَأَلْفِ فِئَامٍ‏.[26] ويسئل الراوي وكم الفئام الواحد؟ فقال عليه السلام: « ألف ألف ينجون بها من النار».

صحيح أنها معصومة وأنها الطاهرة البتول ولن نكون على مثل طهارتها ولكن كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أَلَا وَ إِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ أَعِينُونِي بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ وَعِفَّةٍ وَسَدَاد»[27]، نستطيع بورعنا واجتهادنا أن نقتدي بطهارتها وحياءها وعفتها وأن ندفع النظرات عنا بلبسنا والتزامنا بالعباءة.

صمتت وأطرقت رأسها إلى الأرض وأخذت تفكر وقد اغرورقت عيناها بالدموع، رجوت الله عزوجل أن يضيء قلبها بنور مرط فاطمة (سلام الله عليها) في الدنيا والآخرة.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M