ملخص :
في الوقت الراهن أصبح الفضاء الرقمي بمثابة ساحة مفتوحة وممتدة لنشر أفكار التطرف والإرهاب، وهذا الواقع الرقمي غير تماماً مفهوم التطرف والإرهاب، فلم يعد نشر أفكار التطرف والإرهاب مقيدًا كما في سابق عهده، إذ يكفي بعض الإنترنت للوصول لآلاف الأشخاص، بل والملايين، ومن الملاحظ فإن الإعلام الرقمي قد تفوق بشكل كبير على الإعلام التقليدي، إذ يتمتع الإعلام الرقمي بقدرة هائلة على جذب انتباه الأفراد وتجاوز القيود، وهذا بالتأكيد ساهم في خلق أزمات عديدة في ظل غياب الوعي النقدي للأفراد، وبالنظر إلى الإعلام العربي، فمن الملاحظ بأنه لايزال يعاني من عدة أزمات مزمنة في مواجهة الإعلام المضاد، أبرزها الخطاب الإعلامي غير الجذاب والذي يعتمد على لغة جامدة ورسمية لا تحظي بقبول الجمهور، وكذا غياب الاتساق والاستمرارية والتجاهل التام للبيئة للرقمية الحديثة.
وتناولت الورقة ٣ محاور رئيسية، المحور الأول يتعلق بتفوق الإعلام الرقمي على الإعلام التقليدي من خلال استعراض سريع لأهم المزايا التي يتمتع بها الإعلام الرقمي، مثل عدم الخضوع لما تخضع له وسائل الإعلام التقليدية من تضييق على الحريات وتحكم الانظمة السياسية، وكذلك أن وسائل الإعلام الرقمي تحظى بقبول كبير لدى الجمهور المستهدف، ما يشجع ناشري أفكار التطرف الإرهاب على استغلالها لتحقيق أغراضهم وغير ذلك، أما المحور الثاني فقد تناول بشكل سريع أهم أدوات الإعلام الرقمي التي تستخدمها الأطراف لنشر أفكار التطرف والإرهاب، مثل الميتافيرس ومواقع التواصل الاجتماعي، وكذا الكوميكس ويتناول المحور الأخير بشكل سريع حالة الإعلام العربي في مكافحة أفكار التطرف الإرهاب، وتوصل الباحث أن الإعلام العربي لازال يعاني من العديد من المشكلات المزمنة، والتي جمدت دوره في مكافحة هذه الأفكار.
لفتح المجلة