ملخص
أثار صعود وسقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر، إثر اندلاع ثورة 25 كانون ثاني يناير، 2011، العديد من التساؤلات حول موقف الولايات المتحدة من أحداث المرحلتين، وتوجهات سياستها. ومن هنا تهدف الدراسة إلى تحليل وتفسير السياسة الأميركية تجاه صعود وسقوط حكم الإخوان المسلمين بعد الثورة. وبما يقتضي تسليط الضوء على الحدث ذاته في تحليل تأثيراته وانعكاساته على السياسة الأميركية تجاه مصر، خصوصا إذا ما أخذ في الإعتبار خصوصية مصر الجيوسياسية والأمنية بالنسبة لواشنطن.
تناقش الدراسة بأسلوب تحليلي الإستجابة الأميركية للثورة المصرية، منذ اندلاع الإحتجاجات والإطاحة بمبارك، مرورا بالمرحلة الإنتقالية وحكم الإخوان، وحتى سقوط مرسي واعتلاء وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي سدة الحكم. من خلال رصد ما صدر عن الإدارة الأميركية، من تصريحات ومواقف وقرارات، التي هي بمجملها معبرة عن المحددات الداخلية والخارجية للسياسة الخارجية الأميركية. وقد اعتمدت الدراسة على النظرية الواقعية كونها الأنسب في تحليل وتفسير السياسة الأميركية تجاه التحول السياسي في مصر بعد الثورة، وتفاعلاتها مع الأحداث.
تنقسم الدراسة إلى أربعة فصول تغطي الفترة الزمنية التي تحيط بصعود وسقوط حكم الإخوان المسلمين. ففي الفصل الأول تسلط الدراسة الضوء على السياسة الأميركية تجاه الإخوان المسلمين في السنوات العشر الأخيرة قبل اندلاع الثورة. وتستدل الدراسة على أن التفاعل مع الإخوان المسلمين كان من ضمن استراتيجية الولايات المتحدة، ولعل الوجود القوي للإخوان في المجتمع المصري، وبالتالي الصعود المتوقع لهم كطرف فاعل في النظام السياسي، أو لأن الجماعة قادرة أن تحل محل مبارك عند أي تغيير سياسي محتمل، وضعهم في اعتبارات الولايات المتحدة من منطلق أنه لا بد من التوافق على تأمين المصالح الأميركية مع كل البدلاء المرشحين لمبارك.
ويتناول الفصل الثاني الإستجابة الأميركية للثورة المصرية، وتفاعلاتها مع أحداث المرحلة الإنتقالية حتى اعتلاء مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي سدة الحكم. وقد بدا أن الإدارة الأميركية بذلت جهودا دبلوماسية للإبقاء على الرئيس حسني مبارك في الحكم.
ثورة 25 يناير المصرية : السياسة الأميركية تجاه صعود و سقوط حكم الإخوان المسلمين =The January 25 Egyptian revolution : American policy toward the rise and fall of the Muslim Brotherhood | عبدالرحمن الحاج ابراهيم | الحاج حسين، بادية فواز ياسين |