ملخص :
يمكن النظر الى العلاقات السورية الإيرانية باعتبارها إحدى أهم القضايا في المشهد السياسي الراهن للشرق الاوسط، كونها ليست وليدة السنوات الأخيرة الماضية، بل هي علاقة تاريخية اتخذت طابعاً عميقاً وثابتاً منذ عام 1979.
فالتجربة على أرض الواقع، تشير إلى تماسك التحالف السوري الايراني والتمسك بالثوابت المشتركة والتوافق على الصمود في خندق واحد مع الحفاظ على مبدأ عدم التدخل في السياسات الداخلية والقرارات السيادية، لذلك كانت العلاقات السورية الإيرانية محط اهتمام ومتابعة من القيادتين السورية والإيرانية لجهة تقويتها وتطويرها وصولاً إلى إنجاز متطلبات ما تقتضيه عملية الوصول إلى علاقات استراتيجية بين الدولتين.
هدف البحث بيان قيم وثوابت السياسة الخارجية السورية تجاه إيران من خلال محاور رئيسية تتناول، الأبعاد والاتجاهات العامة للسياسة الخارجية السورية، ومحددات العلاقات السورية الإيرانية، وأسس العلاقات السورية الإيرانية، بالإضافة الى دور السياسة الخارجية الايرانية في حل الأزمة السورية، فضلاً عن قيم السياسة الخارجية السورية وثوابتها تجاه حادثة “رئيسي”، وأخيراً النتائج.
وقد خلص البحث إلى عدد من النتائج أبرزها، إن علاقة سورية بإيران هي واحدة من أكثر الشراكات الإستراتيجية ثباتاً في المنطقة حيث قويت هذه الشراكة أكثر فأكثر عند دعم كل منهما للأخر في وجه الضغوط الامريكية و توقيع مذكرة تعاون الدفاع المشترك بين دمشق و طهران الذي أضفى على هذه الشراكة صفة الرسمية، كما أن العلاقات السورية الايرانية تزداد تطوراً وتقدماًً، على الرغم من الخصائص المختلفة لكلا الدولتين، بالإضافة الى أن العلاقات السورية الإيرانية ليست قائمة على المصالح فحسب، بل هي علاقات مبدئية تتسم بمستوى متقدم من الأخلاقيات المتبادلة.