دراسة إستشرافية لتنمية الإقتصاد الجزائري على أسس الفكر الاقتصادي لمالك بن نبي الجزائري

مقدمة : 

يُشكّل المشكل الاقتصادي أحد أهم التحديات التي تواجه الأمم الإسلامية اليوم، إذتعاني مجتمعاتها من تخلف اقتصادي كبير،زاد من درجة التخلف وتأخره عنا للحاق بركب التقدم الحضاري الدولي، وبقدر ما يشير ذلك إلى ظاهرة مرضية تنخر الاقتصادات الدولية، كما أنه يشكل أيضا خطرا يرهن السيادة الوطنية لقرارا تالقوى الدولية كون الاستعمار القديم لا يزال يؤثر في المجتمعات بدرجات متفاوتة،إذ بعد الاستقلال السياسي للدول النامية سرعان ما وقعت تحت سندان الاستعمار الاقتصادي،حيث لم تعتمد هذه الدول النامية على نظرية اقتصادية خاصة بها في الاقتصاد تتلاءم مع بيئتها وحاجاتها وإمكانياتها، فتراها تندفع وراء مشروع يخططه اقتصاد أجنبي قائم على نظرية اجتماعية مخالفة وعلى أسس تجارب قد تكون فاشلة،لهذا حاول مالك بن نبي إرساء أسس النهضة الاقتصادية للبلدان النامية في صورة مخطط تنموي، كما تؤكده الأحداث والوقائع المعاصرة، خاصة تجربة ماليزيا التي تطورت تطورا كبيرا بفضل إعتمادها على فكر مالك بن نبي، ونظرالأهمية فكر مالك بن نبي في إطاره الحضاري الفكري الشامل،وأهمية تحليلاته الدقيقة لمفهوم الاقتصاد في بعده الإنساني والاجتماعي، وحرصه على صياغة أفكاره، و السعي نحو تنفيذها.

إن البحث في فكر مالك بن نبي وأعماله سيكون له أثر كبيرعلى النهضة في كل دول العالم و خاصة في الجزائر، ولأن الجزائر تتمتع بإمكانات بشرية ومادية تحتاج الى تبني الفكرالاقتصادي لهذا الفيلسوف، لتحقيق نهضة اقتصادية مماثلة لتجربة ماليزيا بإعتبارها نموذج يحتذى بها، قد تضع الجزائرمن بينأفضل اقتصادات العالم، وهنا نشير الى مقولة شهيرة للفيلسوف مالك بن نبي وهي أن الاقتصاد ليس قضية بنك وتشييد مصانع فحسب، بل هو قبل ذلك تشييد الإنسان وإنشاء سلوكه الجديد أمام كل المشكلات.

فهرس المحتويات – الجزء الأول

فهرس المحتويات – الجزء الثاني

• الناشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية

المصدر