صعود نفتالي بينيت في ظل حرب غزة: ما مدى تأثيره في المشهد السياسي الإسرائيلي؟

  • تكشف استطلاعات الرأي الأخيرة في إسرائيل عن تنامي شعبية رئيس الحكومة السابق، نفتالي بينيت، وأنه سيكون المنافس الأبرز لنتنياهو في أي انتخابات مقبلة.
  • إذا نجح بينيت في الحفاظ على شعبيته، وبناء تحالفات سياسية مع قوائم داخل الكنيست من غير اليمين المتطرف، فإن آماله بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستكون كبيرة جداً. 
  • يكمن التحدي الأساسي أمام طموح بينيت السياسي في مدى قدرة نتنياهو على الحفاظ على حكومته حتى موعد الانتخابات في أكتوبر 2026، ما يعني احتمال تغير المشهد السياسي الإسرائيلي حتى ذلكم الحين.
  • في حال عودة بينيت إلى رئاسة الحكومة، فإنه لن ينفّذ خطوات دراماتيكية في الموضوع الفلسطيني، ولكنه سيعمل على الحفاظ على الوضع القائم لأهداف أمنية، بالتوازي مع إعادة بناء مكانة إسرائيل الإقليمية والدولية، وترميم وضعها الاقتصادي. 

 

أدت حرب غزة إلى زيادة شعبية رئيس الحكومة السابق، نفتالي بينيت، إذ تتوقع استطلاعات الرأي التي أجريت في الأشهر الأخيرة حصول قائمة يُشكلها ويترأسها بينيت على أكبر عدد من المقاعد في الكنيست (البرلمان) في حالة جرت الانتخابات. يدل هذا الأمر، إذا تحقق في انتخابات فعليّة، على تغيير عميق في المشهد السياسي الإسرائيلي، ولكن ليس واضحاً حتى الآن في مصلحة مَن سوف يصب هذا التغيير: اليمين في إسرائيل (على اعتبار أن بينيت ينتمي لليمين وجذوره من اليمين الاستيطاني)، أم المعارضة السياسية لنتنياهو التي تَعتبِر بينيت يميناً عقلانياً ويؤمن بأهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة الديمقراطية، وقد يطمح لتشكيل حكومة من أطراف من المعارضة كما فعل مع يائير لبيد عندما شكّلا معاً ائتلاف “حكومة التغيير” في الفترة 2021-2022.

 

تجربة بينيت السابقة في الحكم

دخل بينيت المشهد السياسي الإسرائيلي عام 2013، عندما ترأس اتحاد أحزاب وقوائم تيار الصهيونية الدينية تحت إطار قائمة “البيت اليهودي”. حاول بينيت أن يوسع تأييد “البيت اليهودي” من طريق التواصل مع قطاعات اجتماعية خارج قطاع الصهيونية الدينية، وذلك بالاعتماد على خطاب اجتماعي-اقتصادي مُوجَّه إلى جميع الشرائح الاجتماعية، كونه يمثل نموذجاً للإسرائيلي الناجح الذي استطاع تكوين ثروة من قطاع التكنولوجيا الفائقة (الهايتك)، ومكان سكنه في مركز البلاد، وفي مدينة “رعنانا” تحديداً التي تضم أبناء الطبقة الوسطى العلمانية في المجتمع.

 

نجح “البيت اليهودي” في الحصول على 12 مقعداً في انتخابات الكنيست عام 2013، وانضم بينيت إلى حكومة نتنياهو وزيراً للاقتصاد، ولكنْ بدأ بريقه بالتراجع في دورات الانتخابات اللاحقة. وقد حدثت الكثير من الانشقاقات داخل “البيت اليهودي”، أدت إلى إضعاف تمثيل الحزب وتفككه لاحقاً. ما استطاع بينيت منذ دخوله المشهد السياسي جذبَ مُصوتين كُثراً من خارج تيار الصهيونية الدينية، ولكنه كان معارضاً لحالة التطرف في هذا التيار التي تمثلت في ظهور شخصيات مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

 

في انتخابات عام 2021، حصلت قائمة بينيت على خمسة مقاعد، وشارك مع يائير لبيد رئيس حزب “يوجد مستقبل” في تشكيل الحكومة السادسة والثلاثين في تاريخ إسرائيل، بعد هيمنة الليكود برئاسة نتنياهو على المشهد السياسي لأكثر من عقد، وساعد في تشكيل الحكومة انضمام “القائمة العربية الموحدة” برئاسة منصور عباس. ساهمت الكثير من العوامل في تفكيك حكومة بينيت-لبيد (التي استمرت من يونيو 2021 وحتى موعد انتخابات الكنيست في نوفمبر 2022)، ولكن العامل المباشر كان تفكك قائمة بينيت المكونة من خمسة أعضاء، حيث صوَّت اثنان منها ضد الحكومة، فضلاً عن مساعٍ حثيثة لنزع الشرعية التي مارسها نتنياهو واليمين ضد الحكومة بسبب وجود منصور عباس فيها. وبعد سقوط حكومة التغيير، اعتزل بينيت الحياة السياسة لفترة لم يُحدِّد مداها.

 

ستتمثل أولوية بينيت في تشكيل الحكومة بالائتلاف مع القوى المعارضة المركزية، مثل لبيد وغانتس وليبرمان (AFP)

 

صعود شعبية بينيت

أشارت مجموعة من استطلاعات الرأي، التي أجريت منذ اندلاع حرب غزة، إلى صعود تمثيل قائمة انتخابية يقودها بينيت. ففي الاستطلاع الذي أجرته صحيفة “معاريف” في أغسطس الماضي، حصل بينيت على تمثيل يصل إلى 21 مقعداً، وبيَّن الاستطلاع أن تسعة مقاعد منها جاءت من شرائح لم تقرر لمن ستصوت من بين القوائم الموجودة في الكنيست، وخمسة مقاعد من “معسكر الدولة” برئاسة بني غانتس، وثلاثة مقاعد من حزب “إسرائيل بيتنا” برئاسة أفيغدور ليبرمان، بالإضافة إلى أربعة مقاعد من الائتلاف الحكومي الحالي.

 

وفي استطلاع ثانٍ نُشر في أواخر أغسطس ازداد تمثيل بينيت إلى 23 مقعداً، وكما في الاستطلاع السابق فإن نحو 14 مقعداً منها سيحصل عليها من حزبَي “معسكر الدولة” و”إسرائيل بيتنا”، ومن المترددين. أما الاستطلاع الذي أجرته قناة i24، فيشير إلى أن حزباً برئاسة بينيت سيحصل على 27 مقعداً في الانتخابات، بل إن بينيت يتفوق على نتنياهو في أهليته لرئاسة الحكومة. وبيَّن الاستطلاع أن قوة بينيت ستكون على حساب القائمتين الكبيرتين في المعارضة الحالية، حيث يتراجع غانتس إلى 12 مقعداً، وحزب “يوجد مستقبل” برئاسة لبيد إلى 7 مقاعد.

 

وفي استطلاعات أخرى، أشار الجمهور إلى أن نفتالي بينيت هو الأكثر ملاءمة لرئاسة الحكومة، حيث حصل في استطلاع أجري في يونيو على 36% مقابل 28% لنتنياهو. وفي الاستطلاع الذي أجري في أواخر أغسطس، تفوَّق نتنياهو على جميع السياسيين في سؤال الملاءمة لرئاسة الحكومة باستثناء بينيت الذي حصل على 38% في حين حصل نتنياهو على 33%.

 

ستتمثل أولوية بينيت في تشكيل الحكومة بالائتلاف مع القوى المعارضة المركزية، مثل لبيد وغانتس وليبرمان، وطبعاً قد ينضم إليهم يائير غولان الذي تعطيه استطلاعات الرأي 9-10 مقاعد. وضمن هذا التحالف يستطيع تشكيل بينيت حكومة من نحو 64 مقعداً، ما يعني حصول تغيير عميق في المشهد السياسي الإسرائيلي.

 

ويمكن رصد مجموعة من الأسباب التي تُفسِّر صعود شعبية بينيت في خلال حرب غزة:

 

أولاً، ظهر بينيت بوصفه يمينياً متديناً يستطيع الجمع بين مواقف يمينية ثابتة وفي الوقت نفسه الحفاظ على المفاهيم اليمينية التقليدية التي نادت بالوحدة الوطنية واحترام مؤسسات الدولة، ونبذ التطرف الديني؛ أي أنه استطاع أن يجمع بين اليمين الديني واليمين الليبرالي (أو الأدق العلماني) في الوقت نفسه، إذ يحتل اليمين الليبرالي أو العلماني يمين الوسط في الخريطة السياسية، وهي القطاعات التي دعمت بني غانتس في أول الحرب، ولكنها ترى في بينيت القادم من قلب اليمين الصورة الأصلية التي تُعبِّر عنه وتعكس مواقفه.

 

ثانياً، ابتعاد بينيت عن المشهد السياسي أعطاه قوة في خلال الحرب، على عكس كل الفاعلين الحاليين الذين كانوا جزءاً من العملية العسكرية، سواء في المعارضة (بعدم العمل الحثيث لإسقاط الحكومة)، أو في الائتلاف (الإخفاق في تحقيق أهداف الحرب). فمثلاً، منحت الحرب وإخفاق حكومة نتنياهو في السابع من أكتوبر 2023 شعبية كبيرة إلى غانتس الذي وصلت قوته الانتخابية في استطلاعات الرأي في الأشهر الأولى إلى نحو 41 مقعداً، ولكنها تراجعت تباعاً بسبب مشاركته في الحكومة، وإخفاقه في تغيير سياساتها أو الانتصار في الحرب، مما أدى إلى استنزاف قوته لصالح بينيت الذي ظل “نظيفاً” من مسؤولية الحرب وتداعياتها سواء على الائتلاف أو المعارضة.

 

الحضور الإعلامي الكبير لبينيت في وسائل الإعلام الأجنبية في خلال حرب غزة أعطاه مكانةً اجتماعية رفيعة في المجتمع الإسرائيلي (AFP)

 

ثالثاً، أدت الحرب إلى أن يُسبَغ على بينيت صفة “الضحية” الذي ظُلِم في خلال فترة ولايته لرئاسة الحكومة، وبخاصة أن المعارضة اليمينية التي تحولت حالياً إلى الائتلاف الحكومي، كانت تهاجمه بشدة وحتى تتهمه بالخيانة، وتعاملت معه على أنه فاقد الشرعية، وذلك بسبب بعض العمليات المسلحة التي حدثت في فترته، والآن تُبرر كل الإخفاقات الأمنية، مما أظهر ازدواجيتها الواضحة، مع العلم أن فترة حكومة بينيت-لبيد كان هادئة نسبياً فيما يخص المخاوف الأمنية، وحققت تنمية اقتصادية حقيقية، واستطاعت أن تصحح مسار الاقتصاد الإسرائيلي الذي يتداعى في ظل الحكومة الحالية.

 

رابعاً، من منظور مؤيديه، كشفت الحرب عن “صدقية” مواقف بينيت السابقة، والتي نادى فيها بأهمية احتلال قطاع غزة وتدمير الأنفاق في القطاع. فقد كان بينيت أول من نبّه إلى خطورة الأنفاق في حرب 2014، وطالب الحكومة آنذاك بدخول قطاع غزة وتدمير شبكة الأنفاق فيها التي ما كانت متطورة وممتدة كما هو حالها اليوم. وقد أكد هذه “الحقيقة” نتنياهو نفسه في مذكراته التي نشرها عام 2022، حيث أشار إلى أنه عارض مطالب بينيت باحتلال قطاع غزة وهدم الأنفاق من طريق تنفيذ عملية برية واسعة في القطاع في خلال الحرب عام 2014، لأنه كان يخشى من الخسائر الكبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، وقد عرض نتنياهو هذا الموقف في كتابه للسخرية من بينيت، على اعتبار أن الأخير مُتهور وغير واقعي.

 

خامساً، المقارنة الشخصية مع نتنياهو؛ ففي الوقت الذي يوجد فيه نجل نتنياهو (يائير) في ميامي في الولايات المتحدة، ويعيش حياة رفاهية هناك، ويهاجم خصوم والده، وحتى يهاجم بشدة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإن نجل بينيت يخدم في غزة ضمن وحدة كوماندوس مختارة. وقبيل خدمته العسكرية، شارك في أعمال التطوع لشبان إسرائيليين في غلاف غزة بعد هجمات السابع من أكتوبر.

 

سادساً، الحضور الإعلامي الكبير لبينيت في وسائل الإعلام الأجنبية في خلال الحرب على قطاع غزة، وربما كان الأكثر حضوراً في الإعلام الدولي من بين السياسيين الإسرائيليين، مما أعطاه مكانةً اجتماعية رفيعة في المجتمع الإسرائيلي، فقد ظهر مدافعاً عن إسرائيل، في الوقت الذي تعرَّض لهجوم ونزع شرعية متواصلة من طرف المعارضة السابقة، مما أظهره في صورة الحريص على دولة إسرائيل حتى عندما لا يكون في الحكم، على عكس نتنياهو عندما كان في المعارضة.

 

بينيت والموقف من حرب غزة

أشار بينيت إلى أن دولة إسرائيل تعرَّضت لأكبر ضربة استراتيجية في السابع من أكتوبر، فقد كشفت الحرب عن سقوط استراتيجي للحكومة الإسرائيلية. ومع ذلك، فإن مواقف بينيت من إدارة الحرب تغيرت عما كانت في خلال حرب 2014، إذ لا يعتقد أن احتلال القطاع هو الحل الأفضل لإسرائيل حالياً، بل الضغط على حركة حماس سياسياً واقتصادياً.

 

ومع بدء التحضير للعملية العسكرية البريّة في قطاع غزة، بعد السابع من أكتوبر، عرض بينيت خطته لتحقيق أهداف الحرب دون الدخول البري الواسع للقطاع، حيث اقترح احتلال شمال قطاع غزة، وفصل مدينة غزة عن الجنوب، وتحديداً عن خانيونس، وبناء منطقة أمنيّة عازلة بعمق كيلومترين، تكون منطقة منزوعة السلاح في شكل دائم، وفرض حصار على الجانب الشمالي للقطاع، والضغط على حركة حماس لتنفيذ مطالب إسرائيل المتعلقة بنزع السلاح وإعادة المحتجزين الإسرائيليين. وبرأي بينيت، سيشكل الحصار على شمال القطاع الذي قد يستمر لأشهر أو لسنوات، عامل ضغط على حركة حماس، مع إعطاء إمكانية لقادتها بترك القطاع كما حدث لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت عام 1982.

 

انتقد بينيت القيادة الحالية في إسرائيل ووصفها بأنها سيئة وغير أخلاقية، وتتجاهل المجتمع الدولي بتطرف كبير (AFP)

 

يعتقد بينيت أن نتنياهو يُدير الحرب بشكل سيء، موضحاً أن خوض الحروب الطويلة خطأ كبير، وفيه تجاهل للواقع الدولي الذي سرعان ما سيبدأ بمعارضة الحرب، مشيراً إلى أنه كان على إسرائيل تكثيف العمليات العسكرية وإنهاء الحرب بسرعة دون الدخول في مرحلة استنزاف كما يفعل الآن نتنياهو، أو التوقيع على صفقة لوقف الحرب وإعادة المحتجزين، والقتال في فرصة أخرى.

 

وبناءً على ذلك، يُؤيد بينيت إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل وتغيير القيادة السياسية والعسكرية التي كانت في فترة الحرب، بقيادة جديدة منتخبة. كما يَعتبر أن الحكومة ما فشلت اقتصادياً بسبب الحرب، بل بسبب السياسات المالية التي تتبعها وتوزيع الميزانيات في شكل لا يخدم الاقتصاد الإسرائيلي، مُستذكراً تخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل من طرف ثلاث شركات عالمية، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ إسرائيل. وانتقد القيادة الحالية في إسرائيل ووصفها بأنها سيئة وغير أخلاقية، وتتجاهل المجتمع الدولي بتطرف كبير.

 

وفيما يخص مستقبل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، نجد أن بينيت لا يزال يعارض حل الدولتين، فهو يعتبر أن الدولة الفلسطينية ستكون كياناً إرهابياً يُهدد أمن إسرائيل، فضلاً عن أنه يعارض فكرة الانسحاب من المناطق التي لا تزال تحتلها إسرائيل، ولا يزال يؤيد الاستيطان، ولكنه يعتقد أن على إسرائيل منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً مستقلاً لإدارة شؤونهم الداخلية.

 

استنتاجات

تشير استطلاعات الرأي الإسرائيلية المتتابعة إلى أن قائمة يقودها نفتالي بينيت ستكون القائمة الأكبر في الانتخابات المقبلة، ومع ذلك يبقى التحدي الأساسي أمام بينيت هو الوقت. ففي حالة نجح نتنياهو في الحفاظ على حكومته واستطاع تجاوز كل التحديات التي تقف أمام بقاء حكومته، وبخاصة في سياق الحرب في غزة وتداعياتها الداخلية والخارجية، فإن موعد الانتخابات الرسمي سيكون في أكتوبر 2026، وهي فترة طويلة قد تتغير فيها الأوضاع السياسية في إسرائيل، لاسيّما أن المشهد السياسي في هذه الفترة يتميز بالسيولة، وظهر ذلك بوضوح مع التراجع الكبير والسريع لشعبية بيني غانتس خلال عشرة شهور.

 

في المقابل، إذا نجح بينيت في الحفاظ على شعبيته، وبناء تحالفات سياسية مع قوائم داخل الكنيست وقوى اجتماعية خارجها، فإن آماله بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستكون كبيرة جداً، لاسيّما أن احتمال امتداد فترة ولاية الحكومة الحالية حتى أكتوبر 2026 ضعيف، إذ ما أكملت حكومة إسرائيلية مدتها القانونية الكاملة منذ عام 1988.

 

وفي حالة عودة بينيت إلى رئاسة الحكومة، فإنه لن ينفّذ خطوات دراماتيكية في الموضوع الفلسطيني، ولكنه سيعمل على الحفاظ على الوضع القائم من أجل الحفاظ على الأمن، ولا شك في أنه لن يُشكل حكومته من قوائم اليمين المتطرف (بن غفير وسموتريتش)، وسيعمل على إعادة بناء مكانة إسرائيل الإقليمية والدولية، وترميم وضعها الاقتصادي.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M