ملخص:
يعتبر التعليم عن بعد من الخيارات التعليمية التي تفرض نفسها بفعل التطور التكنولوجي، وانتشار الشبكة العنكبوتية، ونظرا لمساهمة هذا النوع من التعليم في ضمان استمرارية التعلم إبان جائحة كورونا، فقد حظي باهتمام كبير في جميع دول العالم.
وقد كان لدولنا العربية نصيب من الإهتمام المتزايد بالتعليم عن بعد، وذلك قصد اعتماده لتقليص زمن التعلمات، وكذا تطوير تعامل الأطر التربوية مع التكنولوجيا التي فرضت نفسها بشكل كبير في عصرنا الحالي، وأضحى المتعلم ضابطا لآليتها، متمكنا من طرق التعامل معها بشكل مرن، في حين بقيت المدرسة العربية في العديد من الدول بعيدة عن الرقمنة والتعليم المبرمج، وعدم تطوير آليات التعليم عن بعد الذي يساهم بشكل كبير في تسهيل التعلم وتوفير الكلفة وكذا تحقيق التفاعل الإيجابي والمستمر بين المدرس والمتمدرس، غير أن هذا النوع من التعليم يواجه مجموعة من الصعوبات، ويطرح عددا من التحديات التي تحتاج للمواجهة بعقلانية وتدبر لتحقيق الاستفادة المرجوة دون السقوط في براثين السلبية واللاجدوى.
بناء على ما سبق يتضح أن الإشكال المطروح في هذه الدراسة هو مدى فاعلية التعليم عن بعد، وأبرز إيجابياته، وكذا مقاربة أبرز التحديات التي تواجهه، ومحاولة إيجاد حلول ناجحة لضمان استفادة حقيقية من التعليم عن بعد، كما تلامس هذه الدراسة جوانب القوة التي يمكن استثمارها، وجوانب الضعف وطرق تجاوزها، وتتخذ نموذجا لها المغرب عدة محطات