مؤشرات اندلاع الحرب الثانية بين إيران وإسرائيل وتداعياتها الإقليمية

تشهد البيئة الإقليمية في الشرق الأوسط مرحلة حرجة تتسم بتصاعد التوترات البنيوية، نتيجة إعادة تفعيل آلية الزناد وعودة العقوبات الدولية، إلى جانب التجارب الصاروخية الإيرانية وتفاقم النزاعات مع إسرائيل. وتعكس الهدنة القائمة بعد الحرب التي استمرت اثني عشر يوماً حالة «سلامٍ مسلّح» هشّة، تتغذّى من تراكم أزمات سياسية وأمنية واستراتيجية، بما في ذلك تصاعد الخطاب العدائي، وتبادل التهديدات، وتسارع سباق التسلح، مع التوسع في مخزونات الأسلحة وتطوير القدرات الهجومية والدفاعية.

على المستوى العسكري، تتضمن مؤشرات التصعيد التجارب الصاروخية الإيرانية العابرة للقارات، وإعادة بناء البنية التحتية للصواريخ، مقابل تعزيز إسرائيل لقدراتها الدفاعية والهجومية، بما في ذلك أنظمة القبة الحديدية، مقلاع داوود، وحيتس، والاستخدام المكثف للطائرات المسيّرة. وفي البُعد الدبلوماسي والاقتصادي، يشكّل تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات عامل ضغط إضافي، خصوصاً مع تهديد إيران بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ما يزيد حالة عدم اليقين الاستراتيجي.

وتخلص الورقة إلى أنّ استمرار الهدنة الهشّة من دون معالجة الجذور البنيوية للتوتر بين إيران وإسرائيل، يرفع من احتمالات الانزلاق إلى مواجهة عسكرية أوسع في المدى المنظور، بما قد يترتّب عليه من تداعيات جسيمة على منظومة الأمن الإقليمي والدولي على حدّ سواء، ومن أبرزها زعزعة استقرار أسواق الطاقة العالمية، الإضرار بحركة التجارة الإقليمية، وإعادة تشكيل التحالفات الاستراتيجية بين القوى الكبرى. وعليه، تؤكد الدراسة أنّ المتغيرات العسكرية والسياسية المتسارعة تفرض ضرورة المتابعة الدقيقة للمؤشرات الميدانية والدبلوماسية، بما يتيح تقييماً واقعياً لفرص استمرار الهدنة أو انهيارها، ويدعم في الوقت ذاته تبنّي استراتيجيات شاملة للتهدئة والاحتواء، بهدف تقليص احتمالات التصعيد.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M