دليو فضيل
الملخص
لقد عملت مختلف العلوم منذ نشأتها على تحضير مناهج بحث خاصة بها، وذلك تبعا للمجال المعرفي الذي تنوي مقاربته.
وهكذا عند نشأة الرياضيات تطورت العمليات الهندسية لتفسح المجال، كما هو الشأن بالنسبة للفلسفة الأشكال كل مرة أكثر تجرید، لتصل في النهاية إلى مفهوم العدد.
فإذا أمعنا اليوم النظر في مجموع العلوم المسماة بالكلاسيكية، سنلاحظ بأنها من خلال التحديدات المتتابعة لموضوع دراستها، تزودت بمنهج بحث منظم ومنطقي يسمح لها بمتابعة تقدمها في اكتساب مجالات معرفية جديدة.
منهجية البحث في العلوم الإنسانية هي الطريق نحو إعداد بحث متعلق بعلوم الإنسانيات، وتلك النوعية من الأبحاث تمثل النسبة الأكبر من البحوث في الوقت الحالي مع احترامنا الجمِّ للعلوم التطبيقية، ولا شك في أن كثرة المشكلات ذات الصلة بالسلوك الإنساني هي التي زادت من حجم الرسائل من هذا النوع، ونرى من وجهة النظر الخاصة بنا أنه كلما مرَّ الوقت وتطوَّر الإنسان زادت مشكلاته الاجتماعية، فنحن نسمع الآن عن مشكلات اجتماعية غريبة في جوهرها ولم تكن موجودة في الماضي، فعلى سبيل المثال ظاهرة الإدمان، لم تكن مُنتشرة بذلك الشكل مُسبقًا، وكذلك اختلال الذوق العام والتمرد على التقاليد والأعراف الحميدة… إلخ، كل ذلك آفات ينبغي علاجها وحلها من خلال منهجية البحث في العلوم الإنسانية .
تعريف منهجية البحث في العلوم الإنسانية؟
منهجية البحث في العلوم الإنسانية المقصود بها الأسلوب المُتَّبع لاستكشاف ودراسة الإشكاليات ذات الصبغة الاجتماعية، ومن أمثلتها أبحاث علم النفس والاجتماع والفلسفة… إلخ، وتختلف تلك الطريقة عن الأسلوب المُتَّبع في العلوم التطبيقية من حيث المنهج وأدوات الدراسة المستخدمة وأسلوب وضع الفروض العلمية…. إلخ.
رابط المصدر: