ملخص :
شهدت العلاقات العراقية الإيرانية بعد عام 2003 تحولًا جذريًا من العداء إلى التعاون وتداخل المصالح، وإن شابها تنافس إقليمي وتأثيرات خارجية في البداية، ركزت الحكومات العراقية المتعاقبة على التعاون الأمني والاستخباراتي مع إيران لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة، سعت إيران إلى بناء نفوذ سياسي من خلال دعم الأحزاب السياسية. ومع انسحاب القوات الأمريكية تعزز النفوذ الإيراني في المؤسسات الأمنية والسياسية، وتعمق التعاون في مواجهة الإرهاب المتطرف، وبلغ ذروته خلال الحرب ضد داعش، حيث لعبت إيران دورًا حاسمًا في دعم العراق.
بعد هزيمة تنظيم داعش، واجهت الحكومات العراقية ضغوطًا خارجية متزايدة لتقليل النفوذ الإيراني، وسعت إلى تحقيق توازن في علاقاتها الخارجية. طالبت الاحتجاجات الشعبية بإنهاء التدخلات الخارجية. على الرغم من استمرار التعاون الأمني، واجه العراق تحديات في الحفاظ على سيادته في ظل النفوذ الإيراني وتأثير القوى الإقليمية والدولية المتنافسة، بشكل عام اتسم مسار العلاقات بالتحول نحو التعاون البراغماتي، خاصة في المجال الأمني، لكنه ظل معقدًا بسبب النفوذ الإيراني والمؤثرات الخارجية.