المستخلص:
يتميز مضيق باب المندب بخصائـص جيواستراتيجية دفعت القـوى العالمية والاقليمية للتنافس عليـه وفيه، فارتبطت أهميته بمصالح القوى الدولية والاقليمية المحيطة به . فبعدما كان التنافـس يقتصر على القوتين العظيمتين النوويتين الإيديولوجيتين الولايات المتحدة والاتحاد السـوفيتي على الصعيد العالمي وبين الدول العربية و”إسرائيل” على الصعيـد الإقليمي في مرحلـة الحـرب البـاردة غـدى الإقليم مرشحا للتنافـس بين قوى منفصلـة ذات علاقات دينامكيـة متشـابكة تفيـض فيها تطورات كبيرة في سياسـة واستراتيجية كل قوة تجاه المضيق ودوله القريبة فبعـد الحـرب الباردة فاسـتبدل الـدور السـوفيتي بالـدور الصينـي تدريجياً. وبات التنافس الامريكي- الصيني جيوبوليتيكيـا وجيواقتصاديا بعدمـا كان التنافـس إيديولوجيـا – أمنيـاً- عسـكريأ ، الأمر الذي جعل هذا المضيق مجالاً لمحاولات هذه الدول باتجاه السيطرة عليه، تارةً بانتشار الوجود العسكري وتارة بمشاريع التدويل والحماية وضمانات الامن تارة اخرى.