الملخص :
لا أحد يجادل أن كتاب (الاستشراق) جاء دفاعا عن الثقافة العربية وفضح مغالطات الإيديولوجية الاستشراقية، وفتح بذلك للغرب زاوية أرحب لاكتشاف الشرق بدون أية حُجب مزيفة؛ إلا أن الاستشراق أيضا، هو مصالحة بين إدوارد سعيد وهويته العربية المفقودة المنشودة. إن المقاربة التاريخية لإدوارد سعيد كانت خطية كرونولوجية إلى حد بعيد، ومساعدة لفهم بعض النصوص الاستشراقية بهدف وضعها في سياق شروطها التاريخية والسوسيوثقافية، حيث اعتمد على العديد من الكتابات الاستشراقية منذ القرن الثامن عشر وحتى الآن مثل كتابات اللورد كرومر وبلفور، وموسوعة وصف مصر، وروايات فلوبير، وشاتوبريان، ولامارتين … لكي يبرهن على علاقة القوة والهيمنة بخطاب الاستشراق منذ القرن الثامن عشر وحتى الآن، مطبقا ذلك بشكل مباشر على الأعمال المرتبطة بالاستشراق البريطاني والفرنسي والأمريكي المعاصر لاحقا، فكان النص الاستشراقي خيارا منهجيا أساسيا لا محيد عنه.