أردوغان سينجّح الانقلاب بنفسه

أردوغان سينجّح الانقلاب بنفسه

فاجأ انقلاب ١٥ تموز الفاشل الكثيرين من داخل تركيا ومن خارجها ، كون تركيا تعتبر من اقوى الدول عسكريا وسياسيا واقتصاديا في منطقتها، ولها علاقات دولية متينة من ابرز القوى في العالم، مما يجعل الاستقرار السمة الطبيعية لها.
وربما كان وقع الحدث كبيرا على حزب العدالة والتنمية وعلى أردوغان بشكل خاص، اذا ما رفضنا فكرة تدبير الانقلاب من قبل أردوغان نفسه وحزبه، لذلك كانت ردة الفعل عنيفة ضد المناوئين بل وحتى المشتبه بهم، فشملت الحملة إقالة الاف الموظفين الحكوميين والأهليين من وظائفهم، حتى طالت قضاة وأكاديميين ومعلمين فضلا عن جنرالات الجيش والشرطة وأفرادهما، اضافة الى منع سفر الزمالات الدراسية وإعادة المبتعثين الى البلاد!!
هذه التصرفات لا يمكن ان يقبل بها المجتمع الدولي خصوصا الولايات المتحدة التي لا يخدم مصالحها التعاون مع بلد يبتعد عن النهج الديمقراطي مقتربا نحو القيادة الفردية ،بل ان ذلك يضر بمصالحها خاصة وأنها في حرب ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.
الاتحاد الأوربي من جهته انتقد هذه السياسة الانفعالية ورفض التوجه التركي لاعادة عقوبة الاعدام معتبرا ذلك مقوضا لانضمام تركيا اليه، كما عبرت الأمم المتحدة عن استيائها من السياسة الانتقامية لأردوغان تجاه معارضيه.
إن التأييد الشعبي الذي استغله أردوغان لتعزيز سلطته ممكن ان يتراجع اذا ما استمر بتلك السياسة التعسفية، فالضغط الدولي والإعلامي إضافة الى التعاطف الإنساني – حتى من قبل أتباعه – مع الأبرياء الذين طالتهم الإجراءات الحكومية الظالمة سيؤثران بكل تأكيد على القاعدة الجماهيرية لأردوغان وحزبه، وقد يكون ذلك بداية النهاية لأفول نجم أردوغان وحزبه الذي لم يحقق (العدالة) وسوف لن تتحقق (التنمية) اذا أصر على هذه السياسة العنجهية.
وإذا ما أحسن المعارضون التصرف في استثمار هذه الضغوط الدولية والاعلامية والشعبية فإن أردوغان قد حفر قبره بيده سواء بترتيب لعبة الانقلاب – كما يرى البعض – لتحقيق غاياته منه او باتباع هذه السياسة التسلطية ضد معارضيه ، عندها يكون إنجاح الانقلاب الفاشل على يد المنقلب ضده أردوغان.

حول الكاتب

مقالات ذات صله

1 Comment

  1. ابراهيم

    بالعكس فقد طهر اردوغان الدوله والشعب من الانقلابات والارهاب الممنهج الذي كان يقوده فتح الله غولن وعمل بنظام الاكثريه وليس كما كما تقولون انه سينجح الانقلاب بنفسه لما كانت المعارضه وقفت معه هذه واحده من اعظم الامور الديمقراطيه بالعالم لامكان للسلاح وفرض القوه والامر الواقع على اعناق الشعوب كان بامكان المالكي يبقى رئيس الوزراء لدورة ثالثه ولكنه كان عاقلا ودرس الامور من كل جوانبها حقنا للدماء وهذا موقف يسجل له بالرغم من كل ماصل ابان فترة حكمه وكان يمتلك القوه ولازال .

    الرد

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M