في ظل استمرار التوغل البري والغارات الجوية التركية شمالي العراق، بدأت القوات العراقية بدورها اتخاذ إجراءات على الأرض لحفظ أمن وسيادة البلاد، من خلال تعزيز انتشارها العسكري بطول الحدود.
وتهدف التحركات العسكرية العراقية إلى منع القوات التركية من التوغل في شمال البلاد.
وكانت طائرات حربية تركية قد شنت سلسلة غارات طالت منطقتين جبليتين، في محافظة دهوك العراقية، الجمعة، دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.
وأفاد مراسلنا بأن القوات التركية أقامت حتى الآن، 24 مركزا عسكريا على قمم السلاسل الجبلية التي احتلتها في الشمال العراقي.
ولم تقتصر التحركات العراقية على الجانب الميداني فقط، إذ قالت وزارة الخارجية إن بغداد تبحث اتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية ضد أنقرة، من ضمنها اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، ومراجعة العلاقات التجارية بين البلدين.
وعلى الرغم من تأكيد بغداد على أهمية المسار السياسي كحل للأزمة، ودعوتها لأنقرة لخفض مستويات التوتر وإنهاء العملية العسكرية في شمال البلاد، بيد أن الاستفزازات التركية المتواصلة دفعت العراق لبحث اتخاذ خطوات أكثر حدة ضد أنقرة.
وفي هذا الصدد أوضح المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف، أن بلاده قد تدعو إلى جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي واجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية.
وهددت بغداد أيضا باللجوء إلى أوراق أخرى، لعل أهمها تخفيض التبادل الاقتصادي والتجاري مع تركيا.
ففي العراق توجد عشرات الشركات الاستثمارية والاقتصادية التركية، كما أن الميزان التجاري التركي السنوي في العراق يزيد عن 16 مليار دولار، ناهيك عن مصالح اقتصادية أخرى بين البلدين.
وستأتي هذه القرارات بعد استنفاذ سبل الحل الدبلوماسي بين البلدين، خصوصا بعد استدعاء بغداد للسفير التركي مرتين وتسليمه مذكرة احتجاج على العملية العسكرية في شمال البلاد.